Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المرحلة الرابعة من حرب غزة... من ملاحقة تحت الأرض إلى فوقها

يركز الجيش على ملاحقة عناصر "حماس" فوق الأرض بعد تدمير الأنفاق

استطاعت القوات البرية والهندسية تدمير أنفاق الحركة في مختلف محافظات القطاع (أ ف ب)

ملخص

في بداية حرب القطاع حددت الحكومة الإسرائيلية أهدافها من القتال، وركزت بصورة كبيرة على تفكيك قدرات "حماس" العسكرية والحكومية، وعملت من أجل ذلك على مدار عام كامل، خلاله حققت الكثير من الإنجازات.

تخطط إسرائيل بصورة واضحة لتغيير طريقة المعارك في حربها على غزة بهدف زيادة الضغط العسكري على "حماس"، إذ يستعد الجيش للانتقال من مرحلة ملاحقة عناصر الحركة داخل الأنفاق إلى القضاء عليهم فوق الأرض في ما يعرف بالمرحلة الرابعة من حرب القطاع.

في بداية حرب القطاع حددت الحكومة الإسرائيلية أهدافها من القتال، وركزت بصورة كبيرة على تفكيك قدرات "حماس" العسكرية والحكومية، وعملت من أجل ذلك على مدار عام كامل، خلاله حققت الكثير من الإنجازات.

مراحل الحرب

بحسب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت فإن الجيش تمكن من تفكيك كتائب "حماس" في غزة، واستطاعت القوات البرية والهندسية تدمير أنفاق الحركة في مختلف محافظات القطاع، كما أن سلاح الجو بالتعاون مع الشاباك نفذوا اغتيالات في حق قادة "حماس" وعناصر بارزين.

وتمكنت إسرائيل من تحقيق إنجازاتها العسكرية من خلال خطة عسكرية محكمة مبنية على أربع مراحل، الأولى منها كانت عبارة عن القصف الجوي العنيف على القطاع وشمل تدمير مرافق حيوية مهمة لحكومة غزة وحركة "حماس".

أما المرحلة الثانية كانت التوغل البري الذي بدأ في شمال قطاع غزة، وانتقل بعدها إلى خانيونس ثم إلى رفح، وخلال تلك المرحلة نفذت القوات اجتياحات محدودة في وسط القطاع، وخلالها تمكن الجيش برفقة القوات الهندسية من تدمير أنفاق "حماس" ومصانع الأسلحة والذخيرة.

وفيما يخص المرحلة الثالثة التي شارفت على الانتهاء فإن الجيش الإسرائيلي انسحب من مختلف المحافظات وتمركز في محوري "نتساريم" و"فيلادلفي" وقرب الحدود وهناك خلق خط دفاع جديداً.

وشملت المرحلة الثالثة أيضاً تنفيذ غارات على نطاقات مختلفة في عمق غزة من أجل إلحاق الضرر بما تبقى من قوات "حماس" وضمان عدم عودة الحركة للسيطرة عليها، وتركزت بصورة أساسية على تدمير ما يسميه الجيش جيوب "حماس"، وميدانياً ترجم ذلك في القضاء على ما تبقى من أنفاق وسراديب تحت الأرض وهيكليات عسكرية ومستودعات أسلحة وذخيرة.

ملاحقة الحمساويين فوق الأرض

إلى هنا، فإن نتنياهو يعتقد بأنه بعدما نجح في تدمير بنية "حماس" تحت الأرض وقضى على شبكة أنفاق الحركة التي كانت تحتمي بها، فإن الحركة نقلت ثقلها أو ما تبقى منها إلى فوق الأرض، ويستدل رئيس الوزراء على ذلك من طبيعة المواجهة الحالية التي يخوضها الجيش الإسرائيلي في غزة.

ليضمن نتنياهو القضاء على "حماس" بالكامل وسحق ما تبقى منها، قرر توسيع مراحل الحرب إلى مرحلة جديدة، هدفها القضاء على عناصر "حماس" فوق الأرض وملاحقتهم، ضمن ما يسمى المرحلة الرابعة من الحرب، وأعطى تعليمات بذلك للمؤسسة الأمنية.

يقر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأنه سحق "حماس"، ويقول "القتال في غزة على وشك الانتهاء، ولكنني غير مستعد لوقف الحرب قبل القضاء على (حماس)، وتشكيل بديل أمني وحكومي عن الحركة التي تدير القطاع".

المرحلة الرابعة ليست هي خطة الجنرالات

وفق صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية فإن نتنياهو يريد أن يعتمد خطة الجنرالات التي بموجبها سوف تطرد إسرائيل سكان شمال غزة من بيوتهم لملاحقة عناصر "حماس" أو أي شخص يرفض الانتقال إلى جنوب القطاع.

يقول الباحث العسكري اللواء ظافر القرناوي إن ما طرحته "يديعوت أحرنوت" وما جاء في خطة الجنرالات أمر غير منطقي و"لا مؤشرات ميدانية على أن المرحلة الرابعة تقتضي ترحيل سكان شمال القطاع، إذ هناك بدأت عملية إعادة الإعمار فمثلاً وافقت إسرائيل على إعادة ترميم مستشفيات الشمال وسمحت بتأهيل شبكات الصرف الصحي والطرق وغيرها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف "عسكرياً فكرة ترحيل سكان شمال غزة لملاحقة عناصر (حماس) تعد خطأ عسكرياً كبيراً، لأنه من المؤكد أن يهرب المقاتلين من (حماس) مع النازحين المدنيين وهذا يعني فشل ملاحقة الحمساويين، لذلك فإن المرحلة الرابعة سوف تأخذ شكلاً آخر".

منع "حماس" من حكم غزة

فعلياً لم يعلن الجيش الإسرائيلي بصورة رسمية شيئاً اسمه المرحلة الرابعة من الحرب، ولكن وزير الدفاع غالانت قال في بداية الحرب "المرحلة الرابعة تقتضي تشكيل حكومة جديدة في غزة، هوية هذه الحكومة غير واضحة".

ومع التطورات العسكرية وتغير مجريات الحرب، فإن توسيع مراحل الحرب لتكون هناك مرحلة رابعة يعني أن هناك بقايا لـ"حماس"، تقول هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان" إن هذه المرحلة ليست بمرحلة منفصلة ومستقلة بحد ذاتها، إنها جزء من المرحلة الثالثة ولكنها أكثر تطوراً، إعلامياً فقط تسمى المرحلة الرابعة.

بحسب "كان" فإن المرحلة الرابعة من الحرب هدفها إنهاء قدرات "حماس" في حكم القطاع، وهذا يترجم في خطة من مستويات عدة ليست كلها قتالاً عسكرياً وإنما تشمل إجراءات ميدانية جديدة يظهر فيها شكل غزة الجديد من دون "حماس".

مستويات المرحلة الرابعة

وفق تفاصيل خطة المرحلة الرابعة، فإن المستوى الأول منها، يتمثل في ملاحقة عناصر "حماس" فوق الأرض وذلك وفق معلومات استخباراتية تصل إلى الجيش وبناء عليها فإن القوات ستذهب إلى المنطقة وتعتقل أفراد الحركة أو تقتلهم من دون المساس بالمدنيين.

والمستوى الثاني من المرحلة الرابعة فيه يتولى الجيش الإسرائيلي مهمة توزيع المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة وبهذا تضمن تل أبيب ألا تتحول هذه المساعدات إلى شريان حياة لقيادات وعناصر الفصائل الفلسطينية.

والمستوى الثالث يتمثل في إيجاد جسم حكومي بديل في غزة وعادة ما سيكون عبارة عن قوات حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة التي وافقت السلطة الفلسطينية على دخولها للقطاع.

طويلة نسبياً

وفق تقديرات اللواء القرناوي فإن هذه الخطة قد تنجح في القضاء على ما تبقى من قدرات لـ"حماس"، ولكنها قد تستغرق وقتاً طويلاً يمتد لأشهر، وفي أية حال فإنها تشكل طريقاً ناعماً لنهاية حرب القطاع من دون إعلان رسمي عن ذلك.

ويوضح القرناوي أن المرحلة الرابعة بدأت فعلياً دون إعلان رسمي من الجيش لكن طبيعة القتال والعمل العسكري تؤكد أن الحرب تغيرت وباتت في مرحلتها الرابعة والأخيرة.

من ناحية إسرائيل، فإن المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري يقول "سنواصل الضغط العسكري بقوة ضد حركة (حماس) حتى القضاء عليها والتأكد من أنها غير قادرة على تشكيل تهديد لأمن إسرائيل وأيضاً التأكد من أنها غير قادرة على حكم قطاع غزة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات