Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قيمة خسائر "ميلتون" تقدر بـ50 مليار دولار وفلوريدا تسترد أنفاسها

الإعصار يخلف 16 قتيلاً والولاية تجنبت الدمار الكارثي الذي كان المسؤولون يخشونه

منازل مدمرة في مقاطعة سانت لوسي جراء إعصار "ميلتون" (أ ف ب)

ملخص

أصدرت الأرصاد الجوية الوطنية 126 تحذيراً من الأعاصير في جميع أنحاء الولاية الأربعاء، وهو رقم قياسي، وفقاً لما ذكر خبير الأعاصير مايكل لوري.

قدر الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة قيمة الخسائر الجسيمة التي خلفها الإعصار "ميلتون" بـ50 مليار دولار بعدما ضرب ولاية فلوريدا. وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض "يقدر الخبراء (...) أنه تسبب بأضرار تناهز 50 مليار دولار".

وارتفعت حصيلة القتلى جراء الإعصار "ميلتون" إلى 16 قتيلاً في الأقل الجمعة، وفق ما أفاد مسؤولون في ولاية فلوريدا، في الوقت الذي بدأ فيه السكان بالعودة إلى منازلهم والعمل لاستعادة إيقاع حياتهم المألوف.

وظل نحو 2.5 مليون منزل ومقر شركة محرومة من الكهرباء، بينما بعض المناطق الواقعة على مسار العاصفة البالغة العنف من خليج المكسيك إلى المحيط الأطلسي لا تزال مغمورة بالمياه.

ضرب "ميلتون" سواحل ولاية فلوريدا في وقت متأخر الأربعاء كعاصفة من الفئة الثالثة، مما تسبب بتدمير مناطق كانت ما زالت تعاني آثار الإعصار "هيلين" الذي سبقه بأسبوعين وأسفر عن مقتل 237 شخصاً في جنوب شرقي الولايات المتحدة.

مشاهد قاسية

وفي سييستا كي، وهي جزيرة تقع قرب ساراسوتا حيث ضربت العاصفة اليابسة، ترك "ميلتون" خلفه مشهداً قاسياً.

 

بعض الشوارع كانت لا تزال مغمورة بالمياه الجمعة، وعلى جوانب الطرقات تناثرت جذوع الأشجار المتساقطة والحطام وقطع الأثاث بصورة عشوائية.

وقال مارك هورنر الذي انتقل للعيش هناك قبل ست سنوات إن منزله نجا إلى حد ما، لكن الجزيرة "تضررت بشدة" والناس يعيدون تقييم المستقبل. وأبدى الرجل البالغ 67 سنة تفاؤلاً وقال لوكالة الصحافة الفرنسية "جنتنا ستعود. فقط الأمر صادم بعض الشيء كي نستوعبه".

وكانت الزوابع وليس مياه الفيضانات وراء عديد من الوفيات الناجمة عن العاصفة. وفي فورت بيرس على ساحل فلوريدا قضى أربعة أشخاص بسبب الإعصار "ميلتون".

وقالت سوزان ستيب البالغة 70 سنة لوكالة "عثروا على بعض الأشخاص ميتين على شجرة في الخارج. أتمنى لو أنهم قاموا بإجلائهم".

وقال مسؤولون إن ستة أشخاص في الأقل لقوا حتفهم في مقاطعة سانت لوسي وأربعة في مقاطعة فولوسيا واثنين في مقاطعة بينيلاس وشخصاً واحداً في كل من مقاطعات هيلزبورو وبولك وأورانج وسيتروس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فلوريدا تجنبت الدمار الكارثي

وتسببت العاصفة بسقوط أعمدة الكهرباء واقتلاع سقف ملعب بيسبول في تامبا وغمرت المنازل بالمياه، لكن فلوريدا تجنبت الدمار الكارثي الذي كان المسؤولون يخشونه.

وقال حاكم الولاية رون دي سانتيس للصحافيين "كانت العاصفة كبيرة، لكن لحسن الحظ لم يكن ما حدث هو السيناريو الأسوأ".

 

وأصدرت الأرصاد الجوية الوطنية 126 تحذيراً من الأعاصير في جميع أنحاء الولاية الأربعاء، وهو رقم قياسي، وفقاً لما ذكر خبير الأعاصير مايكل لوري. وقال ليديير رودريغيز الذي غمرت المياه شقته في تامبا باي "ليس من السهل أن تعتقد أنك تمتلك كل شيء وفجأة لا تملك شيئاً".

والجمعة كانت عمليات البحث والإنقاذ لا تزال مستمرة، وأفاد خفر السواحل عن عملية إنقاذ مذهلة لقبطان قارب نجا من العاصفة وظل متشبثاً بصندوق تبريد عائم في مياه خليج المكسيك.

وقالت دانا غريدي من جهاز خفر السواحل في سانت بيترسبيرغ في بيان "نجا هذا الرجل في سيناريو أشبه بالكابوس".

مادة انتخابية

وحض الرئيس بايدن الخميس الناس على البقاء في منازلهم حتى يتم إزالة خطوط الكهرباء والحطام المتناثر.

 

وتحول الإعصاران "هيلين" و"ميلتون" المتتاليان في فلوريدا إلى مادة انتخابية، إذ نشر المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب نظريات مؤامرة تزعم أن بايدن والمرشحة الرئاسية الديمقراطية كامالا هاريس تخليا عن الضحايا.

ورد بايدن الخميس عليه بالقول "اذهب واهتم بشؤونك".

التغير المناخي

واعتبر خبراء الجمعة أن التغير المناخي الناجم عن الإنسان جعل الإعصار "ميلتون" أكثر رطوبة وأشد رياحاً.

وقال تقرير لمجموعة "وورلد ويذر أتريبيوشن" التي تضم علماء مناخ "إن هطول أمطار غزيرة في يوم واحد مثل تلك الأحداث المرتبطة بـ"ميلتون" أصبح أكثر كثافة بنسبة 20 إلى 30 في المئة، وأكثر ترجيحاً بنحو الضعف في مناخ اليوم".

وأضاف التقرير أن هذا أدى إلى زيادة قوة رياح الإعصار "ميلتون" بنحو 10 في المئة، مما يحول عاصفة من الفئة الثانية إلى واحدة أكثر تدميراً من الفئة الثالثة.

ترك "ميلتون" بعض سكان فلوريدا منهكين وفي حالة يأس، وآخرين يستعدون لعملية طويلة لبناء ما تهدم.

وفي أورلاندو، على الساحل الشرقي، كان جو ماير البالغ 58 سنة يضع أمتعته للعودة إلى منزله في ماديرا بيتش، جنوب تامبا، بعد خمسة أيام قضاها في فندق.

قال إن الإعصار "هيلين" ضرب منزله "مثل قنبلة تنفجر"، واضطر إلى السباحة إلى منزل أحد جيرانه. أما "ميلتون" فقد ترك كمية أقل من المياه ولكن مزيد من الأضرار بسبب الرياح. وأضاف "من المحتمل أن نبيع" المنزل للانتقال إلى مكان أقل عرضة للفيضانات، مشيراً إلى أنه وصل إلى سن أصبح فيها هذا الأمر "أكثر مما نستطيع تحمله".

المزيد من بيئة