ملخص
بحسب معلومات "اندبندنت عربية" فإن لدى حركة "حماس" توجهاً في إخفاء هوية رئيس مكتبها السياسي الجديد، وذلك بسبب التحديات الأمنية والتهديدات الإسرائيلية التي تواجهها أخيراً.
في حرب القطاع قضت إسرائيل على 85 في المئة من قيادات حركة "حماس" السياسية والعسكرية، وتهدد تل أبيب القيادة المتبقية بالملاحقة والتصفية، هذا الأمر يعقد على الفصيل السياسي اختيار رئيس له بعد قتل الجيش الإسرائيلي يحيى السنوار في محافظة رفح أقصى جنوب غزة.
لا يمكن أن تترك "حماس" منصب رئيس المكتب السياسي شاغراً من دون تعيين شخصية تشغل ذلك الكرسي، خصوصاً أنها تخوض حرباً تحتاج لقيادي لاتخاذ قرارات في شأن وقفها والذهاب لصفقة رهائن، لكن في الوقت نفسه تقف الحركة حائرة في تعيين زعيم جديد.
ضربة قاسية وهيكل فارغ
بقتل السنوار، تلقت "حماس" أقسى ضربة في تاريخها، إذ تسبب غيابه في فراغ يصعب تعويضه، يقول مدير مركز "القدس للدراسات" أحمد عوض "قد يهدد قتل السنوار مصير الحركة، إذ لا شك في أن بعد غيابه دخلت حرب القطاع مرحلة جديدة حساسة".
ويضيف عوض، "ستحتاج (حماس) وقتاً طويلاً للتعافي من غياب السنوار، وكل ذلك لأن هناك كثيراً من الفراغات التي حصلت في صفوف الحركة التي خسرت قادة الصف الأول والثاني والثالث والعسكريين والفنيين والمهنيين وحتى السياسيين".
يختصر عوض حديثه بأن "الهيكل القيادي للحركة بات فارغاً مترهلاً، وهذا يجعل الحركة مشتتة مضطربة على مستوى اتخاذ القرار، وتحتاج وقتاً طويلاً حتى تبني وتفرز قيادة جديدة، وكل ذلك سيظهر في تعيين رئيس جديد لـ(حماس)".
القيادة الجماعية خيار مستحيل
بغض النظر عن وضع "حماس" الحالي، فإنها مضطرة لبدء البحث عن رئيس جديد لمكتبها السياسي، ويجبرها على ذلك قوانينها الداخلية وظروف الحرب الراهنة، وهذا يجعل من الصعب على الحركة اتباع سياسة القيادة الجماعية، لأنها تحتاج زعيماً يتخذ قراراً واحداً وواضحاً.
من غير الواضح إذا كان يحيى السنوار في فترة رئاسته القصيرة لـ"حماس" وهي مدة لم تتجاوز 65 يوماً استطاع ترتيب إجراءات انتقال قيادة الحركة بعد رحيله أو تمكن من إعادة تنظيم صفوف فصيله السياسي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن غياب السنوار يعقد عملية اختيار خليفة له، إذ لا تملك الحركة حالياً قائداً مثله يتمتع بميزات مختلفة أهمها اجتماع القرارين السياسي والعسكري في يده، وهذا التشتت الذي تمر به الحركة رغم أنها تمتاز بهرمية القيادة وتأخذ دائماً في الحسبان احتمال تعرض زعمائها للاغتيال، لكن القضاء على صفوفها جعلها حائرة في تعيين رئيس بديل.
إخفاء هوية الرئيس
وفي ظل انعدام خيار القيادة الجماعية، فإن "حماس" تتجه إلى تكتيك مختلف، وبحسب معلومات "اندبندنت عربية" فإن لدى الحركة توجهاً في إخفاء هوية رئيس مكتبها السياسي الجديد، وذلك بسبب التحديات الأمنية والتهديدات الإسرائيلية.
يقول الباحث السياسي فتحي صباح، "جعل اسم قائد (حماس) الجديد طي الكتمان خطوة هدفها إعطاء المسؤول مساحة أكبر للعمل وتجنيبه الملاحقة الإسرائيلية، كما أن هذا الإجراء يسمح للرئيس أيضاً بتسيير العمل بسلاسة أكبر، ومن شأن هذا التكتيك أن يحافظ على النظام العام داخل الحركة وتماسكها".
سبق وأن اتبعت "حماس" تكتيك إخفاء اسم رئيس مكتبها السياسي، إذ لجأت الحركة لهذا الأسلوب عام 2004، بعد اغتيال إسرائيل رئيس مكتبها السياسي عبدالعزيز الرنتيسي، وحينها عين الفصيل قائداً للحركة ظل طي الكتمان ومخفياً من دون الكشف عنه فترة طويلة، وبررت "حماس" وقتها ذلك لتجنيبه الملاحقة الإسرائيلية.
"حماس" تؤكد أنها ستعلن زعيمها
وفيما يبقى هذا الخيار القوي والأفضل الذي علمنا أن "حماس" تناقشه، فإن الباحث السياسي سفيان أبوزايدة وهو وزير سابق يتوقع خلاف ذلك ويقول، "سوف تعلن الحركة عن رئيسها الجديد، لا تستطيع أن تنتخب زعيماً لها ويبقى اسمه سرياً، لا يمكن في هذا العصر أن يكون هناك أسرار".
ما يؤكد ذلك التوجه هو إجابة القيادي في "حماس" محمود مرداوي عندما سألناه عن تعيين رئيس جديد للمكتب السياسي، وحينها قال، "لن تطول مدة تعيين قائد لـ(حماس)، لوائحنا التنظيمية ستحكم اختيار ذلك، وسنعلن عن القيادة الجديدة في الوقت المناسب لتوجهاتنا، لن نخفي شيئاً في هذا الملف، الحركة إذا اختارت رئيساً بالتأكيد ستعلن فوراً".
تأكيد "حماس" الرسمي أنها ستختار رئيساً لها، جعل الباحث السياسي أبوزايدة يتوقع أن يتم الأمر وفق سيناريو تعيين السنوار، وهو مفاجئة الجماهير وإسرائيل باسم غير معروف أو تعتقد إسرائيل أنها قد اغتالته، ويتوقع أيضاً تقليد المنصب لأحد القيادات المتبقية في هيكلية الحركة.
هؤلاء أبرز القادة
بقي في هيكلية "حماس" عدد محدود من القيادات أبرزها، محمد درويش وهو رئيس مجلس شورى الحركة، ويعد شخصية غير معروفة برز بعد اغتيال إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، وهو أقرب في تفكيره إلى جماعة الإخوان المسلمين وليس إلى إيران.
وربما تعين "حماس" خليل الحية وهو نائب السنوار، ويقود الآن فريق المفاوضات لوقف الحرب وإتمام صفقة تبادل، لكن هذه الشخصية تعني أن "حماس" ظلت في محور طهران، وقد تختار خالد مشعل وهو رئيس سابق للحركة ظل في منصبه 21 سنة وتفكيره بعيد من إيران.
وآخر احتمال، يمكن أن تعين "حماس" موسى أبومرزوق وهو الرئيس الأول للمكتب السياسي، ويعرف عنه أنه يعارض سياسية "حماس" في الاقتراب من إيران أو الإخوان المسلمين، ويدعم توجه التقرب من المجتمع العربي، وله نشاطات وزيارات إلى أوروبا وروسيا ودول أفريقية.