Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل استكملت استعدادها لضرب إيران والتوقيت غير محسوم

اغتيال السنوار غير الحسابات بانتظار قرار المجلس الوزاري الأمني المصغر

نتنياهو لدى زيارته قاعدة للجيش الإسرائيلي في منطقة الحدود مع لبنان في 6 أكتوبر الحالي (حسابه على إكس)

ملخص

من بين الأهداف التي وضعت بعد تجاوب إسرائيل مع مطلب واشنطن بالتراجع عن ضرب منشآت النووي والنفط، قواعد عسكرية واستراتيجية ومختبرات نووية ومنصات صواريخ باليستية ومنصات ومصانع الصواريخ والمسيرات، إلى جانب عمليات "سايبر" لم يحسم في شأنها بعد وغيرها من الأهداف التي - بحسب إسرائيليين - "ستكون في نطاق لا ترد عليه إيران، لكنه يشكل ضربة مؤلمة لها".

بانتظار حلول الأحد، حين ينعقد المجلس الوزاري الأمني المصغر للحكومة الإسرائيلية، للتصويت على خطة ضرب إيران التي بلورها "الكابينت" بمشاركة قيادة الأجهزة الأمنية ومصادقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يواصل الجيش الإسرائيلي استعداداته لتوجيه وحشد الطائرات الحربية والمعدات القتالية والأسلحة التي سيستخدمها. نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش هرتسي هليفي، الذين بلوروا مسودة الضربة قبل عرضها على "الكابينت" يؤكدون أنها ستكون مؤلمة وقاسية، ولا تناسب بينها وبين الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني على إسرائيل في أبريل (نيسان) الماضي.

لكن مع اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" يحيى السنوار، وضعت الضربة من جديد على الطاولة للبحث في ما إذا كانت ستنفذ في وقت حدده نتنياهو أم تؤجل لأسابيع، بعد عودة جبهة غزة إلى رأس أولويات الحرب، بينما كانت لثلاثة أسابيع ساحة ثانوية بعد لبنان. الاغتيال فرصة لم يختلف إسرائيليان على ضرورة استغلالها بما يضمن تنفيذ صفقة أسرى قريبة وصولاً إلى الاتفاق حول سير القتال في غزة.

أسئلة مطروحة

وبين أسئلة عدة طرحها الإسرائيليون عقب اغتيال السنوار، السؤال حول ما إذا ستكون الضربة على إيران في مصلحة إسرائيل وهي أمام إنجاز عسكري تكتيكي كبير، على رغم أنه تحقق بصورة عشوائية، لكن، وفق مسؤولين أمنيين، فإن هناك حاجة إلى استغلال هذا الإنجاز لتكون إسرائيل المبادرة لإحداث تغيير في الواقع الأمني الإقليمي. ويحذر هؤلاء من أن الضربة على إيران من شأنها أن تنسف هذا الإنجاز وتعيد المنطقة برمتها إلى وضع أمني تصعيدي. ويقول الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي غيورا أيلاند إن توجيه ضربة خلال الفترة القريبة على إيران خطوة غير صحيحة. يمكن تأجيل الضربة لأسابيع عدة لضمان استغلال الفرصة التي لا يمكن لإسرائيل تعويضها والوضع الذي نشأ بعد اغتيال السنوار ومن شأنه أن ينعكس على جميع الجبهات والمنطقة برمتها.
وسواء قبل المستوى السياسي توصية الأمنيين أم أنه يصر على توجيه الضربة على إيران فإن كل الأجهزة العسكرية والأمنية تعمل على تنفيذها قريباً، أي بعد المصادقة عليها من قبل المجلس الوزاري الأمني المصغر الذي سيجتمع الأحد.

الأهداف المحتملة

ومن بين الأهداف التي وضعت بعد تجاوب إسرائيل مع مطلب واشنطن بالتراجع عن ضرب منشآت النووي والنفط، قواعد عسكرية واستراتيجية ومختبرات نووية ومنصات صواريخ باليستية ومنصات ومصانع الصواريخ والمسيرات، إلى جانب عمليات "سايبر" لم يحسم في شأنها بعد وغيرها من الأهداف التي - بحسب إسرائيليين - "ستكون في نطاق لا ترد عليه إيران، لكنه يشكل ضربة مؤلمة لها".
ولتنفيذ مثل هذه الضربة، التي ما زالت تشهد نقاشات وخلافات داخلية بسبب إصرار بعض وزراء الحكومة على عدم التنازل عن ضرب المنشآت النووية والنفطية، يتطلب الاستعداد لها ترسانة صاروخية وقتالية ضخمة. وكما قال مسؤول أمني فقد خصص الجيش مليارات الدولارات من أجل الاستعداد للضربة على مختلف الصعد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


استعدادات الجيش

واستعرض تقرير إسرائيلي بعض المعدات القتالية التي سيستخدمها الجيش وفق وزارة الأمن، لبنك أهداف على بعد 2000 كيلومتر عن إسرائيل.
ووضع سلاح الجو، الذي ينتظر موعد التنفيذ من المستوى السياسي، اللمسات الأخيرة على الأسلحة التي خصصها للضربة، وتشمل بحسب التقرير:

- طائرات "أف 15" (F-15)، وهي الطائرات التي استخدمها سلاح الجو، الشهر الماضي، في هجومه على اليمن. وحصلت إسرائيل على هذه الطائرات لاستخدامها في عمليات هجومية متوسطة وبعيدة المدى وتم تطويرها بزيادة قدرتها على حمل ذخائر أميركية وإسرائيلية حديثة الصنع. ويتوقعون في إسرائيل عدم اعتراض إيران الصواريخ التي ستوجهها هذه الطائرات، كما حصل في الرد الإسرائيلي السابق، على رغم أن إيران تمتلك نظام دفاع جوي متقدماً يساوي في قدراته الأنظمة الروسية مثل نظام S300، وفق وزارة الأمن الإسرائيلية.

التفاخر بالقدرات

وذكر التقرير الإسرائيلي ضمن التفاخر بالقدرات الإسرائيلية أن مهاجمة هدف على بعد نحو 2000 كيلومتر هي مهمة يقوم بها الأميركيون والروس بصواريخ كروز والقاذفات. وقد استثمرت إسرائيل وحدها المليارات لشراء طائرات مقاتلة يمكنها الطيران لمسافات طويلة من سرب F-15A الأكثر تقدماً إلى جانب أسراب F-16 Sufa، التي طورت شركة "لوكهيد مارتن" لاستخدامها خزانات وقود مطابقة مثبتة على جسم الطائرة وتوسع مداها بصورة كبيرة.
ويقول المتخصص العسكري أودي عتسيون إنه "ضمن الجهود التي بذلتها إسرائيل للاستعداد لضربة على إيران تطوير خزانات وقود قابلة للفصل عن الطائرات المقاتلة من طراز F-35، التي ستمكنها من الوصول إلى إيران والبقاء في حالة التخفي". ويضيف "من دون خزانات الوقود هذه لن يتوفر للطائرات نطاق كاف لاستكمال المهمة. وكانت الصناعات الدفاعية الإسرائيلية قد كشفت النقاب، في نهاية العقد الماضي، عن صاروخين هجوميين بعيدي المدى أُطلقا من طائرات مقاتلة، تبقى التفاصيل الدقيقة، مثل مديهما وسرعة طيرانهما، غامضة، لكن من الواضح أنها ذخائر يصل مداها إلى مئات الكيلومترات، مما يتيح إمكانية إطلاقها من مسافة بعيدة من الهدف، وبعيدة من أنظمة الدفاع الإيرانية، وضمن مدى طيران الطائرات الإسرائيلية".
تحدث عتسيون عن "الصواريخ التي تنطلق إلى الهدف بحيث تكون بسرعة تفوق سرعة الصوت، مما يقلل من وقت تحذير العدو ويجعل من الصعب اعتراضها وتعطيلها، مما يزيد بصورة كبيرة من فرصها في إصابة الهدف".
و"من ضمن الصواريخ التي ستستخدمها إسرائيل في ضرب إيران صاروخ روكس (Rocks) من إنتاج شركة "رفائيل" يمكن إطلاقه من طائرات F-16 وطائرات F-35 ويصل مداه إلى 300 كيلومتر ويحمل رأساً حربياً يزن 500 كيلوغرام، مما يجعله إلى جانب سرعته العالية سلاحاً يمكنه أيضاً العمل ضد أهداف محصنة وتحت الأرض"، وفق المتخصص العسكري الإسرائيلي.

في السياق تصف وزارة الدفاع الإسرائيلية صاروخ "رامبيج" بأنه قادر على تصحيح مساره في طريقه إلى الهدف، يبلغ طوله 4.7 متر، وقطره 30.6 سنتمتر، ووزنه 570 كيلوغراماً، وله رأس حربي يزن 150 كيلوغراماً. ويقول عتسيون إن "هذا الصاروخ يلحق أضراراً جسيمة بمكونات بطارية الصواريخ والمقر ومصانع الصواريخ وغيرها من أهدافه. ويمكن حمل هذه الصواريخ بواسطة طائرات F-15 وF-16 و35F-".

ومن بين الصواريخ التي أدرجها التقرير الإسرائيلي الصاروخ الباليستي Air Lora وسرعته تزيد خمسة أضعاف على سرعة الصوت، ويصل مداه إلى مئات الكيلومترات. ويقول عتسيون إن إسرائيل تمتلك مجموعة صواريخ أرض-أرض ذات مدى يسمح بضرب أهداف في إيران، ومجهزة برؤوس حربية تقليدية ونووية، يطلق عليها أيضاً اسم صواريخ "أريحا". ومع ذلك، يضيف أنه "على رغم أن الإيرانيين قد أطلقوا مئات الصواريخ الباليستية على إسرائيل، فإن فرص استخدام إسرائيل مثل هذه الصواريخ في الهجوم تبدو منخفضة. لكن إسرائيل تحتفظ بهذه الصواريخ كجزء من ترسانتها النووية وقد حصلت عليها من شركة "داسو" الفرنسية، وبعد ذلك حسنتها في صناعات الفضاء الإسرائيلية".
وإضافة إلى هذه الصواريخ هناك قنابل خارقة للتحصينات تعرف باسم 500 MPR وقادرة على اختراق التحصينات التي تشمل أربعة أمتار من الخرسانة، وتم توثيق حملها في اختبارات على طائرات مقاتلة إسرائيلية من طراز F-15A.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات