Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما مصير جثمان السنوار؟

ربما يتم التعامل مع الجثة على أنها ورقة يانصيب إسرائيل لتحرير رهائنها أو الاحتفاظ به في مقابر الأرقام أو دفنه في مكان سري للقضاء على سيرته

جنود إسرائيليون يحملون جثة السنوار (تايمز أوف إسرائيل)

ملخص

كانت إسرائيل تصنف يحيى السنوار بعدوها الأول لأنه خطط لهجوم السابع من أكتوبر 2023 وكانت تضعه على رأس قائمة المطلوبين للتصفية، وبعد قتله والحصول على جثمانه فإن تل أبيب تعد نفسها تمتلك كنزاً ثميناً قد يحقق لها كثيراً.

بعد اشتباه جنود الجيش الإسرائيلي في جثة مقاتل قتلوه إثر اشتباك مسلح في محافظة رفح أقصى جنوب قطاع غزة بأنها تعود لرئيس المكتب السياسي لحركة  "حماس" يحيى السنوار، أرسلت تل أبيب مجموعة من المحققين الجنائيين لمكان الحادثة للتأكد من هويته، وبسرعة نقلوا الجثمان لتشريحه واختبار الحمض النووي له.

أثبت اختبار الحمض النووي "DNA" مقتل السنوار بصورة قاطعة لا لبس فيها، وبعدها أعلنت الشرطة الإسرائيلية نقل جثمان عدوها الأول إلى مشرحة في تل أبيب لإجراء فحوص إضافية.

وكانت إسرائيل تصنف يحيى السنوار بعدوها الأول لأنه خطط لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ودائماً ما وضعته على رأس قائمة المطلوبين للتصفية، وبعد قتله والحصول على جثمانه فإن تل أبيب تعد نفسها تمتلك كنزاً ثميناً قد يحقق لها كثيراً وهنا يتبادر سؤال واحد، ما مصير جثمان يحيى السنوار؟

مصير الجثة حسب القانون الدولي

بموجب القانون الدولي فإنه في حال الحروب يجب على أطراف الصراع تسليم جثث الضحايا سواء كانت عسكرية أو مدنية لذويها، وذلك عبر جهة محايدة.

وفي حالة السنوار الذي قتل إثر عمليات عسكرية ضمن حرب القطاع فإن القانون الدولي الإنساني يفرض على إسرائيل تسليم جثمان السنوار إلى ذويه في غزة عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والتي بدورها تسلم الجثة إلى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ثم تنقل الرفات إلى أهله لإجراء مراسم دفنه حسب الشرائع والعادات المتبعة.

وبالنظر إلى تفاصيل القانون الدولي فإن كثيراً من جزئياته لا تنطبق على حالة السنوار، إذ تصنفه إسرائيل قائد منظمة إرهابية وليس فرداً يتبع جيشاً نظامياً مما يجعل من المستبعد أن تتعامل تل أبيب مع أقاربه، وقد يتوقف التعامل مع جثمان السنوار على قرار حكومة بنيامين نتنياهو.

ويوضح المتخصص في مجال القانون الدولي طلال صلاح أن ما ورد في القانون ينطبق على حالة السنوار ويجب تسليمه لأهله، لكن لأن حالة غزة استثناء ولأن السنوار شخصية لها تأثير، فإن إسرائيل سترفض الانصياع للقانون وستتبع إجراءات أخرى.

بالفعل بعد انتهاء إجراء الفحوصات الطبية الإضافية على جثة السنوار كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية أن الشرطة نقلت جثمان قائد "حماس" فور انتهاء الاختبارات الدقيقة إلى مخزن سري رافضة الكشف عنه، مما يؤكد أن تل أبيب لن تسلمه لذويه وتفكر في قرار آخر.

 

تجنب التخليد

ويعتقد المحاضر الجامعي في الأدلة الجنائية المتخصص رؤوف الغندور أن دفن السنوار في مكان سري غير معلن يوحي بأن الإسرائيليين يرغبون في تجنب تخليد ذكرى زعيم "حماس"، ويقول "تحاول تل أبيب تقليد الولايات المتحدة عندما ألقت جثمان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في البحر".

ويضيف "لقد انتهت سيرة بن لادن ولم يعد بطلاً قومياً ولا يوجد مزار، وإسرائيل ترغب في تجنب فكرة ادعاء أنصار ’حماس‘ بأن السنوار دفن كبطل في الأراضي الفلسطينية، ويتحول مكان مواراته الثرى إلى مزار شعبي".

ويوضح الغندور أن إعادة جثمان السنوار إلى غزة سواء من طريق تسليمه لأهله أو عبر صفقة رهائن قد يحوله إلى بطل قومي، وستستغل "حماس" ذلك لحشد مزيد من المؤيدين لها وقد تنهض الحركة من جديد بعدما نجحت إسرائيل في تفكيكها، وكذلك بعدما فقدت جزءاً من شعبيتها في القطاع.

جثامين الفلسطينيين

لإسرائيل سيرة طويلة في ملف احتجاز جثامين الفلسطينيين وبالعادة تحتفظ تل أبيب بالجثامين في مقابر الأرقام، وقد يكون ذلك مصير جثمان السنوار وبهذه الحال تكون تل أبيب طوت ملف جثة قائد "حماس" لفترة طويلة الأجل.

وتستخدم إسرائيل مقابر الأرقام كسياسة عقاب وفيها تُدفن جثامين الفلسطينيين الذين ترفض تسليمهم إلى ذويهم، ويتم وضع أرقام على الجثث بدل الأسماء ويبقون هؤلاء الموتى في طي النسيان، إذ تحاول إسرائيل تحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية.

وتثير مقابر الأرقام الغضب بين الفلسطينيين إذ يرون فيها انتهاكاً لكرامة الموتى وحقوق عائلاتهم، لكن تل أبيب تتعامل مع ذلك الملف كأنه سلاح يهدف إلى زيادة الضغط على الفصائل الفلسطينية، ويمكن أن تتبع إسرائيل هذا الأسلوب مع جثة يحيى السنوار.

ويقول الباحث السياسي سالم الهندي "دفن السنوار في مقابر الأرقام قد يكون جيداً لإسرائيل ومن خلال ذلك تؤكد تل أبيب موقفها الحازم تجاه قيادات ’حماس‘ وباقي الفصائل الفلسطينية، وفي الوقت نفسه فإنه خبر سيئ جداً للحركة".

ويوضح الهندي أن وضع رقم على جثة السنوار يعني أن إسرائيل لا ترغب في تبادل جثمانه إذا ذهبت إلى صفقة رهائن، وربما يُطوى ملفه إلى أعوام طويلة جداً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الحقيقة تواجه إسرائيل ضغطاً دولياً وشعبياً يطالبها بالذهاب إلى صفقة رهائن، وفي ذلك الإطار تقول صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إنها تلقت إجابات واضحة من مسؤولين أمنيين في تل أبيب تفيد بأن جثمان السنوار قد يُستخدم كورقة ضغط لإعادة الرهائن المحتجزين منذ السابع من أكتوبر في غزة.

ويرجح حسن عصفور وهو مفاوض سابق في السلطة الفلسطينية ضمن محادثات اتفاق أوسلو أن تستغل إسرائيل جثمان السنوار في التفاوض، عبر صفقة للإفراج عن المحتجزين.

وأيدت المحكمة الإسرائيلية العليا الاحتفاظ بجثامين الأسرى الفلسطينيين لاستخدامها ورقة مساومة للإفراج عن الرهائن في قطاع غزة، ومنحت الهيئة القضائية الضوء الأخضر لحكومة نتنياهو للاحتفاظ بجثمان أي أسير فلسطيني، وبررت موقفها بأن احتجاز جثامين الفلسطينيين هدف مشروع، إذا كان من شأنه تسهيل المفاوضات من أجل عودة الجنود والمدنيين والقتلى المحتجزين في غزة.

ولا يزال أكثر من 103 رهائن محتجزين لدى حركة "حماس" لذلك يرى عصفور أن إسرائيل تدرس حالياً خطط ممارسة الضغط بسرعة على "حماس" لإطلاق سراحهم، وستساوم في أية صفقة على تبادل جثمان السنوار.

ويصف عصفور جثمان السنوار بأنه ورقة يانصيب لإسرائيل يمكن من خلالها تحقيق أهدافها، ويتوقع أن يلعب الوسطاء مثل قطر أو مصر دوراً في هذه القضية ويضغطون على "حماس" لإطلاق سراح الرهائن مقابل الإفراج عن جثمان السنوار.

وحاولت "اندبندنت عربية" التواصل مع جهات مختلفة في إسرائيل للإجابة بصورة رسمية على مصير جثمان السنوار، لكن ذلك الملف محاط بسرية ورفضت الإجابة عن هذا السؤال.

وفي "حماس" أكد القيادي باسم نعيم أنهم لن يتركوا جثمان السنوار في إسرائيل، وهذا عهد الحركة الذي قطعته مع جميع الأسرى والجثامين الذين تحتجزهم إسرائيل.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات