Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هكذا يرى المحللون تقلبات سوق النفط وسط التوتر

رئيس الوزراء العراقي يؤكد التزام بلاده باتفاق "أوبك+" والتخفيضات الطوعية

انخفض سعر خام "برنت" إلى 72.59 دولار بنحو 4.6 في المئة للبرميل (اندبندنت عربية)

ملخص

وعلى رغم أن التوقعات كانت تشير إلى أن الهجوم قد يستهدف منشآت النفط، وقد يشعل حرباً واسعة في الشرق الأوسط، فإن هذا التوقع لم يحدث.

هبطت أسعار النفط أكثر من ثلاثة دولارات للبرميل اليوم الإثنين، بدعم من عاملين أبرزهما تجنب الضربة التي وجهتها إسرائيل لإيران مطلع الأسبوع المنشآت النفطية والنووية في طهران، ولم تتسبب في تعطيل إمدادات الطاقة، الأمر الذي خفف التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط.

وسجلت العقود الآجلة لخام "برنت" وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي أدنى مستوياتها منذ الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري عند الفتح، وبلغ سعر خام "برنت" 72.59 دولار بانخفاض 3.46 دولار أو 4.6 في المئة للبرميل، في حين انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط 3.37 دولار أو 4.7 في المئة إلى 68.541 دولار للبرميل.

وصعد الخامان القياسيان أربعة في المئة الأسبوع الماضي في تعاملات متقلبة مع تأثر الأسواق بحالة الضبابية في شأن حجم رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني في الأول من أكتوبر الجاري، والانتخابات الأميركية الشهر المقبل.

تراجع علاوة الأخطار الجيوسياسية

ونفذت عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية ثلاث موجات من الضربات قبل فجر السبت الماضي، استهدفت مصانع صواريخ ومواقع أخرى بالقرب من طهران وفي غرب إيران، في أحدث تبادل للقصف في الصراع المتصاعد بين البلدين.

وأفاد محللون بتراجع علاوة الأخطار الجيوسياسية التي زادت من أسعار النفط تحسباً للهجوم الإسرائيلي، في ثاني هذه العوامل.

وقال محلل الطاقة في "أم أس تي ماركي"، سول كافونيك، إن "الطبيعة المحدودة للضربات، بما في ذلك تجنب البنية التحتية للنفط، عززت الآمال في مسار لخفض التصعيد، وهو ما أدى إلى انخفاض علاوة المخاطرة بضعة دولارات للبرميل".

هجوم إيراني مضاد

وأضاف، "ستراقب السوق عن كثب تأكيداً على أن إيران لن تشن هجوماً مضاداً في الأسابيع المقبلة، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع علاوة المخاطرة مرة أخرى".

وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، وهي المجموعة المعروفة باسم "أوبك+"، أبقت في أكتوبر الجاري على سياستها لإنتاج النفط من دون تغيير بما في ذلك خطة لبدء زيادة الإنتاج اعتباراً من ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وستجتمع اللجنة الوزارية المشتركة للمجموعة في الأول من ديسمبر المقبل، قبيل اجتماع "أوبك+" بكامل هيئتها.

وعلى رغم أن التوقعات كانت تشير إلى أن الهجوم قد يستهدف منشآت النفط، وقد يشعل حرباً واسعة في الشرق الأوسط، فإن هذا التوقع لم يحدث.

وعلى رغم التحسس من تداعيات الهجوم فإن طبيعة الضربات كانت محدودة فجرى استيعابها.

تجنب ضرب البنية التحتية

محللون يرون أن تجنب البنية التحتية للنفط، عزز الآمال في مسار في خفض التصعيد بين الجانبين، وهو ما أدى إلى خفض علاوة الأخطار على السوق، وهذا التوجه الإسرائيلي دفع أسعار الخام للهبوط بنحو خمسة في المئة في بداية تعاملات الأسبوع، مما أعاد الأمل إلى إمكانية تجنب حرب شاملة في الشرق الأوسط، الذي يضخ نحو ثلث الإمدادات العالمية، والتي من شأنها تعريض أمن إمدادات الطاقة من المنطقة إلى بقية العالم للخطر.

حروب المنطقة

ووفق تقرير "بلومبيرغ " فإنه عندما يتعلق الأمر بالنفط والحروب في الشرق الأوسط، فإن اللحظة المناسبة للبيع كثيراً ما كانت عند اندلاع الهجمات. والمقولة الشهيرة "اشتر عند انتشار الإشاعات، وبع عند وقوع الحدث" أثبتت صحتها، إذ أدركت السوق أن السيناريوهات الأسوأ سيجري تجنبها.

في يناير (كانون الثاني) 1991 انخفضت أسعار النفط، بصورة حادة حينما قصفت الطائرات الحربية الأميركية المواقع العراقية في الكويت المحتلة، كما تراجعت الأسعار في مارس (آذار) 2003 بعدما أصابت الصواريخ الأميركية بغداد عند بداية حرب العراق.

الآن، في أعقاب الضربات الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية يبدو أن السوق ستتبع نمطاً مشابهاً كما حدث في السابق، وعلى رغم أنه من الخطأ تجاهل الهجوم الإسرائيلي الذي يعد أكبر قصف جوي تتعرض له إيران منذ 40 عاماً فإن السيناريو الأسوأ لم يتحقق بعد، فيما الوضع يتغير باستمرار، والكثير يعتمد على كيفية رد طهران. ومع ذلك يمكننا استخلاص بعض النتائج الأولية التي تشير على الغالب إلى توجه السوق نحو الهبوط.

ووفق محللين فإن السياق المرجح لارتفاع أسعار النفط كان مبنياً على عنصرين: الأول، أن إسرائيل ستهاجم المنشآت النفطية في إيران، والثاني، أن إيران قد ترد باستهداف حقول نفط في المنطقة، فإن العنصر الأول لم يحدث، والثاني يبدو اليوم أقل احتمالاً بكثير مما كان عليه في السابق.

لكن في الوقت ذاته يشير محللون إلى أن المخاوف في شأن الشرق الأوسط لم تنته بعد، لكن يمكن القول إنه جرى تحييد التهديد الفوري بتعطيل الإمدادات في الوقت الحالي، لكن في الصورة الأكبر فإنه يرى أن ذلك الهجوم لن ينهي الأعمال العدائية.

بعد هدوء المخاوف نسبياً من تضرر الإمدادات من الشرق الأوسط، يعود التركيز على العوامل الأساسية المؤثرة في سوق النفط وهي وفرة المعروض ومخاوف من نمو الطلب.

وفرة المعروض

تشير وفرة المعروض إلى أن السوق تحول تركيزها من الصراع في الشرق الأوسط نحو أخطار وفرة المعروض المتوقعة في العام المقبل مع تخطيط أعضاء "أوبك" للتخلي عن التخفيضات الطوعية في الإنتاج.

وأضافوا أن علاوة الأخطار الجيوسياسية على أسعار النفط محدودة لأن التوترات بين إيران وإسرائيل لم تؤثر بصورة كبيرة على المعروض من النفط من المنطقة.

لكن لا يزال هناك بعض الأخطار في السوق التي قد تدفع منتجي "أوبك+" إلى تأخير الزيادة المخطط لها في أهداف الإنتاج إلى ما بعد ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

بينما في الوقت نفسه هناك إشارات من الولايات المتحدة، أكبر مصدر للنفط في العالم، إلى أن مصافي النفط تعمل على المعالجة بأعلى مستوى موسمي في ستة أعوام، وعلى رغم ذلك لا يزال مصير صناعة النفط معلقاً على نتائج الانتخابات الرئاسية التي ستعقد في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

تشير نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تقارب المرشحين الرئاسيين دونالد ترمب وكامالا هاريس قبل أسبوع تقريباً من يوم التصويت في الانتخابات، التي ستحدد نتائجها ما إذا كانت طفرة النفط الصخري الحالية ستواصل النمو أم ستتراجع.

انحسار الأخطار الجيوسياسية 

إلى ذلك، قال المتخصص في الشؤون النفطية كامل الحرمي إن هذا الانخفاض الحاد في أسعار الخام يعود في الأساس إلى أن المتداولين استوعبوا حجم الهجوم الذي نفذته إسرائيل على إيران أول من أمس السبت، في إشارة إلى انحسار الأخطار الجيوسياسية في الشرق الأوسط على أسواق الخام وزوال المخاوف المرتبطة بالحرب بين إسرائيل وإيران.

وأضاف الحرمي، أن محدودية الهجوم الإسرائيلي واقتصاره على مواقع عسكرية متجنباً استهداف المنشآت النفطية والنووية في إيران أعطى بعض الراحة للأسواق التي كانت تترقب هذه الضربة لمعرفة تأثيراتها في الأسعار. 

وأشار كامل الحرمي إلى أن أسعار الخام شهدت تذبذبات حادة خلال أكتوبر (تشرين الأول) الجاري بسبب التوترات في المنطقة، والمخاوف من مواجهة السوق لفائض في المعروض خلال العام المقبل، مع نمو الإنتاج من الدول غير الأعضاء في تحالف "أوبك+"، وخطط التحالف لتخفيف قيود الإنتاج بدءاً من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مما يعني أن ارتفاع عرض النفط سيؤدي بصورة عامة إلى انخفاض الأسعار.

 توقعات للأسعار

على رغم قرب عودة الشتاء فإن توقعات المحللين للأسعار عند 75-95 دولاراً مع بدء موسم التدفئة الشتوي والسفر.

بينما يتوقع "غولدمان ساكس" وصول متوسط أسعار النفط إلى 76 دولاراً للبرميل في العام المقبل استناداً لفائض معتدل من الخام والطاقة الاحتياط لدى كبار المنتجين، من ثم لا تزال تشوب سوق النفط حالاً من عدم اليقين سواء بالنسبة إلى السياسات في الولايات المتحدة أو التطورات المحتملة في الشرق الأوسط أو فائض المعروض في السوق أو آفاق الطلب في الصين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في سياق موازٍ، أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أهمية الشراكة مع مجموعة "أوبك+"، بهدف الحفاظ على استقرار وتوازن أسواق النفط العالمية، والتزام العراق بما جرى الاتفاق عليه في إطار المجموعة، بما في ذلك التخفيضات الطوعية والتعويض عن الزيادة في الإنتاج، وذلك وفق الجدول المحدث الذي قدمته وزارة النفط إلى منظمة "أوبك".

جاء ذلك في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء العراقي، عقب استقبال السوداني وزير النفط حيان عبدالغني.

وأشار السوداني خلال اللقاء، إلى "خطط الحكومة الماضية في نمو القطاعين النفطي والغازي، وتطور مشاريعهما ضمن البرنامج الحكومي، من خلال جولات التراخيص التي جرى فيها التعاقد على استثمار عدد من الحقول النفطية والغازية، بجانب الاستثمار في مشاريع الغاز المصاحب، ومشاريع إنتاج المشتقات النفطية".

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز