التفاوت الكبير في رواتب لاعبي كرة القدم يقف ضد خيار الإضراب

لا تزال اعتراضات اللاعبين والمدربين على ضغط مباريات كرة القدم تتعالى، وكان المدافع الفرنسي إبراهيما كوناتي لاعب نادي ليفربول الإنجليزي أحدث المنتقدين، إذ أبدى دعمه في وقت سابق هذا الأسبوع لحق اللاعبين في الإضراب.

وتصدر المؤتمرات الصحافية أخيراً الحديث عن التداعيات البدنية لتكدس المباريات وقال لاعب الوسط الإسباني رودري نجم مانشستر سيتي الإنجليزي إن اللاعبين قد يلجأون للإضراب، لكن لجوء اللاعبين فعلاً للإضراب أمر مختلف في هيكل كرة القدم الإنجليزية، حيث يجني لاعبو الأندية الكبرى أكثر بمئات المرات مما يتقاضاه زملاؤهم في الفرق الأدنى.

وقالت الخبيرة في القانون الرياضي والمحاضرة في جامعة مانشستر متروبوليتان سارة كاريك "إنه أمر ممكن، لكنني أقول إنه في منتهى الصعوبة".

"في الدوري الإنجليزي الممتاز سيحتاج اتحاد اللاعبين المحترفين لإجراء اقتراع بين أعضائه البالغ عددهم 5000 كأي اتحاد يقدم على الإضراب".

"من الصعب للغاية أن تطالب لاعباً من فريق بمسابقة دوري أدنى ربما يتقاضى 500 جنيه استرليني (652 دولاراً) أسبوعياً بالتخلي عن ذلك تضامناً مع من يجني ملايين الجنيهات".

ويشكل دوري أبطال أوروبا، المسابقة التي شهدت زيادة عدد فرقها إلى 36 بدلاً من 32، إضافة إلى كأس العالم للأندية بصورتها الجديدة صميم المشكلة.

واعتبر الاتحاد الدولي للعبة "فيفا" أن جدول المنافسات ضروري، بينما قال رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة "يويفا" ألكسندر تشفرين إن هذا الأمر يؤثر في أقلية من اللاعبين.

وقال تشفرين في الجمعية العمومية لاتحاد الأندية الأوروبية "لا يشتكي اللاعبون الذين يحصلون على رواتب أقل... إنهم يحبون اللعب".

وهناك تفاوت كبير في ضغط المباريات، إذ تخوض الفرق الكبرى أكبر عدد من اللقاءات.

وقدر رودري أنه سيلعب نحو 80 مباراة هذا الموسم قبل أن يتعرض لإصابة في الركبة تبعده عن المنافسات حتى نهاية الموسم.

وأضافت كاريك "حتى في الدوري الإنجليزي الممتاز، لا تخوض كل الفرق المسابقات القارية، لذا هل حتى تحظى بدعم الفرق الأخرى عندما تلعب 40 أو 50 مباراة في الموسم الواحد؟".

وتعتقد أن مقاضاة اتحادات الكرة ستكون أنجح من محاولة الإضراب عن العمل.

وتعتزم رابطة مسابقات الدوري الأوروبية ورابطة الدوري الإسباني والقسم الأوروبي من اتحاد اللاعبين المحترفين (فيفبرو) التقدم بدعوى مشتركة يوم الإثنين أمام المفوضية الأوروبية ضد "فيفا" فيما يتعلق بقوانين المنافسة بدعوى أن جدول المنافسات غير مستدام ويعرض رفاهية اللاعبين للخطر.

وقال "فيفا" في يوليو (تموز) إن مجلسه أقر بالإجماع جدول المنافسات الحالي بعد مشاورات مفصلة شملت "فيفبرو" وروابط الدوري.

وقالت كاريك "هناك كثير من الدعاوى القضائية ضد الاتحادات الرياضية في الوقت الراهن"، مشيرة إلى الحكم الصادر الأسبوع الماضي فيما يتعلق بقواعد انتقال اللاعبين بـ"فيفا" والحكم الصادر أخيراً في قضية مانشستر سيتي ضد رابطة الدوري في شأن قواعد العقود التجارية. وأضافت، "كل هذه الأحكام تشبه هذا الموضوع المتكرر بأن الاتحادات الرياضية تتصرف بصورة غير قانونية. لذا أعتقد أن مفتاح نجاح اتحاد اللاعبين المحترفين أو اللاعبين هو التركيز على هذه القضية، لأنهم يفوزون بهذه القضايا في المحكمة في الوقت الحالي".