ردود فعل متباينة بعد ليلة سقوط الكبار في دوري أبطال أوروبا

باستثناء يوفنتوس الإيطالي الذي قلب تأخره بنتيجة (1 - 2) أمام مضيفه لايبزيغ الألماني إلى فوز بنتيجة (3 - 2)، ليفلت من تعثر غير منتظر ويحقق فوزاً متأخراً يرفع به رصيده إلى ست نقاط في جدول ترتيب مرحلة الدوري ببطولة دوري أبطال أوروبا، يمكن اعتبار أمس الأربعاء ليلة سقوط الكبار خارج ملاعبهم، بعد تعرض ثلاثة أندية من فئة النخبة إلى هزائم مفاجئة.

في ملعب "بيار موروا" بمدينة فيلنوف داسك الفرنسية فجر فريق ليل مفاجأة كبرى بإسقاط بطل الدوري الإسباني ريال مدريد، الذي يخوض المسابقة الأوروبية هذا العام دفاعاً عن موقعه كبطل للموسم الماضي.

واستفاد ليل من توسعة دوري أبطال أوروبا إلى 36 فريقاً بدلاً من 32 فريقاً في النظام السابق، وحصول فرنسا على أربعة مقاعد في نسخة (2024 - 2025) بدلاً من ثلاثة خلال الموسم الماضي، إذ احتل المركز الرابع في دوري الدرجة الأولى الفرنسي بالموسم الماضي خلف باريس سان جيرمان وموناكو وبريست.

وفاجأ فريق المدرب برونو جينيسيو الجميع بالفوز على ريال مدريد بنتيجة (1 - 0) ليرفع رصيده إلى ثلاث نقاط ويتساوى مع النادي الملكي الإسباني صاحب الرقم القياسي لعدد مرات التتويج بدوري أبطال أوروبا برصيد 15 كأساً.

وقال المدرب الإيطالي لريال مدريد كارلو أنشيلوتي إن فريقه فشل في تقديم أفضل ما لديه أمام ليل وعليه أن يتقبل الانتقادات الموجهة له.

وضغط ليل بصورة متواصلة حتى نجح في حسم الفوز بهدف وحيد سجله جوناثان ديفيد من ركلة جزاء خلال الوقت بدل الضائع للشوط الأول، ليلحق بفريق أنشيلوتي أول هزيمة له في كل المسابقات منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.

وقال أنشيلوتي للصحافيين "كل شيء كان سيئاً للغاية. لعبنا الكرة بصورة سيئة، وعلى رغم أن الفريق كان متماسكاً للغاية في الشوط الأول كان من الصعب علينا استعادة الكرة"، مضيفاً "حاولنا أن نكون أكثر تنافسية بعض الشيء لكن هذا كان صعباً علينا، لذا يجب أن ننظر إلى الأمور بعقلانية وألا نهدر كل شيء. لكننا بالطبع يجب أن نتحسن"، وعن تقبله لردود الفعل قال "أنا صادق للغاية. الانتقادات المتعلقة بهذه المباراة عادلة وصحيحة وعلينا أن نتقبلها لأنها كذلك. لم نظهر بصورة جيدة في هذه المباراة".

وأضاف أنشيلوتي إن ليل "استحق" الفوز على رغم تحسن أداء ريال مدريد خلال الشوط الثاني، مردفاً "كان من الصعب علينا العودة في المباراة على مستوى الضغط وعلى مستوى المواجهات الثنائية، وعلى مستوى أسلوب اللعب". و"بالطبع كان من الممكن أن تنتهي المباراة بالتعادل لأننا حصلنا على فرص في النهاية، لكن هذا لم يكن مستحقاً".

مختتماً بأنه "علينا أن نتعلم كما حدث في المرة الأخيرة التي خسرنا فيها مباراة، علينا تعلم ما يفترض علينا تحسينه وهو أمر واضح للغاية. وأعتقد أن الأمر ليس معقداً بصورة كبيرة".

وعلى الجانب الآخر أثنى المدرب جينيسيو على فريقه قائلاً "ما فعله هذا الفريق لا يصدق. نحاول أن تكون الخطة محكمة لكن تحتاج أن يؤمن اللاعبون بها لتحقيق مثل هذه المفاجآت"، و"يجب أن تقوم بكل شيء على أكمل وجه، تحتاج حارس مرمى يدافع عن مرماه ببراعة في اللحظات الحاسمة، ومهاجماً قادراً على التسجيل وأن يحالفك الحظ".

وأبلى حارس المرمى لوكا شوفالييه بلاء حسناً، إذ تصدى ببراعة لعدة محاولات من ريال مدريد عندما وضع ليل تحت الضغط.

وأضاف المدرب "قدمنا أداء جيداً جداً خلال الشوط الأول ولعبنا كفريق، إنها ليلة رائعة للجميع"، مشيراً إلى أنه وطاقمه الفني درسوا تعادل ريال مدريد (1-1) مع غريمه المحلي أتلتيكو في الدوري مطلع الأسبوع.

وفي ملعب "دا لوز" بالعاصمة البرتغالية لشبونة لم تكن ليلة قطب مدريد الثاني فريق أتلتيكو أفضل حالاً من الريال، إذ مُني فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني بهزيمة كبرى بنتيجة (0 - 4) من مضيفه بنفيكا الذي حقق ثاني انتصاراته توالياً في المسابقة القارية، ليرتفع إلى المركز الثاني في الترتيب العام بفارق الأهداف خلف بوروسيا دورتموند الألماني، فيما توقف رصيد أتلتيكو مدريد عند ثلاث نقاط.

وبدا مدرب "لوس روخيبلانكوس" دييغو سيميوني عازماً على التعامل بإيجابية مع خسارته الثقيلة أمام بنفيكا قائلاً إن فريقه لم يفتقد الرغبة في الفوز وإنما كانت الغلبة للفريق البرتغالي.

وصرح سيميوني في مقابلة تلفزيونية بأنه "دائماً ما أحب التفكير الإيجابي وأعتقد أن هذه فرصة جيدة لمواصلة التطور"، و"كنا نبلي بلاء حسناً واليوم لم نقدم الأداء المتوقع، لكن علينا أن نمضي قدماً".

"لعبنا بصورة سيئة. يجب علينا أن نتقبل ذلك. لم نلعب بصورة جيدة، ولم تمنحنا التبديلات الشرارة كما حدث في مناسبات سابقة. لعبنا بصورة سيئة وكان (بنفيكا) الأفضل وعلينا أن نتقبل ذلك".

ولم يكن لأتلتيكو الذي أنفق بسخاء خلال فترة الانتقالات الصيفية لإبرام صفقات كبرى لضم أمثال جوليان ألفاريز وكونور غالاغر أية محاولة على المرمى طوال المباراة.

وسنحت لبنفيكا فرص لتحقيق انتصار أكبر لكن حارس مرمى أتلتيكو يان أوبلاك تصدى لعدة محاولات.

ولم يبحث سيميوني عن أعذار للأداء المتواضع الذي قدمه فريقه وأثنى على منافسه، قائلاً "لم نفتقر للتأهب أو الرغبة في الركض ولعبنا بصورة سيئة، وعندما تلعب بصورة سيئة تكون عرضة لمثل هذه الهزائم".

و"كنا نقوم بعمل جيد جداً واليوم ظهر الأداء غير المرغوب، بعض الليالي غير جيدة وعليك أن تتقبلها وتحاول التعلم مما خضناه اليوم واستعادة عافيتنا قبل مواجهة الدوري يوم الأحد (أمام ريال سوسيداد)".

أما ثالث القوى الأوروبية الكبرى التي تعرضت لهزيمة مفاجئة خارج الديار ليلة أمس كان بايرن ميونيخ الألماني بطل دوري الأبطال ست مرات، والذي سقط بنتيجة (1 - 0) أمام قوة مضيفه أستون فيلا الإنجليزي في ملعب "فيلا بارك".

ورفع أستون فيلا الذي يقوده المدرب الإسباني أوناي إيمري رصيده إلى ست نقاط بين الأندية صاحبة العلامة الكاملة من أول مباراتين، فيما توقف رصيد بايرن ميونيخ عند ثلاث نقاط.

وأبدى مدرب بايرن ميونيخ فينسنت كومباني أسفه على الفرص التي أهدرها فريقه لكنه لم يكن مستاء من الأداء.

وقال عن الهدف الذي سجله لاعب فيلا جون دوران خلال الدقيقة الـ79 عكس سير المباراة "إذا لم تستغل فرصك، فإن هذا وارد".

وقبل أن تهتز شباكه هيمن الفريق الألماني على الكرة وأهدر عديداً من الفرص، وقال كومباني "سنحت لنا فرص كبيرة لم نستغلها ومنحنا فرصة للمنافس ومنها بالطبع سجل أستون فيلا هدفاً. أتفهم أنها كانت ليلة مميزة بالنسبة إلى المنافس".

وفي أول مباراة بدوري الأبطال يخوضها أستون فيلا على ملعبه منذ 41 عاماً تألق حارس مرماه إيميليانو مارتينيز وتصدى لعدد من الفرص، بينها ضربة رأس في اللحظات الأخيرة لعبها هاري كين.

وكان كين سجل أربعة أهداف في فوز بايرن الساحق بنتيجة (9 - 2) على دينامو زغرب في مستهل مشواره بالمسابقة، التي يشارك فيها 36 فريقاً.

وقال كومباني "عندما نستحوذ على الكرة نشكل خطورة لكن فيلا فريق قوي، هذا ليس ملعباً سهلاً. لم نقدم أداء سيئاً وسمحنا بفرص قليلة جداً... إذا ركزنا على عملنا فسنفوز بكثير من المباريات".