ملخص
لا تزال عودة أقارب المتطرفين من سوريا تثير جدلاً بين السكان في العراق الذي خاض حرباً لـ36 شهراً انتهت أواخر 2017 بطرد تنظيم "داعش"، بعد سيطرته على نحو ثلث مساحة البلاد لنحو ثلاثة أعوام.
عاد أكثر من 700 عراقي اليوم الخميس من مخيم الهول في شمال سوريا الذي يؤوي أفراد عائلات عناصر من تنظيم "داعش" إلى العراق، وفق ما أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المصدر إن "706 أشخاص يؤلفون 181 عائلة عادوا من مخيم الهول وأصبحوا في مخيم الجدعة" داخل ريف مدينة الموصل بشمال العراق.
ويضم مخيم الهول المكتظ الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية، وعمادها القوات الكردية المدعومة من واشنطن، بحسب أرقام إدارة المخيم خلال يناير (كانون الثاني) 2024، أكثر من 43 ألف سوري وعراقي وأجنبي من 45 دولة في الأقل، بينها فرنسا والسويد وهولندا وروسيا وتركيا وتونس ومصر. وجميع هؤلاء من أفراد عائلات عناصر في التنظيم المتطرف.
وتشكل النساء والأطفال الجزء الأكبر من نزلاء المخيم الممنوعين من مغادرته، لكنه يؤوي أيضاً نحو 3 آلاف رجل في الجزء الأكبر والمخصص للعراقيين والسوريين، بينهم نازحون ولاجئون ومنهم من تلاحقه شبهات بالعمل لمصلحة التنظيم المتطرف.
ولا تزال عودة أقارب المتطرفين من سوريا تثير جدلاً بين السكان في العراق الذي خاض حرباً لـ36 شهراً انتهت أواخر 2017 بطرد التنظيم بعد سيطرته على نحو ثلث مساحة البلاد لنحو ثلاثة أعوام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأربعاء أن هذه الدفعة هي "الرابعة خلال العام الحالي، ضمن إطار عمليات ترحيل عائلات تنظيم ’داعش‘ الذين يحملون الجنسية العراقية" من مخيم الهول إلى العراق.
وسعياً للحد من العدائية التي قد تواجهها هذه العائلات عقب عودتها، يُجرى إيواء أفرادها أولاً في مخيم الجدعة حيث يخضعون لإجراءات وتدقيق أمني و"مرحلة من التأهيل النفسي"، قبل السماح لهم بالعودة إلى المناطق التي يتحدرون منها، وفق مسؤولين عراقيين.
ويعد العراق من الدول القليلة التي تستعيد مواطنيها بانتظام من مخيم الهول، وهو ما يلقى ترحيباً من الأمم المتحدة والولايات المتحدة.
وأعلن تنظيم "داعش" خلال عام 2014 إقامة "دولة الخلافة" بعد سيطرته على مناطق واسعة في العراق وسوريا المجاورة، لكن "دولته" انهارت بعد أقل من ثلاثة أعوام بفعل العمليات العسكرية ضده في البلدين.
وأفاد تقرير للأمم المتحدة خلال يوليو (تموز) الماضي، أن عدد عناصره في العراق وسوريا يراوح راهناً ما بين "1500 و3000 مقاتل".
وأكد التقرير أن التنظيم "لا يزال قادراً على شن هجمات متفرقة ومؤثرة وهو ينفذ عمليات ضمن مجموعات صغيرة لا تتجاوز خمسة أفراد في مناطق وعرة".
وكانت قوات سوريا الديمقراطية رأس حربة في المعارك التي أدت إلى دحر التنظيم في سوريا.