"اندبندنت عربية" تنشر مسودة اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

على وقع التصعيد الميداني المستمر والآخذ في التوسع في لبنان، وفيما كانت المنطقة تترقب زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين خلال ساعات إلى تل أبيب في محاولة لإرساء وقف إطلاق النار، نشرت هيئة البث الإسرائيلية ما قالت إنها مسودة اقتراح لوقف الحرب بين إسرائيل و "حزب الله"، بعد أكثر من سنة على فتح "جبهة الإسناد" وقبل أيام قليلة على الانتخابات الرئاسية الأميركية.

تنشر "اندبندنت عربية" أبرز ما جاء في هذه المسودة التي كشفت الصور عن أنها أعدت بتاريخ 26 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، أي بعد أيام قليلة من زيارة هوكشتاين إلى بيروت، وفيها الاتفاق على أن ينفذ الطرفان، أي إسرائيل و الحزب، وقفاً تاماً للأعمال الحربية بين لبنان وإسرائيل وأن يُسمح للطيران الإسرائيلي بالتحليق متخفياً من دون خرق جدار الصوت، فيما تحتفظ تل أبيب بحق الرد عسكرياً ضد التهديدات بالتنسيق مع أميركا.

يأتي انتشار هذه المسودة قبل ساعات من زيارة آموس هوكشتاين لتل أبيب (هيئة البث الإسرائيلية)

كذلك ستسحب إسرائيل قواتها من لبنان خلال سبعة أيام من وقف القتال وينفذ الاتفاق كاملاً خلال هدنة تمتد لـ 60 يوماً.

أما لناحية دور الجيش اللبناني، فتذكر مسودة الاتفاق أنه سيكلف تطبيق الاتفاق في جنوب لبنان وأن أميركا ودولاً غربية ستدعم تعزيز قدراته، كما أن الجيش اللبناني سينتشر في المناطق التي ستخليها القوات الإسرائيلية وهو يلتزم مراقبة تنفيذ القرار 1701.

يعطي مقترح وقف الحرب في لبنان دوراً كبيراً للجيش اللبناني في الجنوب (هيئة البث الإسرائيلية)

وفيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أنه من المفترض أن ينفذ الاتفاق خلال الأيام المقبلة، نقلت بعض وسائل الإعلام عن البيت الأبيض تأكيده بعد نشر صور المسودة أن المسودات لا تعكس حقيقة المفاوضات.

وتزامناً مع نشر هذه المسودة، أعلن مصدران مطلعان، وهما شخص مطلع على المحادثات ودبلوماسي كبير معني بشؤون لبنان، لوكالة "رويترز" أن وسطاء أميركيين يعملون على مقترح لوقف القتال بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" يبدأ بوقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً.

أضاف المصدران أن فترة الشهرين ستخصص لإتمام التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 لعام 2006 لإخلاء جنوب لبنان من الأسلحة باستثناء ما يعود للدولة اللبنانية.

رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي أفاد من جانبه في حديث إعلامي بأن "هوكشتاين أوحى لي بعد الاتصال معه اليوم بإمكان الوصول إلى وقف لإطلاق النار قبل الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل"، أي موعد الانتخابات الرئاسية في أميركا، واعتبر أن "حزب الله" تأخر  في فصل الجبهة اللبنانية عن جبهة غزة.

الحزب وفصل الجبهات

في الإطار نفسه، كان موقع "أكسيوس" الأميركي نقل في وقت سابق اليوم الأربعاء عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قولهم إن اتفاقاً من شأنه إنهاء القتال بين إسرائيل والحزب يمكن التوصل إليه في غضون أسابيع قليلة، وإنهم يعتقدون بأن الحزب أصبح مستعداً أخيراً للنأي بنفسه عن حركة "حماس" والحرب في قطاع غزة.

وفي التفاصيل، أفاد الموقع بأن "المقترح الجديد يبدأ بوقف إسرائيل والحزب الأعمال القتالية لمدة 60 يوماً، ويتضمن انتشار الجيش اللبناني في الجنوب"، إضافة إلى تعزيز قوات "يونيفيل" واستبدالها بقوات أخرى من جنسيات ألمانية وفرنسية وبريطانية. وخلال هذه الفترة، سينقل "حزب الله" أسلحته الثقيلة نحو شمال نهر الليطاني، كما سينشر الجيش اللبناني نحو 8000 جندي على طول الحدود مع إسرائيل لينضموا إلى قوات حفظ السلام التابعة لـ"يونيفيل"، فيما ستنسحب قوات الجيش الإسرائيلي تدريجاً إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود.