ملخص
أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم عن ارتفاع حصيلة القتلى في القطاع إلى 42289 شخصاً و98684 مصاباً جراء الهجوم الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023.
قال مسعفون فلسطينيون إن 10 أشخاص في الأقل قتلوا بينما أصيب 40 شمال غزة اليوم الإثنين بسبب قذائف دبابات إسرائيلية استهدفت أشخاصاً كانوا يصطفون للحصول على الطعام، وسط تزايد المخاوف في القطاع من أن إسرائيل تخطط لتهجير جميع السكان من الشمال.
وذكر مسعفون أن طائرة إسرائيلية مسيرة أطلقت النار أيضاً على عشرات السكان الذين تجمعوا للحصول على الطعام في جباليا، أحد مخيمات اللاجئين الثمانية التاريخية في غزة، مضيفين أن نساء وأطفالاً من بين الضحايا، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه يتحقق من الواقعة.
وجباليا محور يتركز عليه هجوم عسكري إسرائيلي منذ نحو 10 أيام، وأكمل الجيش تطويق مخيم اللاجئين التاريخي وأرسل دبابات إلى بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون المجاورتين من أجل تحقيق الهدف المعلن المتمثل في القضاء على مقاتلي حركة "حماس" الذين يحاولون إعادة تجميع صفوفهم هناك.
400 ألف شخص
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن مئات آلاف السكان من شمال غزة تركوا منازلهم خلال الأشهر الأولى من الحرب، مدفوعين بأوامر إخلاء إسرائيلية وهجوم بري عسكري على مناطقهم، بينما بقي نحو 400 ألف شخص.
لكن بعد أشهر من القتال البري الشديد هناك أعادت إسرائيل قواتها لجباليا للقضاء على مقاتلي "حماس" الذين قالت إنهم يعيدون تجميع صفوفهم لشن مزيد من الهجمات.
وقال الجناحان المسلحان لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" إن مقاتليهما ينفذون هجمات ضد القوات الإسرائيلية بالصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون.
وقالت "حماس" في وقت لاحق من اليوم إن إسرائيل تستهدف تهجير سكان شمال غزة بالقوة من خلال القصف المتواصل ومنع وصول المساعدات والغذاء والوقود.
وقال القيادي الكبير في "حماس" سامي أبو زهري لـ "رويترز" إن "على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته وأن يأخذ موقفاً ضد جريمة الحرب هذه، والتي يقوم الاحتلال من خلالها بإغلاق المنطقة ومنع وصول المواد الإغاثية والطبية".
وأضاف أبو زهري أنه "بذلك يتسبب بالموت البطيء وأيضاً القتل اليومي المباشر الذي يمارسه الاحتلال".
إخلاء جباليا
ويخشى سكان آخرون من أن يكون هناك مخطط إسرائيلي لإخلاء جباليا وربما المناطق الشمالية بأكملها من قاطنيها، وذلك وفقاً لمقترح طرحه جنرالات إسرائيليون سابقون يدعون لإخلاء شمال غزة من المدنيين وفرض حصار على المسلحين الباقين حتى يعلنوا استسلامهم.
وتنفي إسرائيل بصورة قاطعة وجود مثل هذا المخططات، وقال المتحدث العسكري نداف شوشاني لصحافيين "لم نتلق أي مخطط من هذا القبيل، ونؤكد أننا نضمن عدم إلحاق أذى بالمدنيين أثناء تنفيذ عملياتنا العسكرية ضد هذه الخلايا الإرهابية في جباليا".
وقال المقدم الرئيس للمقترح جيورا إيلاند إن مخططه يهدف إلى الضغط على "حماس" لتحرير الرهائن من خلال تقليل عدد المناطق التي تسيطر عليها الحركة والمساعدات الواردة إليها بدلاً من إرسال قوات إسرائيلية لمحاربة مقاتليها.
وأضاف لإذاعة الجيش أمس الأحد أن "ما يفعله الجيش الإسرائيلي في جباليا في الوقت الراهن جزء مما يحدث عادة، وخطتي لم تنفذ بعد".
ووصفت الأمم المتحدة الظروف المأسوية التي يشهدها السكان الباقون في جباليا،
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مهند هادي أمس الأحد "نزح أكثر من 50 ألف شخص من منطقة جباليا التي باتت معزولة في حين لا يزال آخرون محاصرين في منازلهم وسط تصاعد القصف والقتال".
وأضاف أن "العمليات العسكرية في الآونة الأخيرة في شمال غزة أدت إلى إغلاق آبار المياه والمخابز والمرافق الطبية وأماكن الإيواء، فضلاً عن تعليق خدمات الحماية وعلاج سوء التغذية وأماكن التعلم الموقتة، وفي الوقت ذاته تشهد المستشفيات تدفقاً كبيراً من المصابين".
اعتداء على مدرسة في النصيرات
وقبل ساعات أكد الدفاع المدني في القطاع أن ما لا يقل عن 15 شخصاً قتلوا فيما جرح العشرات مساء الأحد في قصف إسرائيلي لمدرسة تؤوي نازحين في مخيم النصيرات في وسط القطاع.
وأوضح الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمد بصل أن "المدرسة قصفت بوابل كبير من المدفعية الإسرائيلية" وقتل على أثر ذلك في حصيلة مبدئية 15 شخصاً "من بينهم أطفال ونساء وعائلات بأكملها و50 إصابة منهم إصابات حرجة".
وقال الجيش الإسرائيلي من جهته إنه "ينظر في التقارير" حول هذا القصف.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم عن ارتفاع حصيلة القتلى في القطاع إلى 42289 شخصاً و98684 مصاباً جراء الهجوم الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
في الوقت نفسه قالت منظمة الصحة العالمية إن المرحلة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال بدأت في وسط غزة.
دبابات إسرائيلية تتوغل في عمق شمال غزة
ووسعت القوات الإسرائيلية نطاق توغلها في شمال قطاع غزة ووصلت الدبابات إلى الأطراف الشمالية لمدينة غزة، حيث قال سكان إنها دكت بعض المناطق في حي الشيخ رضوان، مما أجبر كثيراً من الأسر على ترك منازلهم.
وقال سكان إن القوات الإسرائيلية عزلت فعلياً مدن بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا في شمال القطاع عن مدينة غزة، ومنعت التنقل بين المنطقتين إلا بعد الحصول على تصريح من السلطات الإسرائيلية للأسر الراغبة في مغادرة المدن الثلاث انصياعاً لأوامر الإخلاء.
وبعد مرور تسعة أيام على العملية الإسرائيلية الكبرى في شمال غزة، قال مكتب الإعلام الحكومي في القطاع الذي تديره "حماس" إن الضربات الإسرائيلية قتلت نحو 300 فلسطيني هناك. وأضاف أن القصف الإسرائيلي لمنازل المدنيين وأماكن النازحين يهدف إلى إجبار السكان على مغادرة غزة نهائياً، وهو ما تنفيه إسرائيل.
وقالت وزارة الصحة في غزة إنه تأكد مقتل العشرات في الهجمات على المناطق الشمالية، ويخشى من أن عشرات آخرين لقوا حتفهم على الطرق وتحت أنقاض منازلهم من دون أن تتمكن الفرق الطبية من الوصول إليهم.
"لن نرحل"
وقالت الأمينة العامة المساعدة للشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، نائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، جويس مسويا، في منشور على "إكس"، "ما يحدث في شمال غزة مرعب وتعجز الكلمات عن وصفه". وأضافت "تكثف القوات الإسرائيلية هجماتها. اضطرت المستشفيات إلى إخراج مرضاها. الإمدادات الضرورية تنفد. الناس يُجبرون على ترك منازلهم وتقطع عنهم المساعدات ويتضورون جوعاً. ينبغي لهذه الفظائع أن تنتهي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكتب كثير من سكان جباليا على مواقع التواصل الاجتماعي "لن نرحل، نموت، ولن نرحل".
وفي حين أن إسرائيل تركز هجماتها حالياً على الشمال، فإنها تواصل أيضاً قصف مناطق أخرى في أنحاء القطاع. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن 11 شخصاً في الأقل قتلوا صباح الأحد، بينهم ستة في الأقل في منزل بمخيم البريج وسط قطاع غزة والواقع جنوب مدينة غزة.
مهاجمة 40 هدفاً
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن قواته المنتشرة في مختلف أنحاء قطاع غزة هاجمت نحو 40 هدفاً وقتلت عشرات المسلحين خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأضاف البيان "تواصل قوات الفرقة 162 عملياتها في منطقة جباليا، وفي الساعات الماضية قتلت القوات عشرات الإرهابيين وعثرت على متفجرات وأسلحة وقنابل يدوية ووسائل حرب أخرى في المنطقة".
وقال الجناحان المسلحان لـ"حماس" و"الجهاد الإسلامي" وفصائل أخرى إن عناصرهم هاجموا القوات الإسرائيلية في جباليا ومناطق مجاورة بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف المورتر.
ويقول مسؤولون فلسطينيون ومن الأمم المتحدة إنه لا توجد مناطق آمنة في غزة. كما أبدوا مخاوفهم إزاء النقص الحاد في الغذاء والوقود والإمدادات الطبية في شمال القطاع، وقالوا إن خطر المجاعة يلوح هناك.
وقال سكان إن قذائف دبابات سقطت في بعض شوارع حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، حيث وصلت دبابات إلى أطراف المنطقة لينتشر الذعر بين السكان في الجنوب.
وفي جنوب قطاع غزة، قال مسؤولون محليون على الحدود إن السلطات الإسرائيلية أطلقت سراح 12 فلسطينياً كانت قد اعتقلتهم خلال الهجوم البري. وقال معتقلون بعد الإفراج عنهم إنهم تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة في أثناء احتجازهم، وهو ما تنفيه إسرائيل.
إعادة تزويد مستشفيين بشمال غزة بالإمدادات
وتمكنت بعثة مشتركة من منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الفلسطيني السبت في إجلاء مرضى وتزويد مستشفيين في شمال قطاع غزة بالإمدادات، حسبما أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس على منصة "إكس" الأحد.
وقال غيبرييسوس "تمكنت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها أخيراً من الوصول إلى مستشفيي كمال عدوان والصحابة (السبت) بعد تسع محاولات هذا الأسبوع"، مضيفاً أن السائقين تعرضوا لمعاملة مهينة عند إحدى نقاط التفتيش.