ملخص
ميدانياً، أكد الدفاع المدني في غزة اليوم الخميس مقتل 17 شخصاً في الأقل وجرح العشرات بغارة إسرائيلية طاولت مدرسة في النصيرات وسط القطاع في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مسلحين من "حماس".
أعلنت الولايات المتحدة وقطر اليوم الخميس استئناف المفاوضات بشأن وقف لإطلاق النار في غزة. فيما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من الدوحة إن الوسطاء يبحثون خيارات جديدة بعد أشهر من المراوحة في مساعي التوصل إلى هدنة استنادا إلى مقترح أميركي.
وأكد بلينكن أن المفاوضين سيجتمعون "خلال الأيام المقبلة" لبحث التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، مجدداً دعوة إسرائيل وحركة "حماس" إلى التوصل لاتفاق.
وأوضح المسؤول الأميركي للصحافيين بعد محادثات في قطر، الوسيط الرئيس في المفاوضات، "تحدثنا عن خيارات للاستفادة من هذه اللحظة والخطوات التالية لدفع العملية إلى الأمام، وأتوقع أن يجتمع مفاوضونا خلال الأيام المقبلة".
وتأتي زيارة بلينكن في إطار جولة إقليمية بدأها أول من أمس الثلاثاء في إسرائيل، حيث التقى مسؤولين أبرزهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قبل أن يتوجه أمس الأربعاء إلى الرياض التي غادرها اليوم إلى الدوحة للحصول على تقييم لموقف "حماس" من الهدنة.
وأعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني اليوم أن وفديَن مفاوضَين أميركياً وإسرائيلياً سيزوران الدوحة للمشاركة في محادثات هدنة بغزة، مشيراً إلى أن بلاده تواصلت مع قادة "حماس" بعد مقتل رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار.
وقال المسؤول القطري خلال مؤتمر صحافي عقده بلينكن الذي يزور الشرق الأوسط للمرة الـ11 منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حماس"، إن "هناك فريقاً مفاوضاً من الولايات المتحدة سيزور الدوحة، إلى جانب الفريق المفاوض من الطرف الإسرائيلي وسيتم بحث ما هي السبل التي يمكن إحداث اختراق من خلالها في هذه المفاوضات"، لكنه لم يحدد موعد عقدها وما إذا كانت "حماس" ستشارك فيها.
التواصل مع "حماس"
ورداً على سؤال حول ما إذا تواصلت قطر مع قادة "حماس" بعد مقتل السنوار بعملية عسكرية إسرائيلية في غزة، قال الشيخ محمد بالإنجليزية، "لقد عاودنا التواصل مع ممثلي المكتب السياسي لـ’حماس‘ في الدوحة. لقد عقدنا بعض الاجتماعات معهم خلال الأيام الأخيرة، وأضاف "أعتقد بأنه حتى الآن، لا يوجد وضوح في شأن الطريق للمضي قدماً".
وأكد المسؤول القطري "أننا ننسق بصورة وثيقة مع مصر حول أي نوع من المبادرات المطروحة على الطاولة اليوم"، مشيراً إلى أن "هناك محادثات مستمرة بين مصر وحماس"، آملاً في أن تؤدي إلى "أمر إيجابي".
وعلى مدى العام الماضي، أدت قطر والولايات المتحدة إلى جانب مصر، دور وساطة لوقف الحرب الدائرة في غزة وإطلاق سراح رهائن إسرائيليين في القطاع وأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، لكن كل المساعي للتوصل إلى اتفاق باءت بالفشل.
رئيس الموساد إلى الدوحة
يتوجه رئيس الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنياع الأحد المقبل إلى الدوحة لبحث استئناف المفاوضات بهدف الإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، وفق ما أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم الخميس.
وقال مكتب نتنياهو في بيان إن رئيس الموساد سيتوجه إلى الدوحة "للقاء رئيس الـ’سي آي أي‘ (وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية) بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري"، مضيفاً أن "الأطراف سيناقشون مختلف الخيارات لاستئناف المفاوضات حول الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى ’حماس‘ إثر التطورات الأخيرة".
نافذة جديدة
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وجد الرئيس جو بايدن نافذة جديدة لإمكان إبرام اتفاق هدنة بعدما قتلت إسرائيل رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" يحيى السنوار في غزة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح بلينكن أن الولايات المتحدة منفتحة على "خيارات مختلفة" لإنهاء الحرب في غزة، قائلاً "نحن ندرس خيارات مختلفة. لم نحدد بعد ما إذا كانت ’حماس مستعدة‘ للمشاركة، لكن الخطوة التالية هي جمع المفاوضين، سنعرف أكثر بالتأكيد خلال الأيام المقبلة".
17 قتيلاً وعشرات الجرحى
ميدانياً، أكد الدفاع المدني في غزة اليوم مقتل 17 شخصاً في الأقل وجرح العشرات بغارة إسرائيلية طاولت مدرسة في النصيرات وسط القطاع، في حين ذكر الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مسلحين من "حماس".
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل "الاحتلال الإسرائيلي استهدف مدرسة الشهداء في منطقة النصيرات والحصيلة الأولية 17 قتيلاً وعشرات الجرحى من بينهم من وصفت حالهم بالخطرة"، وأكد مستشفى العودة في النصيرات حصيلة "قصف الاحتلال".
وقال المكتب الإعلامي الحكومي التابع لـ"حماس" إن "جيش الاحتلال كان يعلم أن المدرسة تضم آلاف النازحين وأن غالبيتهم من الأطفال والنساء الذين شردهم من منازلهم وقصف أحياءهم المدنية السكنية".
استهدف مسحلين
وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أنه استهدف مسحلين من "حماس" في الغارة على المدرسة، مضيفاً أن "سلاح الجو نفذ غارة على إرهابيين من حماس كانوا يعملون داخل مركز قيادة وسيطرة في منطقة النصيرات يقع داخل المدرسة".
وأشار بيان للجيش إلى أن "مركز القيادة والسيطرة استخدم للتخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية ضد قوات جيش الدفاع الإسرائيلي ودولة إسرائيل".
وشهدت الأشهر الأخيرة استهداف القوات الإسرائيلية لكثير من المدارس في قطاع غزة التي تحولت بدورها إلى مراكز نزوح، لكن كثيراً ما أكد الجيش أنه يستهدف نشطاء "حماس".
واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنته "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أسفر عن مقتل 1206 أشخاص غالبيتهم مدنيون، بحسب تعداد يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل رهائن ماتوا أو قتِلوا خلال احتجازهم.
ومن أصل 251 شخصاً خطفوا خلال الهجوم، ما زال 97 محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وترد إسرائيل بحملة قصف مدمرة وعمليات برّية في قطاع غزة أدت الى مقتل ما لا يقل عن 42792 شخصاً، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
في المقابل، أعلن بلينكن تقديم 135 مليون دولار إضافية من المساعدات الأميركية للفلسطينيين، مشيراً إلى أن ذلك يرفع إجمالي المساعدات الأميركية إلى 1.2 مليار دولار منذ السابع من أكتوبر 2023.