Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خلايا أميركية ساعدت إسرائيل في تحديد أماكن قادة "حماس"

على رغم نفي واشنطن مشاركتها في عملية قتل السنوار ساعدت المعلومات الأميركية الإسرائيليين في تضييق نطاق البحث

ساعدت الاستخبارات الأميركية في تحديد أماكن قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل (أ ف ب)

ملخص

أفاد مسؤولون أميركيون بأن كبار المسؤولين في البيت الأبيض التقوا بانتظام مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام بيرنز ووزير الدفاع لويد أوستن، في شأن الدعم الإضافي الذي قد تحتاج إليه خلايا الاستهداف لتسريع عملية البحث عن السنوار. 

في حين تركزت الانتقادات الدولية للولايات المتحدة خلال عام من الحرب في غزة على الأسلحة التي وفرتها الإدارة الأميركية لإسرائيل، إلا أن ثمة مساعدة من نوع آخر ربما كانت الأهم في استهداف قادة حركة "حماس" الذين قتلهم إسرائيل، وآخرهم زعيم الحركة يحيي السنوار الذي قتل في منطقة تل السلطان داخل رفح الخميس الماضي. 

فمنذ بداية الحرب خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ركزت الخلايا العسكرية والاستخباراتية الأميركية ليس فقط على البحث عن الرهائن، بل وأيضاً على مطاردة كبار قادة "حماس". وذكر الرئيس الأميركي جو بايدن في بيانه الخميس الماضي بعد إعلان إسرائيل مقتل السنوار أنه بعد وقت قصير من هجوم السابع من أكتوبر، "وجهت أفراد العمليات الخاصة وأجهزة الاستخبارات لدينا للعمل جنباً إلى جنب مع نظرائهم الإسرائيليين للمساعدة في تحديد مكان وتعقب السنوار وغيره من قادة ’حماس‘ المختبئين في غزة".

خلايا استخباراتية

وكشفت صحيفة نيويورك تايمز اليوم السبت نقلاً عن مسؤولين رفيعي المستوى من الإدارة الأميركية أنه بعد أيام من هجوم أكتوبر أرسل البنتاغون عشرات من الكوماندوز إلى إسرائيل، للمساعدة في تقديم المشورة إزاء جهود استعادة الرهائن، وانضمت مجموعة من ضباط الاستخبارات سريعاً إلى تلك القوات التي تتبع قيادة العمليات الخاصة المشتركة، إذ عمل بعضهم مع قوات الكوماندوز في إسرائيل والبعض الآخر داخل مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في لانغلي بولاية فرجينيا، ولعب الدعم الاستخباراتي لإسرائيل دوراً حاسماً في تحديد مكان أربعة من الرهائن الذين استعادهم الكوماندوز الإسرائيلي خلال يونيو (حزيران) الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت المجموعات التي تسمي "الخلايا المدمجة" الأميركية توجه تركيزها خلال مسار الحرب في غزة بناء على أحدث المعلومات الاستخباراتية. ففي بعض الأحيان كانت أفضل النصائح تتعلق بمواقع الرهائن، وخلال أوقات أخرى ركزت الخلايا على مكان وجود قادة "حماس" دون تهميش أي من المهمتين في أي وقت. وتبادلت المجموعتان الأميركيتان المتخصصتان في تحليل المعلومات الاستخباراتية المعلومات والرؤى بانتظام.

وفق المسؤولين الذين تحدثوا للصحيفة، فإن السنوار وغيره من قادة "حماس" رفيعي المستوى احتفظوا بالأسرى قربهم، على أمل ردع المحاولات الإسرائيلية لقتلهم. وأصدر قادة "حماس" أوامر دائمة بإطلاق النار على الرهائن إذا اكتشف القوات الإسرائيلية في مكان قريب، وهي استراتيجية مصممة لردع فرق الكوماندوز الإسرائيلية عن دخول شبكة الأنفاق حيث كان يعتقد أن السنوار يختبئ. وخلال العام قال المسؤولون العسكريون الأميركيون إن البحث عن الرهائن كان مهمتهم الأساس في إسرائيل، لكن كبار المسؤولين في الإدارة وصفوا البحث عن الرهائن وعن قادة "حماس" بأنه عملية متشابكة.

وفي مقابلة أجريت خلال وقت سابق من العام الحالي قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إن الجيش الأميركي ووكالات الاستخبارات اكتسبت خبرة في العثور على أهداف عالية القيمة من مطاردة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وغيره من الإرهابيين في العراق وأفغانستان، وكانت تلك الخبرة مفيدة للإسرائيليين في غزة. وأضاف "نحن نستخدم هذه الخبرة منذ الأسابيع الأولى بعد ’السابع من أكتوبر‘".

تحديد مكان السنوار

وأفاد مسؤولون أميركيون لـ"نيويورك تايمز" بأن كبار المسؤولين في البيت الأبيض التقوا بانتظام مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام بيرنز ووزير الدفاع لويد أوستن، في شأن الدعم الإضافي الذي قد تحتاج إليه خلايا الاستهداف لتسريع عملية البحث عن السنوار. ولم يكشف المسؤولون عن تفاصيل كثيرة حول نوع المعلومات الاستخباراتية التي قدمتها الخلايا الاستخباراتية الأميركية لإسرائيل.

وقال المسؤولون إن ست طائرات في الأقل من طراز "إم كيو 9 ريبر" التي تسيطر عليها قوات العمليات الخاصة الأميركية قامت بمهام للمساعدة في تحديد مكان الرهائن، ومراقبة أية علامات على وجود حياة في الأماكن المختلفة وتمرير الأدلة المحتملة إلى قوات الدفاع الإسرائيلية. وأوضح المسؤولون الأميركيون أن المسيرات لا تستطيع رسم خريطة لشبكة الأنفاق الشاسعة لـ"حماس"، إذ تستخدم إسرائيل أجهزة استشعار أرضية شديدة السرية للقيام بذلك، لكن رادار الأشعة تحت الحمراء الخاص بالمسيرات يمكنه اكتشاف البصمات الحرارية للأشخاص الذين يدخلون أو يخرجون من الأنفاق. 

ووفق تأكيد واشنطن فإنه في النهاية كانت وحدة إسرائيلية في دورية عشوائية داخل جنوب قطاع غزة هي التي اكتشفت مكان السنوار. وأول من أمس الخميس، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) باتريك ريدير عدم مشاركة أية قوات أميركية بصورة مباشرة في عملية قتل السنوار، مشدداً "كانت هذه عملية إسرائيلية".

ومع ذلك، فإن المسؤولين الأميركيين الذين تحدثوا لبعض وسائل الإعلام الأميركية أكدوا أن الولايات المتحدة ساعدت في جمع معلومات استخباراتية ساعدت الجيش الإسرائيلي على تضييق نطاق البحث. وأوضحوا أنه خلال الأسابيع التي أعقبت قيام "حماس" بقتل مجموعة من الرهائن في الأنفاق الواقعة تحت رفح في جنوب غزة مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، ركزت وكالات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية على المنطقة، معتقدة أن هذا قد يكون المكان الذي يختبئ فيه السنوار.

المزيد من تقارير