أول تدريب عسكري تايواني يحاكي "حافة الصراع"

قال مسؤولون مطلعون إن المكتب الرئاسي في تايوان أجرى أول تدريب يحاكي تصعيداً عسكرياً مع الصين، في وقت تواجه الجزيرة تهديدات عسكرية من بكين.

وذكرت مصادر طلبت عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية المسألة، أن عشرات الوكالات الحكومية المركزية والمحلية وكذلك الجماعات المدنية شاركت في التدريب الذي استمر ثلاث ساعات اليوم الخميس.

وصعدت الصين في الأعوام القليلة الماضية من تهديداتها العسكرية، ومنها الحشد الكبير لقوات بحرية ديسمبر (كانون الأول) والأنشطة العسكرية اليومية قرب تايوان التي تعتبرها بكين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها.

تكتيكات "المنطقة الرمادية"

وقال مسؤول أمني مطلع على الأمر، إن التدريب يحاكي سيناريوهات من بينها تزايد ما يعرف بتكتيكات "المنطقة الرمادية" التي تستخدمها الصين ضد تايوان وتشمل أنشطة جيوسياسية واقتصادية وعسكرية وعمليات سيبرانية، وكذلك عندما تكون الجزيرة "على حافة الدخول في صراع" لاختبار جاهزية الحكومة التايوانية والمجتمع المدني.

وفي تعليقه على التدريبات التي جرت في وقت سابق من اليوم، قال الرئيس لاي تشينغ-ته إن تايوان "تسابق الزمن" لبناء قدرتها على مواجهة الكوارث وتعزيز "ردع العدو الغازي".

وأجرت الصين جولتين من التدريبات الكبرى حول تايوان هذا العام للضغط على تايبه، واحدة في مايو (أيار)، والثانية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضيين.

وحذرت وزارة الدفاع في تايوان من "تأثير خطير" على الأمن في أعقاب إقرار أحزاب المعارضة قوانين ستتطلب خفض الإنفاق الدفاعي بنحو 80 مليار دولار تايواني (2.45 مليار دولار أميركي)، في وقت تواجه الجزيرة تهديداً عسكرياً صينياً متزايداً.

وفي بيان صدر مساء أمس الأربعاء، ذكرت الوزارة أنها قد تحتاج إلى خفض خطتها لموازنة الدفاع 28 في المئة العام المقبل، بما يعادل 80 مليار دولار تايواني، للالتزام بالمتطلبات الجديدة للتمويل.

ضد تهديدات بكين

وذكرت الوزارة أنه "من المتوقع أن يكون لهذا تأثير خطير على البنية العسكرية والجاهزية القتالية للقوات الوطنية".

وأوضحت أن "تحديث المعدات العسكرية الرئيسية سيتوقف وسيصعب سداد مدفوعات المعدات التي تم شراؤها وفقاً لصفقات، مما سيؤدي إلى تأجيلات أو إلغاءات".

واقترح مجلس الوزراء في أغسطس (آب) زيادة الإنفاق الدفاعي 7.7 في المئة على أساس سنوي إلى 647 مليار دولار تايواني، وهو مستوى قياسي لتايوان التي تعمل على زيادة طائراتها المقاتلة وصواريخها لكي تعزز الردع ضد تهديد بكين المتزايد.

وخسر الحزب الحاكم غالبيته البرلمانية بعد انتخابات أجريت في يناير (كانون الثاني)، ويخوض مواجهة مع المعارضة بشأن العديد من القضايا.