Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما أصعب العودة إلى الضاحية بعد غارات الليل

لبنانيون يتفقدون منازلهم في الصباح لإحضار ما تبقى من حاجاتهم

لبنانيون يتفقدون منازلهم بعد غارة إسرائيلية ليلية على الضاحية الجنوبية (أ ف ب)

ملخص

تعد الضاحية الجنوبية لبيروت معقلاً لـ"حزب الله"، وهي منطقة مكتظة كان عدد سكانها قبل التصعيد الراهن يقدر بنحو 850 ألف نسمة، وتضم عديداً من المباني السكنية الكبيرة والمؤسسات التجارية والتعليمية والاستشفائية.

عاد علي محمود إلى منزله في الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت لأخذ بعض الحاجات، بعدما غادر على عجل على وقع "الليلة الأعنف" من القصف الإسرائيلي. وقال محمود (63 سنة) وهو يجلس في أحد مقاهي المنطقة التي غادرها عدد كبير من سكانها "شعرنا بالخوف، كل الناس يخافون".

وتابع الرجل الذي غزا الشيب لحيته، "خرجنا مسرعين باتجاه بيروت لكن عدت الآن لأطمئن على منزلي وأحضر حاجات لعائلتي التي تشردت في الطريق" منذ أيام.

في الصباح، تعود الحياة بصورة خجولة بضع ساعات إلى الضاحية الجنوبية، حين يستغل سكانها فسحة الهدوء لتفقد ما تركوا خلفهم على عجل.

هذا الصباح أيضاً، عاد بعض الذين نزحوا إلى بيروت، على دراجات نارية أو سيارات، لإلقاء نظرة على بيوتهم بعد ليلة طويلة من القصف، أو لإحضار ما تبقى من حاجاتهم وأمتعتهم تحت أزيز الطائرات الإسرائيلية المسيرة التي تحلق دول توقف فوق رؤوسهم.

شريان حيوي

وتعد الضاحية الجنوبية لبيروت معقلاً لـ"حزب الله". وهي منطقة مكتظة كان عدد سكانها قبل التصعيد الراهن يقدر بنحو 850 ألف نسمة، وتضم عديداً من المباني السكنية الكبيرة والمؤسسات التجارية والتعليمية والاستشفائية.

ويقع على أطرافها مطار بيروت الدولي الذي يواصل عمله على رغم القصف، علماً أن غالبية شركات الطيران الأجنبية علقت رحلاتها إلى العاصمة اللبنانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتطالع سحب الدخان الأسود العائلات الوافدة والمغادرة، ممتزجة برائحة الحرائق التي خلفتها الغارات. وعلى طريق المطار القديمة في الضاحية الجنوبية التي تعد شرياناً حيوياً في المنطقة، عملت جرافات أمس الأحد على رفع الركام المتناثر الذي تسبب بقطعها.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان أن الضاحية الجنوبية لبيروت "شهدت أعنف ليلة" منذ بدء حملة القصف الإسرائيلي الكثيفة قبل أسبوعين، وأحصت "أكثر من 30 غارة سمعت أصداؤها في بيروت".

وأوضحت أن الغارات استهدفت أحياء عدة مثل الغبيري والصفير وبرج البراجنة وحارة حريك والمريجة والليلكي، إضافة إلى "محطة وقود على طريق المطار" الواقع عند أطراف الضاحية الجنوبية. وطاولت الغارات "مبنى فيه مستودع للمستلزمات الطبية" على طريق المطار مما أدى لاندلاع النيران فيه "وسمعت أصوات مدوية بسبب وجود قوارير أوكسجين بكمية كبيرة"، بحسب الوكالة.

وتعالت سحب الدخان الأسود فوق أنحاء واسعة من الضاحية أمس، وبعضها يتصاعد من مبان قصفت قبل أيام. وفي أحد أحياء المنطقة، سمعت أصوات انفجارات خفيفة حتى الصباح من مبنى مشتعل تعرض للقصف خلال الليل.

وقال مهدي زعيتر (60 سنة) الذي يملك متجر خضراوات وفضل البقاء في منزله في حي المريجة على رغم القصف "كانت ليلة عنيفة جداً، الغارات من كل الجهات، لا يقصفون أهدافاً عسكرية، بل أهداف مدنية، ومصالح ناس". وأوضح أن ليلة السبت - الأحد كانت "الليلة الأعنف"، مشبها الغارات "بزلزال كلما قصفوا يهتز المبنى بنا. لم ننم طوال الليل".

 

 

في جميع أنحاء الحي، يروي السكان التجربة ذاتها، وهم ينقلون فرشاً أو أكياساً أو بضاعة من مخازن متاجرهم.

وسبق للضاحية الجنوبية أن تعرضت لدمار واسع خلال حرب يوليو (تموز) 2006 بين إسرائيل و"حزب الله"، في حين بقيت بعض الأحياء في منأى عن القصف الجوي، لكن نطاق الغارات يختلف هذه المرة، إذ إنه يطاول أحياء عدة. ويتكرر مشهد المباني المنهارة والمحال التجارية المغلقة والركام في كل مكان تقريباً.

يأتي التصعيد في لبنان بعد نحو عام على فتح "حزب الله" جبهة ضد إسرائيل "إسناداً" لغزة، غداة هجوم "حماس" على إسرائيل واندلاع الحرب في القطاع.

ونقلت إسرائيل مركز ثقل عملياتها العسكرية في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي من غزة إلى الجبهة الشمالية، وكثفت غاراتها على لبنان اعتباراً من الـ23 من سبتمبر، وبدأت قواتها عمليات برية "محدودة" ضد "حزب الله".

وقتل أكثر من ألفي شخص في لبنان منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، منهم أكثر من ألف منذ أن كثفت إسرائيل ضرباتها، وفق السلطات الرسمية في لبنان. ونزح أكثر مليون و200 ألف شخص من منازلهم، وفقاً للأرقام الرسمية.

المزيد من متابعات