في ظل تعقيدات المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، واستمرار الحرب على غزة لأكثر من عام، مع القصف الإسرائيلي المستمر وامتداد الصراع إلى لبنان، تتزايد التحليلات التي تشير إلى أن ما يجري هو امتداد لما يُعرف بـ"الفوضى الخلاقة".
وفي سياق متصل شدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال لقائه مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أول من أمس الثلاثاء في القاهرة، على ضرورة التوقف عن سياسات "حافة الهاوية" لوقف تصاعد الصراع في المنطقة. ودعا الزعيمان إلى اتخاذ خطوات تهدئة فورية تشمل وقف إطلاق النار في قطاع غزة ولبنان، مع التركيز على معالجة الأوضاع الإنسانية المتدهورة.
تواصلت "اندبندنت عربية" مع عضو جمعية العلوم السياسية في جامعة كينغستون عزام الشدادي، لمعرفة مفهومي "الفوضى الخلاقة" و"حافة الهاوية" في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة.
وفي رسالته الصوتية المسجلة أوضح الشدادي أن "الفوضى الخلاقة" مصطلح سياسي يُستخدم لوصف استراتيجيات تهدف إلى إعادة ترتيب النظام الإقليمي أو الدولي عبر إثارة فوضى أو اضطرابات مدروسة، تُعيد في النهاية تشكيل الخريطة السياسية أو الاقتصادية لمصلحة أطراف معينة. وأكد الشدادي أن هذا المصطلح لا يستند إلى أساس علمي متين ولا يوجد له تأصيل بحثي واسع رغم تداوله خلال فترة الربيع العربي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار الشدادي إلى أن "حافة الهاوية" تشير إلى الاقتراب من شفا نزاع أو تصعيد خطر، كما نشهده حالياً بين إيران وإسرائيل. إذ ردت إيران بصواريخ على العمليات الإسرائيلية في غزة ولبنان، بينما تفكر إسرائيل في الرد على مواقع حساسة مثل المفاعلات النووية أو مصافي النفط الإيرانية.
خاتماً حديثه، بأن أي تصعيد غير محسوب قد يخرج الأمور عن السيطرة، مما يفضي إلى عواقب وخيمة يصعب التحكم فيها، إذ تعيش المنطقة توتراً مستمراً، وقد تجد الدول نفسها مضطرة لمواجهة آثار اقتصادية وأمنية نتيجة أي تصعيد. لذلك يُعد الحفاظ على قنوات الدبلوماسية والتعاون الاقتصادي أمراً حاسماً لتجنب تفاقم الصراعات وانتشار حالة عدم الاستقرار.أشار الشدادي إلى أن "حافة الهاوية" تشير إلى الاقتراب من شفا نزاع أو تصعيد خطر، كما نشهده حالياً بين إيران وإسرائيل (اندبندنت عربية)