Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الذئاب" يجمع مجددا جورج كلوني وبراد بيت 

فيلم كتبه وأخرجه جون واتس يعتمد بصورة مبالغ فيها على شهرة نجمي هوليوود

براد بيت وجورج كلوني في لقطة من العمل (مواقع التواصل)

ملخص

العمل عادي جداً من ناحية قيمته الفنية ويعتبر فوضوياً وغير متناسق، فالقصة ليست جديدة والتصوير ليس مثالياً والحبكة باهتة. اللافت والمثير في الأمر، وجود كلوني وبيت معاً، علماً أنهما مثّلا معاً في ستة أفلام سابقة.

ما حصل في فيلم "الذئاب" (Wolfs) الذي كتبه وأخرجه جون واتس، ومن بطولة النجمين براد بيت وجورج كلوني، يطرح إشكالية ظهرت مع فورة منصات البث التدفقي والصراع بينها ودور السينما.

كيف يمكن لفيلم يجمع نجمين من أشهر نجوم العالم، ألا يستمر في قاعات السينما لأكثر من أسبوع، ومن ثم ينتقل ليعرض على منصة "أبل تي في" منتجة العمل؟، ومن لديه هذه الخدمة، بالطبع لن يقصد السينما لمشاهدة الفيلم بسبب سهولة فعل المشاهدة في المنزل، أو من أي مكان يختاره.

إذاً، يعود الصراع مجدداً ما بين المنصات ودور السينما، وهو صراع بدأ مع "نتفليكس" حين رفضت المهرجانات السينمائية العالمية، مشاركة الأعمال التي تنتجها في الفعاليات، وثمة سجالات كثيرة حول الموضوع وأخذ ورد، إلى أن استضاف مهرجان "كان" فيلماً من انتاج "نتفليكس"، وتغيرت الحال لاحقاً.

ومن يتابع المسألة، خصوصاً بعد جائحة كورونا والعزلة التي فرضتها وكيفية تأثيرها في الإنتاج السينمائي، يلاحظ أن المستقبل بات لمنصات العرض، ودور السينما أصبحت بحاجة إلى خطة ترويجية كبيرة لاستقطاب الجمهور، علماً أن غالبية الرواد حالياً هم من المتمسكين بأجواء السينما وعاداتها وتقاليدها، في حين تظهر فئة كبيرة باتت تفضل مشاهدة الأفلام في المنزل، ضمن مساحة من الخصوصية والراحة.

وأشارت "أبل" في البداية إلى أن الفيلم سيعرض في عدد كبير من دور السينما قبل بثه عبر خدمتها التلفزيونية لكنها اختارت في ما بعد أن تعرضه لفترة وجيزة، وفي عدد محدود من دور العرض في الولايات المتحدة، ومن ثم تنقله إلى البث التلفزيوني في أنحاء العالم.

"الذئاب"

يندرج فيلم "الذئاب" ضمن أفلام الأكشن الكوميدية، إذ يقوم جورج كلوني بدور محترف يتم تعيينه للتغطية على جريمة بارزة، لكن عندما يظهر محترف آخر (براد بيت) يضطر الاثنان اللذان يفضلان العمل بصورة فردية ويعرفان بعضهما سابقاً إلى العمل معاً، ويجدان أن ليلتهما تخرج عن السيطرة بطرق لم يكُن أي منهما يتوقعها.

 

 

العمل عادي جداً من ناحية قيمته الفنية ويعتبر فوضوياً وغير متناسق، فالقصة ليست جديدة والتصوير ليس مثالياً والحبكة باهتة. واللافت والمثير في الأمر، وجود كلوني وبيت معاً، علماً أنهما مثّلا معاً في ستة أفلام سابقة.

يبدو النص ناقصاً، ويحوي قليلاً من الفكاهة أو العمق، وغالبية النكات تدور حول فكرة واحدة مفادها بأن أياً من الشخصيتين لا تريد العمل مع الآخر. والخلاصة التي يمكن قولها إن فيلم للنسيان ولن يعلق في ذاكرة أي من محبي السينما.

ويبدو أن المخرج الذي كتب النص أيضاً يعتمد بصورة أساسية على شهرة النجمين، في المقابل يستمتع بيت وكلوني بما يقدمانه، فالأول بارد وعفوي، والثاني غاضب وسريع الاشتعال. هما شخصان يُستعان بخدماتهما بعد حصول جريمة ما لتنظيف الآثار ومحوها، لكن تعوّدا على العمل بصورة منفردة، إلا أن جريمة تسببت بها سياسية محلية في نيويورك، تجبرهما على العمل بشكل ثنائي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولا نعرف اسم الرجلين، فلم يُذكرا أبداً، وقد يكون ذلك برهاناً على ما تقدّم سابقاً بأن شهرة النجمين تتخطى اختيار اسمين لهما في العمل.

براد بيت وجورج كلوني

من الممتع مشاهدة بيت وكلوني وهما يتمازحان معاً، خصوصاً أنهما عملا سوياً سابقاً في أفلام ستيفن سودربيرغ "Ocean's"، إذ قام كلوني بدور البطولة بينما كان بيت في دور المساند بسعادة. 

وسهولة تعاملهما مع بعضهما بعضاً هنا واضحة، فهما يبدوان لطيفين ومرحين، سواء كانا في طريقهما إلى مزيد من التعقيدات أو يتبادلان الإهانات بحواجب مقوسة وابتسامات خافتة. هناك جودة مسرحية لكيفية تعامل المخرج مع مواجهاتهما.

قد يبدو ذلك كافياً لتقديم فيلم، فقد أنتجت هوليوود أعمالاً عدة لم يفعل فيها المشاهير والجميلون كثيراً سوى الظهور بمظهر رائع بينما يمتعون المشاهد لمدة 90 دقيقة أو أكثر. 

 

 

وعلى سبيل المثال لا الحصر، اجتمع ريتشارد غير وجوليا روبرتس وقدما معاً "Pretty woman" و"Runaway bride" اللذين يُعدّان من أبرز الأفلام الكلاسيكية الرومانسية في السينما الأميركية والعالمية، وتوم كروز وكاميرون دياز ظهرا كثنائي للمرة الأولى في فيلم "Vanilla sky"، ثم في فيلم "Knight and Day" عام 2010، والكبيران روبرت دي نيرو وآل باتشينو في عدد من الأفلام.

وأصيب النجمان بخيبة أمل لأن العمل "لن يعرض في عدد كبير من دور العرض وسيتحول إلى خدمة ’أبل تي في‘".

وقال كلوني "الأمر محبط"، مضيفاً أن "خدمات البث التلفزيونية عبر الإنترنت التي تقدمها شركات مثل ’أبل‘ ضرورية بالطبع لمستقبل صناعة الأفلام وتقدم للممثلين فرصاً وتوفر الأعمال الفنية لجمهور أوسع".

وأوضح بيت "سنشعر دائماً بعاطفة ورومانسية حيال تجربة العرض السينمائية. في الوقت ذاته، أحب وجود خدمات البث التلفزيونية لأننا نتمكن من مشاهدة مزيد من القصص ومزيد من المواهب ويحظى ذلك بمشاهدين أكثر... إنه توازن دقيق حالياً وسيتحقق ذلك التوازن من تلقاء نفسه".

ولدى سؤاله عن معنى ألا يحظى اثنان من أكبر الأسماء في عالم الفن بعرض واسع لفيلمهما في دور العرض السينمائي، رد كلوني مازحاً "من الواضح أننا نتراجع".

وعلّق بيت الذي بلغ الـ60 من عمره العام الماضي "يجب أن أقول إنني مع التقدم في العمر أصبح مهماً لي بالفعل العمل مع من أستمتع حقاً بالعمل وقضاء الوقت معهم".

ولن يكون "الذئاب"، العمل الأخير الذي يجمع النجمين، إذ ينتظر الجمهور فيلماً جديداً يجمع الثنائي وهو تتمة لسلسلة فيلم "Ocean's" الشهير، بجزئه الـ 14، بحسب ما أكد جورج كلوني في لقائه الحصري مع الصحافي ويل مارفوجي على هامش العرض الأول لفيلم "Wolfs"  في لوس أنجليس.

وأشار كلوني إلى أنه وبيت اطلعا على السيناريو وأعلنا استعدادهما للمباشرة بالتصوير، إلا أنه من غير المؤكد وجود فنانين ممن شاركوا في الأجزاء السابقة، مثل ساندرا بولوك ومات ديمون ودون تشيدل وغيرهم.

وعلى عكس الأجزاء السابقة التي أخرجها ستيفن سودربيرغ، قد يتولى المهمة بدلاً منه المخرج إدوارد بيرغر الذي فاز بأربع جوائز أوسكار عن فيلم "كل شيء هادئ على الجبهة الغربية" (All Quiet On the Western Front).

اقرأ المزيد

المزيد من سينما