Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العنف الرقمي الأسري يرتفع إلى مستويات غير مسبوقة في بريطانيا

منعت جاسمندر من الوصول إلى حسابها البنكي وأمسك زوجها بمواردها المالية عبر الإنترنت... إنها واحدة من عدد متزايد من النساء اللواتي يعانين جراء ذلك

تعرّف منظمة "رفيوج" العنف الأسري المرتبط بالتكنولوجيا بأنه يشمل العديد من الصور  (غيتي)

ملخص

منعت جاسمندر من الوصول إلى حسابها البنكي وأمسك زوجها بمواردها المالية عبر الإنترنت. في بريطانيا، تتوسع ظاهرة العنف المنزلي الرقمي باستمرار، وتضاف إلى أشكال أخرى من اضطهاد المرأة في المنزل.

لم تُدرك جاسمندر، وذلك اسم مستعار بهدف الحفاظ على هويتها، أنها تعرضت للإساءة إلا بعد انفصالها عن زوجها. وقد هيمن على ماليتها وتتبع مكالماتها وبعث لها رسائل استفزازية إبّان تهاوي علاقته معها.

وحينما احتاجت إلى خليوي، أخبرها زوجها آنذاك بأن حسابها المصرفي فارغ إلى درجة يجب وضع عقد الشراء باسمه. ولم تملك جاسمندر فكرة عن مدى صحة ذلك لأنه لم يُتِحْ لها الوصول إلى حسابهما البنكي المشترك. وقد حدث ذلك قبل أعوام من انفصالها عنه وتحررها منه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأخبرت صحيفة "اندبندنت" بأن "ليست هناك رضوض على جسدي كي أظهرها، لكنه حطمني بكل معنى الكلمة".

وجاءت المقابلة مع جاسمندر في خضم مواصلة "اندبندنت" حملتها المسماة "بريك باي بريك" its Brick by Brick [حرفياً، حجرٌ بحجر]، بالتعاون مع مؤسسة "رفيوج" Refuge الخيرية. وتهدف الحملة إلى جمع آلاف الجنيهات الاسترلينية لبناء منازل آمنة للناجيات من العنف الأسري.

وباتت قصة جاسمندر مألوفة على نحو متزايد، بالترافق مع تزايد العنف الأسري المرتبط بالتكنولوجيا، ووصوله إلى مستويات غير مسبوقة. وحذر ناشطون في حملة "بريك باي بريك" من أن الشرطة تفتقد بصورة مؤسفة إلى التجهيزات اللازمة في التعامل مع هذه القضية.

وتعرّف منظمة "رفيوج" العنف الأسري المرتبط بالتكنولوجيا بأنه يشمل بصورة غير حصرية ممارسات كالتزييف العميق والتحكم بالوصول إلى الإنترنت وتحطيم وسائل الاتصالات والتحرش على الشبكة وسوء استعمال أدوات التتبع الإلكتروني.

وبين أغسطس (آب) 2022 ويوليو (تموز) 2023، سجلت 48170 حالة إساءة منزلية عنيفة مورست ضد نساء وفتيات، وشملت أموراً تتعلق بشبكة الإنترنت، بحسب "المجلس الوطني للشرطة" National Police Chiefs’ Council، واختصاراً "أن بي سي سي" NPCC.

ومن بين 4785 امرأة يتلقين دعماً أساسياً طويل الأجل من "رفيوج" هذا العام، عانت 1531 منهن إساءة منزلية بالغة ترتبط بالتكنولوجيا، لكن الخبراء يرون أن ذلك ليس سوى الجزء العائم من جبل جليد ضخم.

والتقت جاسمندر شريكها في الجامعة. وعقب زواجهما، انتقلا إلى العيش في منزل أسرته بالجنوب الشرقي لمدينة لندن. وبدأت السيطرة الاقتصادية والإكراهية بعيد الزفاف، حينما شرعت في التدرب على عمل في الوسط المالي للندن.

وأفادت، "كنتُ صغيرة وأنهيتُ لتوّي دراستي الجامعية، لذا لم أمتلك كثيراً من المال. في السنة الأولى، فقدت كثيراً من وزني بما يفوق التصور لأنني لم أستطع شراء ما يكفي من الطعام بنفسي، ولم يزودني بأي مال. وبالنتيجة، دخلتُ في حساب مشترك معه. وحدث ذلك بدفع من اليأس. وعلمت أسرتي أنني أخوض صراعاً، ولم أحُزْ مصادر مالية تكفي لدعمي".

وتحكم شريك جاسمندر بكل مصادرها المالية ولم يسمح لها بالوصول إلى الحساب البنكي، حتى حينما تضمن راتبها المدفوع.

وأكملت، "لم أمتلك أي بطاقة مالية، ولم أحُزْ سوى قرض طلابي صغير. لم يوجد أي سبب كي يجعل حسابي البنكي فارغاً. بالتالي، وضع عقد الخليوي باسمه [زوجها]. وفي البداية، لم أدرك معنى ذلك، ولكنه بتلك الطريقة استطاع متابعة كل مكالماتي الهاتفية".

وأضافت، "مع اقتراب زواجنا من نهايته، حملت مكالماتي مع أمي كثيراً من البكاء والدموع. ولكن، لأنني كنتُ أعيش مع أسرة زوجي، كان عليّ مغادرة المنزل كي أتحدث معها. وآنذاك، لم أعرف أنه يعلم بالضبط مع من كنت أتحدث".

وخلال الطلاق، امتنع زوجها السابق عن أي إسهام في حسابهما المشترك. وأوقف تلقي راتبه عبر ذلك الحساب، وشرع في استنزاف مدخراتنا المشتركة مستخدماً عمليات مصرفية عبر الإنترنت.

وتحكي جاسمندر، "حينما انفصلنا، اعتاد أن يرسل لي إيميلات طويلة في وقت متأخر من الليل، ويلومني فيها على تحطم زواجنا. ومن شأنه أيضاً، آنذاك، أن يطلب مني مسامحته. وقد يأتي كثير من تلك الرسائل الإلكترونية في منتصف الليل، ويرسلها إلى مكان عملي كذلك. واعتاد على كتابة رسائل استفزازية على ’واتساب‘. وذات مرة، كان مع الأطفال، وكتب رسالة واتساب مفادها بأنهم لا يرغبون في العودة لي وأنهم يمرحون كثيراً. وعلى رغم عدم اعتياده على الـ’سوشيال ميديا‘، لكنه وضع على ’فيسبوك‘ بعض الصور تُظهره مع أطفالنا كي يظهر أنه أب رائع مذهل. لماذا كان على الأطفال أن يعانوا وسط هذه المعمعة كلها؟".

وعام 2017، أرست مؤسسة "رفيوج" خدمة يدعمها اختصاصيون تتعامل مع الإساءة المرتبطة بالتكنولوجيا وتعزيز النساء اقتصادياً. ومنذ ذلك الوقت، تنامت أعداد الحالات سواء لجهة العدد أو مستوى التعقيد فيها.

وأظهر تحليل جديد شاركته "رفيوج" مع "اندبندنت" بصورة حصرية، أن فريق الاختصاصيين في الخدمة المشار إليها آنفاً رصد زيادة بـ207 في المئة في الحالات التي حوّلت إليه، بالمقارنة مع السنة الأولى من عمل تلك الخدمة. وجرى تحويل 514 امرأة إلى فريق الاختصاصيين المذكور عام2023، بالمقارنة مع 167 عام 2018.

وفي حديث إلى "اندبندنت"، أفادت المسؤولة في "رفيوج"، إيما بيكرنغ، عن وجود ارتفاع في الإساءة التكنولوجية حاضراً، مرده أن "الخيارات باتت لا حصر لها. وهناك منتجات متعددة في السوق التي تفيد في المتابعة والتتبع متخفية بقناع التقصّي الداعم".

وأضافت بيكرنغ، "لكننا نعرف أن المعتدين يسيئون استخدام تلك الأدوات بطريقة مؤذية للناجيات من العنف المنزلي. وحاضراً، لا تتوافر سوى مصادر وإمكانات محدودة لدى فرق الشرطة التي تتعامل مع الإساءة المنزلية المتعلقة بالتكنولوجيا والعنف الموجّه ضد النساء والفتياتviolence against women and girls، اسمه المختصر "في أي دبليو جي" VAWG، في التعامل مع تلك القضية".

وكذلك أفادت نائبة رئيس الشرطة، ماغي بلايث، وهي نائبة المدير التنفيذي في "كلية الشرطة" ومنسقة "المجلس الوطني لرؤساء الشرطة"  National Police Chiefs' Council  عن شؤون "في أي دبليو جي" بأن هذا النوع من العنف موضع اهتمام بالغ من الشرطة.

ووفق ما نقلته "اندبندنت" عن بلايث، "إن المسائل التي تتولى أمرها فِرق الـ’في أي دبليو جي‘، لم يعُد من المستطاع قصرُ التعامل معها على الفرق. نحن بحاجة إلى مقاربة تشمل النظام بأكمله كي يحدث تعاون بين الشركاء في العدالة الجنائية والكيانات الحكومية والمؤسسات الخيرية وصناعة التكنولوجيا".

وأضافت بلايث أن "إيقاع التكنولوجيا يتبدل بسرعة. ونحن نتوسع في تدريب الضباط كي يتمكنوا من جمع الأدلة وتحليلها، حينما يتعلق الأمر باستخدام المُعتدي للتكنولوجيا، بهدف أن نضمن حصول المعتدى عليهن على استجابة مهنية تصلهن في الوقت المناسب. ونفهم أن الضحايا قد يشعرن أحياناً بالإحباط، لكني أرغب في أن أؤكد لهن أنه حينما يتوافر دليل موثوق، فنحن نتوقع أن تتحرى قوات الشرطة الأمر بصورة تمحيصية، وتبذل قصارى جهدها في حماية النساء والفتيات".

يرجى الاتصال الآن بحملة "بريك باي بريك" التي أطلقتها "اندبندنت" ومؤسسة "رفيوج" الخيرية بغية المساعدة في جمع 30 ألف جينه استرليني لبناء مسكن ثانٍ ليكون مكاناً آمناً للنساء حينما يهربن من سوء المعاملة المنزلية، ويحاولن إعادة ترميم حيواتهن، وبناء مستقبلهن مجدداً.

يقدم خط المساعدة الوطني دعماً للنساء على الرقم  08082000247، أو حينما تقصد الموقع الإلكتروني لـ"رفيوج". وثمة خط مخصص لخدمة الرجال على الرقم 08088010327. ويستطيع المقيمون والمقيمات في الولايات المتحدة الاتصال على الخط الساخن المخصص للعنف المنزلي، على الرقم 1- 800- 799- SAFE (7233).

ومن المستطاع على خطوط دولية أخرى للمساعدة، عبر الموقع www.befrienders.org.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار