Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اختبار منزلي للكشف عن سرطان البروستاتا يرفع آمال المهمشين

حصري: الأبحاث الجينية تهمش ذوي الأصول الأفريقية وتركز بصورة حصرية على الأوروبيين البيض فقط

اختبار اللعاب المسمى "بروديكت" يمكن أن يسرع من تشخيص سرطان البروستاتا وينقذ الأرواح (معهد أبحاث السرطان، لندن)

ملخص

اختبار منزلي جديد للكشف عن سرطان البروستاتا باستخدام اللعاب قد يساعد في التشخيص المبكر لأكثر الفئات المهمشة، وبخاصة ذوي البشرة السوداء بعد أن كانت الأبحاث الجينية تركز سابقاً على البيض ذوي الخلفية الأوروبية فحسب.

اختبار منزلي جديد للكشف عن سرطان البروستاتا في المنزل يمكن أن يتيح لآلاف الرجال بمن في ذلك ذوو البشرة السوداء الذين استبعدوا سابقاً، الحصول على تشخيصات مبكرة.

وتطلق هيئة الخدمات الصحية البريطانية تجربة جديدة لفحص اللعاب بقيمة مليوني جنيه استرليني بإشراف باحثين من "مؤسسة بحوث السرطان في المملكة المتحدة" Cancer Research UK، لدراسة فعالية هذا الاختبار في تسريع تشخيص سرطان البروستاتا.

ويقوم الاختبار بتقدير خطر الإصابة بسرطان البروستاتا من خلال تحليل الحمض النووي الموجود في اللعاب، إذ أظهر دقة أعلى من اختبار الدم التقليدي - اختبار المستضد النوعي للبروستاتا (PSA) prostate-specific antigen وبخاصة لدى الرجال المعرضين لخطر كبير. وسيستدعى أولئك المصنفون بالخطورة الشديدة لإجراء فحوصات إضافية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان اختبار اللعاب الأصلي الذي أجري عام 2016 مخصصاً للرجال البيض من أصل أوروبي فحسب، نظراً إلى عدم توافر البيانات الجينية لعرق السود والآسيويين، على رغم أن ذوي البشرة السوداء هم الأكثر عرضة بالضعف للإصابة بالمرض.

وقالت المستشارة التمريضية في أبحاث الوراثة السرطانية بمؤسسة بحوث السرطان و"مؤسسة رويال مارسدن" Royal Marsden التابعة لهيئة الخدمات الصحية البريطانية الدكتورة إليزابيث بانكروفت في تصريح لـ"اندبندنت" إن "هذا الإنجاز يمثل خطوة مهمة" مضيفة "لكن للأسف، كانت الأبحاث الجينية تهمش ذوي الأصول الأفريقية وتركز بصورة حصرية على الأشخاص البيض من الخلفية الأوروبية".

واستطردت "عندما بدأنا في تطوير الاختبار استندنا إلى الأبحاث التاريخية المتاحة، ولهذا السبب، لضمان دقته وسلامته لم نتمكن من تقديمه إلا للأشخاص من أصول أوروبية بيضاء، إذ كانت هذه الأبحاث هي الأساس الذي اعتمدنا عليه. ومع الأسف كان هذا هو الحد الرئيس لتلك الدراسة".

وأوضحت الدكتورة إليزابيث أن "الخبر الجيد أنه على مدار العقد الماضي شهدنا جهوداً دولية كبيرة لتعزيز التنوع الجيني في الأبحاث، ونتيجة لذلك أصبح بإمكاننا الآن استخدام الاختبار بأمان مع أفراد من أعراق مختلفة، مما يضمن دقته في بيئة البحث".

وعندما سئلت الدكتورة بانكروفت عن مدى تأثير التحيز العرقي في الأبحاث الجينية التاريخية التي تركزت على أوروبا، أكدت أن "هذا التحيز، جنباً إلى جنب مع انعدام الثقة في النظام الطبي بين المجتمعات المهمشة، خلق ما يمكن اعتباره سلاحاً ذا حدين"، مضيفة "كان هناك تحيز تاريخي في كيفية إجراء الأبحاث خلال الماضي، وبالنسبة إلى المرضى الذين نتعامل معهم فإن الظلم الذي تعرضوا له في السابق لا يزال عالقاً في أذهانهم".

وعندما نتحدث عن أمراض مثل السرطان فإن الكشف المبكر أمر مهم جداً، إذ قد يكون المرض قابلاً للعلاج في تلك المرحلة.

وبتمويل مشترك من قبل "المعهد الوطني للبحوث الصحية" البريطاني National Institute for Health and Care Research (NIHR) و"مكتب علوم الحياة" البريطاني Office for Life Sciences، تهدف الدراسة إلى زيادة فرص الكشف لسرطان البروستاتا في مراحله المبكرة لدى عدد أكبر من الأشخاص.

فيما تسود مشاعر الخوف والشك تجاه التجارب السريرية بين الأقليات العرقية في المملكة المتحدة، أجرت شركة "إيبسوس" Ipsos استطلاعاً خلال العام الحالي [2024]، وجد أن أقل من نصف البالغين السود والآسيويين داخل المملكة المتحدة (41 في المئة) على استعداد للمشاركة في التجارب السريرية مقارنة بـ58 في المئة من عموم السكان، ومن بين الأسباب الرئيسة لذلك انعدام الثقة في الطاقم الطبي وشركات الأدوية، إضافة إلى انعدام الشعور بالراحة في البيئات الطبية.

وأشارت الدكتورة بانكروفت "كان هناك تحيز [في الأبحاث السابقة]، لكن حتى لو كانت لدى الأشخاص فرصة أفضل للوصول إلى الأبحاث هل كانوا سيشاركون فيها؟ نأمل في أن تتغير الأمور الآن من ناحية تجاوز هذه الحواجز".

وأشاد وزير الصحة البريطاني ويس ستريتنغ بالاختبار وعدَّه "جرعة أمل لمستقبل الرعاية الصحية".

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 52 ألف شخص سيقومون بتشخيص سرطان البروستاتا خلال العام المقبل، وتظن مؤسسة بحوث السرطان أن هذا الاختبار يمكن أن يساعد في اكتشاف نحو 12350 حالة خلال وقت مبكر، مما سيوفر على هيئة الخدمات الصحية البريطانية ملايين الجنيهات ويسهم أيضاً في إنقاذ الأرواح. كما سيقوم الأطباء العامون بتقديم الاختبار لمرضاهم وسيُعرض على الأشخاص الذين يعدون في فئة الخطر العالي إجراء فحوصات لسرطان البروستاتا.

وعلى رغم تعرض الرجال من ذوي البشرة السوداء لأخطار أكبر للإصابة بسرطان البروستاتا في مراحل مبكرة، فإنهم غالباً ما يُشخصوا في مراحل متأخرة نتيجة عوامل عدة، بدءاً من قلة الوعي وانتهاء بالتمييز في نظام الرعاية الصحية.

ووجد استطلاع حديث أجرته مؤسسة "أبحاث سرطان البروستاتا" Prostate Cancer Research أن نحو ربع ذوي البشرة السوداء الذين حاولوا إجراء الفحوصات خلال العام الماضي، أفادوا بأنهم واجهوا رفضاً من الأطباء العامين.

لذلك، تسعى الدراسة حالياً إلى تجنيد ألف رجل تراوح أعمارهم ما بين 40 و55 سنة من خلفيات عرقية متنوعة، وإذا نجحت فقد يُعتمد الاختبار في جميع أنحاء هيئة الخدمات الصحية البريطانية.

وفي حديثها مع "اندبندنت" أشارت مديرة الأبحاث والاتصالات في "أبحاث سرطان البروستاتا" الدكتورة نعومي إلستر إلى أن "هذه الدراسة تمثل خطوة مهمة نحو ضمان أن التطورات المستقبلية تخدم مجموعة واسعة من الأشخاص، مما يتيح لنا استخدام طرق أقل تدخلاً جراحياً وأكثر دقة لتشخيص سرطان البروستاتا للجميع".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة