Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انحسار موجات الهجرة في أميركا مع مد الخطاب الانتخابي

يفضل كثيرون انتظار موعد مقابلة لطلب اللجوء قبل الوصول إلى الحدود مع المكسيك خوفاً من العقوبات ومهربي البشر

هدد المرشح الجمهوري دونالد ترمب بأكبر عملية ترحيل جماعي للمهاجرين غير الشرعيين (أ ف ب)

ملخص

لا يعكس هذا التغيير نجاح الإجراء الأميركي الرادع فحسب، بل أيضاً سخونة الخطاب الانتخابي قبيل انتخابات رئاسية ستشهد منافسة شديدة الأسبوع المقبل، وتشكل الهجرة فيها قضية مثيرة للانقسام إلى حد كبير.

تبدو ضفاف نهر ريو غراندي الذي يفصل بين المكسيك والولايات المتحدة شبه مهجورة وغدت ملاجئ مخصصة للمهاجرين شبه خاوية، بعد أن كانت مكتظة سابقاً نتيجة سياسات أميركية للهجرة باتت أكثر صرامة في عام الانتخابات.

ولا يعكس هذا التغيير نجاح الإجراء الأميركي الرادع فحسب، بل أيضاً سخونة الخطاب الانتخابي قبيل انتخابات رئاسية ستشهد منافسة شديدة الأسبوع المقبل، وتشكل الهجرة فيها قضية مثيرة للانقسام إلى حد كبير.

ويفضل كثير من المهاجرين انتظار موعد مقابلة لطلب اللجوء قبل الوصول إلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، خوفاً من مواجهة عقوبات أشد للدخول غير الشرعي وخطر الموت على أيدي مهربي البشر.

دوريات الحدود

وانخفض عدد المواجهات التي خاضتها دوريات الحدود الأميركية مع مهاجرين حاولوا عبور الحدود من المكسيك بصورة غير قانونية إلى 54 ألف شخص في سبتمبر (أيلول) الماضي، بالمقارنة مع ذروة بلغت 250 ألف شخص في ديسمبر (كانون الأول) 2023، وفقاً للحكومة الأميركية.

وأصدر الرئيس جو بايدن في يونيو (حزيران) الماضي أمراً بإغلاق الحدود أمام طالبي اللجوء بعد وضع سقف لأعداد يومية.

وكان غورالويس أوكاندو (28 سنة) أحد أولئك الذين خططوا في البداية للتسلل عبر الحدود بعد رحلة خطرة من فنزويلا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الشاب، وهو واحد من نحو ثمانية ملايين فنزويلي غادروا بلادهم التي تعاني أزمة متفاقمة، "عندما وصلت، كان كل شيء معقداً"، مضيفاً بعد وصوله إلى إل باسو في ولاية تكساس عبر الحدود من سيوداد خواريز المكسيكية أنه "من الأفضل الدخول بصورة قانونية".

وكان أوكاندو حصل على موعد لطلب اللجوء باستخدام تطبيق على الهاتف المحمول "سي بي بي ون"، ليصبح واحداً من 1500 مهاجر تعتني بهم السلطات الأميركية يومياً في ثماني نقاط حدودية مع المكسيك.

وعبّر عن مخاوفه من أن "هناك كثيراً من الحديث على وسائل التواصل الاجتماعي عن أنه إذا جاءت حكومة جديدة، فستلغي التطبيق".

وهدد المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترمب بأكبر عملية ترحيل جماعي للمهاجرين غير الشرعيين في تاريخ الولايات المتحدة إذا تمكن من هزيمة منافسته الديمقراطية كامالا هاريس الثلاثاء المقبل.

في الطريق

ويعتبر أوكاندو نفسه محظوظاً لأنه نجا من تهديدات مختلفة خلال رحلته في الطريق، وتمكن من دخول الولايات المتحدة عند معبر حدودي رسمي قبل أيام قليلة من الانتخابات، وقال "لقد نجحت والحمد لله".

وأكد مهاجرون آخرون أن الخوف من الموت خلال محاولة عبور الحدود دفعهم إلى طلب موعد عبر التطبيق أيضاً.

وقالت دينيا راميريز (37 سنة) من هندوراس التي سارت عبر جسر حدودي مع أختها وأطفالها الستة "نحن نفضل عدم المخاطرة بالدخول بصورة غير قانونية، خصوصاً من أجل حياة أطفالنا".

وقبل أشهر، كان هناك تدفق مستمر للمهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون يومياً نهر ريو غراندي من سيوداد خواريز. أما الآن، فقد أصبح هذا المشهد أقل شيوعاً.

وقال أحد حراس الحدود المكسيكيين، وهو من بين أولئك الذين تمكنوا من الحصول على موعد عبر التطبيق، "لم أرَ سوى شخصين تم رفضهما".

واتهم ترمب الذي تعهد عام 2016 ببناء جدار على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، المهاجرين بـ"تسميم دماء بلادنا".

وتعهدت هاريس من جانبها باتخاذ موقف صارم وحذرت الأشخاص الذين يدخلون البلاد بصورة غير قانونية من مواجهة "عواقب".

وقال الخبير في معهد "تشاتام هاوس" البحثي في لندن كريستوفر ساباتيني إن "هاريس مستمرة في موقف بايدن المتشدد، بما في ذلك الخطوة المثيرة للجدل لمنع أولئك الذين يعبرون الحدود بصورة غير قانونية من التقدم بطلب للحصول على اللجوء".

ويمثل الانخفاض في أعداد المهاجرين الوافدين مصدر ارتياح للسلطات في سيوداد خواريز التي كانت تكافح للتعامل مع ملاجئ مكتظة في المدينة التي تعرضت لمأساة العام الماضي.

ما يخبئه المستقبل

وكان حريق شب في مركز لاحتجاز المهاجرين أدى إلى وفاة 40 شخصاً، معظمهم من أميركا الوسطى وفنزويليون.

والملاجئ اليوم تشغل سعتها بنسبة تقارب 40 في المئة فقط، وفقاً لإنريكي فالينزويلا، منسق الهجرة في ولاية تشيهواهوا، حيث تقع سيوداد خواريز، والوضع مشابه عبر الحدود في إل باسو.

وقال القس رافائيل غارسيا إن ملجأ "كازا ديل ساغرادو كورازون" أُغلق في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري لأنه لم يكُن به سوى عدد قليل من الضيوف.

وعبّر عن قلقه مما يخبئه المستقبل، حتى بالنسبة إلى المهاجرين الذين يُسمح لهم بدخول البلاد عبر المعابر الرسمية.

وقال غارسيا "هناك موعد مع قاضي الهجرة لعرض قضية. معظمهم لن ينجحوا".

ويشعر روبن غارسيا الذي يدير "دار البشارة" وهي منظمة تطوعية في إل باسو تستضيف المهاجرين منذ خمسة عقود، بالقلق من أنه حتى لو فازت هاريس، فلن يسمح لعدد كافٍ من طالبي اللجوء بدخول البلاد.

ورأى أنه "ستكون هناك حاجة لعشرة آلاف موعد يومياً حتى لا يضطر المهاجرون وعائلاتهم إلى عبور الصحراء".

وكان أوكاندو انتظر لأربعة أشهر حتى حان موعده، لكنه أكد أن الأمر يستحق ذلك، على رغم أن جلسة اللجوء الخاصة به لا تزال على بعد أشهر.

وقال إنه "شيء لا أستطيع تفسيره. لقد كان شيئاً عاطفياً لا أستطيع التعبير عنه بالكلمات".

المزيد من دوليات