Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تنشر 5 منظومات دفاع تحسبا لرد إيراني

تسعى إلى إنهاء العملية البرية بلبنان في غضون أسبوع وأعدّت خطة قتالية إلى حين الانسحاب

عاد الإسرائيليون لفترة انتظار الرد الإيراني (أ ف ب)

ملخص

ألمح بعضهم إلى هجوم على مواقع في غاية الحساسية متعلقة بمختبرات النووي الإيراني وأخرى بصناعة الصواريخ الباليستية التي بحسب إسرائيليين نجح سلاح الجو في القضاء على كمية كبيرة منها، مما ألحق ضرراً وخسائر فادحة لإيران، ستجعل طهران ترد قريباً.

أبلغ غالانت أوستن أن الضربة استهدفت منشآت تصنيع صواريخ ومنظومات صواريخ وقدرات جوية إيرانية.

ثلاث جبهات وثلاث جلسات أبحاث من شأنها أن تحسم مستقبل الحرب في غزة التي دخلت عامها الثاني من دون أفق لأي حل أو وقف لإطلاق النار.

فالمبعوث الأميركي أموس هوكشتاين في تل أبيب لبحث سبل التوصل إلى تسوية سلمية مع لبنان، ورئيس "الموساد" ديفيد برنياع في الدوحة لبحث استئناف مفاوضات الأسرى، في حين يناقش المجلس الوزاري الأمني المصغر في تل أبيب خطة الدفاع أمام أي رد إيراني على الضربة التي اعتبرتها القيادة في غاية النجاح والدقة وأنها تمكنت من جعل إيران تدفع الثمن باهظاً. ووضعت الأجهزة الأمنية سلاح الدفاع في حال تأهب قصوى، على رغم اعتبار جهات إسرائيلية ودولية أن "لعبة البينغ بونغ" على حد قول بعضهم بين طهران وتل أبيب انتهت.

وعلى رغم التطورات التي تشهدها مختلف الجبهات الإسرائيلية، إلا أن الجبهة الشمالية تشكل أولوية قصوى، خصوصاً بعد تقرير أكد صعوبة القتال والارتفاع غير المسبوق في عدد القتلى والجرحى بين الجنود منذ بداية العملية البرية.

وكمرحلة أولى في طريق تسوية سلمية توقف الحرب، تسعى إسرائيل إلى إنهاء العملية البرية في غضون أسبوع، وأعدّت خطة قتالية إلى حين الانسحاب البري للجيش، وبحسب مسؤول أمني تعهدت تل أبيب لواشنطن بحصر أيام القتال المقبلة في المنطقة المحاذية للحدود من رأس الناقورة حتى مزارع شبعا وتمتد على مسافة 130 كيلومتراً وتشمل نحو 20 بلدة لبنانية، وفق تقرير أمني إسرائيلي.

وجاء قرار إنهاء العملية البرية في غضون أسبوع، في ختام جلسات تقييم حول سير العملية في لبنان، استبقها رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي بتصريح اعتبر فيه مقتل الأمين العام  لـ"حزب الله" حسن نصرالله وقياديي الحزب الباقين، يقرب انتهاء الحرب في لبنان.

وفي تقييم للوضع، أشار المجتمعون إلى صعوبة القتال وأقر أمنيون وجنود شاركوا في جنوب لبنان، بشدة وصعوبة المواجهات والكمائن التي ينصبها عناصر "حزب الله" ووقوع مزيد من القتلى والجرحى يومياً، فحتى مساء اليوم الأحد، قتل في غضون ثلاثة أيام 16 جندياً وجرح العشرات، من بينهم أكثر عن 20 إصاباتهم بالغة.

حرب استنزاف

وصباح اليوم، أعلن عن مقتل أربعة جنود ومساء عن اثنين آخرين جراء مواجهات وقعت مساء أمس السبت، ولم يتم نقل القتلى والجرحى إلا فجر اليوم، وأشارت التحقيقات الأولية للجيش إلى أن قائد الوحدة طلب من جنوده اقتحام أحد البيوت في الجنوب والقضاء على من فيه من مقاتلين لـ"حزب الله" وتدمير السلاح. وبحسب ما تبيّن، وقعت فور وصولهم مواجهات شديدة أدت في مرحلة متأخرة إلى انهيارات في المبنى، ونقل عن مسؤولين عسكريين أن عملية إخلاء القتلى والجرحى تطلبت ساعات طويلة.

تزامناً، تتكثف المحاولات للتقدم نحو تسوية في لبنان يرى عسكريون وأمنيون أن التوصل إليها اليوم من الناحيتين العملياتية والزمنية أفضل من أي وقت، ويبذل هوكشتاين جهوداً للتقدم في الصفقة، ومن المقرر أن يلتقي مسؤولين إسرائيليين لبحث بنود مقترح لتسوية تعتمد على القرار 1701، وفي أحد الشروط التي تضعها إسرائيل إبقاء حرية للطيران الإسرائيلي في أجواء لبنان والتوغل البري، في حال لم ينفذ "حزب الله" الاتفاق.

وفي هذا الجانب، دعا الرئيس السابق لوحدة العمليات في الجيش يسرائيل زيف، متخذي القرار إلى عدم التعامل مع ملف لبنان والتسوية من خلال وضع شروط هنا وأخرى هناك، بل من خلال بلورة صيغة واضحة لاتفاق يضمن أمن الحدود الشمالية وسكان الشمال. وبحسب زيف، فإن إمكان التوصل إلى اتفاق مع لبنان أسهل من غزة وهو الطريق الأفضل أمام خطر الغرق في وحل غزة أو إبقاء الشمال في حرب استنزاف لا تنتهي، ويقول "على الجبهة الشمالية، هناك حكومة لبنان التي يمكن أن تكون طرفاً في المفاوضات وهي أيضاً رافعة ضغط على ’حزب الله‘ للتوصل إلى اتفاق، وعلى إسرائيل أن تستغل الوضع الحالي في الميدان لإبرام اتفاق وألا تبقى تعمل فقط وفق طرح الشروط".

أما الرئيس السابق لمركز "موشيه ديان" لأبحاث الشرق الأوسط وأفريقيا البروفيسور أيال زيسر، فأكد أهمية عدم الانجرار في الشمال خلف حرب استنزاف، وهي دعوة أظهرت أهمية إنهاء القتال قريباً ووقف العملية البرية في غضون أسبوع كأقصى حد.

واعتبر أن الضربة التي وجهتها إسرائيل فجر أمس على إيران شكلت انفجاراً استراتيجياً قد يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط، قائلاً إن "محاولة إيران إحاطة إسرائيل بطوق خانق من النار والصواريخ من الشمال والشرق والجنوب، انهارت بضجيج عظيم سمعت أصداؤه في كل عواصم المنطقة وكذلك في طهران".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى الجبهة الشمالية، وأمام ما اعتبره "نشوة نصر القيادة بعد اغتيال نصرالله"، حذر زيسر من أنه "بالتوصل إلى اتفاق، علينا أن نتأكد عدم الدخول في حرب ثالثة مع لبنان بعد أعوام. صحيح أن خطر ’حزب الله‘ على إسرائيل أزيل، لكنه يواصل إطلاق مئات الصواريخ والمسيّرات الفتاكة كل يوم نحو الشمال ووسطها، ويصطدم بقوات الجيش المناورة على طول خط الحدود بهدف استنزاف إسرائيل".

وتطرق زيسر إلى الشروط التي طرحها المسؤولون عند توجيه تهديداتهم لـ"حزب الله"، تحديداً في ما يتعلق بسلاح الحزب، قائلاً "من الصعب الافتراض أن ’حزب الله‘ سيرفع علماً أبيض ويوافق على تقييد تسلحه وانتشار قواته جنوب الليطاني. وعليه من المهم أن نفهم أن المعركة في لبنان لا تزال أمامنا وأن عمليات الجيش الإسرائيلي الحالية في الجو وفي البحر لم تحقق ما يكفي لإنهائها بشروط تكون مقبولة لإسرائيل".

ودعا زيسر متخذي القرار إلى "الضغط على ’حزب الله‘ وعلى الدولة اللبنانية أيضاً بحيث يزداد الخوف في لبنان من أن حرب استنزاف طويلة كفيلة بتحويل البلاد كلها إلى غزة ثانية".

مظلة دفاعية واسعة

واجتمع المجلس الوزاري الأمني المصغر لحكومة بنيامين نتنياهو مساء اليوم، لتلخيص الضربة على إيران والاستعداد لاحتمال رد إيراني، بعدما أُعلن أن لدى إسرائيل معلومات استخباراتية مؤكدة تشير إلى أن طهران ستردّ على الضربة، على رغم توقعات جهات إسرائيلية ودولية أن "الحدث انتهى". لكن الأشخاص المحيطين برئيس الحكومة ووزير الدفاع يوآف غالانت وقيادة سلاح الجو، اعتبروا أن الضربة حققت نجاحاً كبيراً لخطة في غاية الدقة، وألمح بعضهم إلى هجوم على مواقع في غاية الحساسية متعلقة بمختبرات النووي الإيراني وأخرى بصناعة الصواريخ الباليستية التي بحسب إسرائيليين نجح سلاح الجو في القضاء على كمية كبيرة منها، مما ألحق ضرراً وخسائر فادحة لإيران، ستجعل طهران تردّ قريباً، مما يستدعي جاهزية الدفاع الجوي.

ووصلت إلى إسرائيل، وفق وزارة الأمن، منظومة "ثاد" أخرى لتعزيز دفاعها بعدما نشر سلاح الجو مظلة دفاعية واسعة تشمل إلى جانب "ثاد" أربع منظومات دفاع.

وفي محادثة بين غالانت ونظيره الأميركي لويد أوستن، اعتبر غالانت أن إسرائيل حققت نجاحاً كبيراً من الضربة، وناقش الجانبان الفرص الاستراتيجية التي قد تنشأ بعد الضربة على إيران التي أبلغ غالانت أوستن بأنها استهدفت منشآت تصنيع صواريخ ومنظومات صواريخ وقدرات جوية إيرانية.

وفيما توقع غالانت أن يكون هناك رد إيراني، رأى أن لدى إسرائيل اليوم فرصاً استراتيجية ليس فقط بعد ضربة إيران وتقويض قدراتها الصاروخية، إنما أيضاً بعد الإنجازات التي حققها الجيش في لبنان وغزة.

حالياً، عاد الإسرائيليون لفترة انتظار الرد الإيراني، على رغم أن الصوت الأعلى في إسرائيل يستبعد الرد ويرى أن ما جاء على لسان القيادات السياسية والعسكرية عن الإنجازات والتفاخر بتعداد الضربات ليس إلا وسيلة لإسكات الأصوات التي دعت إلى استهداف المنشآت النووية والنفط، وهؤلاء يستبعدون رداً إيرانياً.

وطرحت توصيات عدة أمام متخذي القرار يدعو بعضها إلى ضبط النفس إذا ما ردت إيران على الضربة "والامتناع عن الرد عليها في جولة ثالثة من تبادل اللكمات"، كما وصفها بعضهم، و"الإعلان من منطلق قوة عدم الرد لحاجة التركيز على أهداف الحرب في لبنان وغزة، من خلال الرغبة الصادقة في التوصل إلى إنهاء الحرب التي جبت ثمناً دموياً باهظاً وأضرت باقتصاد إسرائيل".

مظلة دفاعية

المنظومات المنتشرة في إسرائيل وتشكل مظلة دفاعية هي:

- منظومة "ثاد"، طورتها شركة "لوكهيد مارتن" للدفاع الصاروخي الباليستي التابع لوزارة الدفاع الأميركية. المنظومة تعترض الصواريخ في المرحلة الأخيرة من إطلاقها، أي عندما تكون بالفعل في طريقها إلى الهدف، ولديها قدرة على العمل داخل الغلاف الجوي وخارجه.

هذه المنظومة قادرة على اعتراض صواريخ قصيرة المدى (حتى 1000 كيلومتر) وصواريخ متوسطة المدى (1000-3000 كيلومتر) وحتى بعض الصواريخ طويلة المدى (3000-5000 كيلومتر). وتستخدم منظومة "ثاد" طريقة "الضرب للقتل"، مما يعني ضرب صاروخ العدو مباشرة بسرعة عالية جداً من دون الحاجة إلى رأس متفجر.

 - "حيتس-2" و"حيتس- 3" لاعتراض الصواريخ الباليستية العابرة للقارات عن طريق إطلاق اثنين من الصواريخ الاعتراضية في وقت واحد على الهدف. يراوح مدى الاعتراض ما بين 300 و2000 كيلومتر وكلفة الاعتراض الواحد هي 1.5 مليون دولار و2 مليون دولار.

- منظومة "مقلاع داوود" معروفة أيضاً باسم "العصا السحرية" مبنية من أجهزة استشعار محذرة وقاذفات منتشرة ووحدة تحكم عن بعد. لديها صاروخ اعتراضي من مرحلتين قادر على الوصول إلى سرعة نحو 9 آلاف كيلومتر في الساعة، وهي سرعة أعلى من أي صاروخ مستهدف. وتقدر كلفة اعتراض صاروخ واحد 700 ألف دولار ويمكن أن يعترض على مدى يراوح ما بين 40 و300 كيلومتر.

- القبة الحديدية، قادرة على الاعتراض حتى مدى يصل إلى 40 كيلومتراً ولديها نسخة يستخدمها سلاح البحرية وقد تم نصبها على السفن. يمكن لبطارية واحدة حماية مساحة تصل إلى 150 كيلومتراً مربعاً. وتنتشر بطاريات القبة الحديدية في جميع أنحاء إسرائيل من الشمال إلى الجنوب، وتبلغ كلفة اعتراض واحد لنظام القبة الحديدية 40 ألف دولار في الأقل.

- آليات جو إسرائيلية وغير إسرائيلية، إلى جانب المنظومات الدفاعية، وضعت إسرائيل طائرات الإنذار والهجوم التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي ودول أخرى قادرة على اعتراض بعض التهديدات المحتملة على إسرائيل باستخدام منظومات الكشف ومنظومات الأسلحة المتطورة.

المزيد من تقارير