Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بنسلفانيا... عاصمة الديمقراطية الأميركية المتأرجحة

من المحتمل أن تحسم مصير ترمب وهاريس كما فعلت في انتخابات 2020

ملخص

بنسلفانيا التي هزمت دونالد ترمب في انتخابات 2020 هي نفسها التي ابتسمت له في 2016، وجعلته أول مرشح جمهوري يحصد صوتها منذ 1988، واليوم ينافس كامالا هاريس على كسب ودها، وتتوجه الأنظار إليها مع اقتراب حسم الاستحقاق الرئاسي.

في الموسم الانتخابي إن حكت بنسلفانيا تنصت أميركا، فالولاية التي أُعلن منها الاستقلال وفيها أُقر الدستور أصبحت مراوغة وعصية على التنبؤ في العقد الأخير، يشبّهها بعضهم بأنها كالفتاة الأجمل في محيطها، فكل المرشحين يريدون الفوز بقلبها "المتأرجح".

في 2020 أهدت بنسلفانيا الرئاسة لجو بايدن بعد تقارب تاريخي للأصوات مع دونالد ترمب، وكانت أصواتها كافية للمسن الديمقراطي أن يخطب أمام أنصاره ويعلن النصر المتأخر، بعد أربعة أيام من انقضاء ليلة الانتخابات، التي استغلها المرشح الجمهوري للتشكيك بنزاهة التصويت.

لكن الولاية التي هزمت ترمب في تلك الانتخابات هي نفسها التي ابتسمت له عام 2016، وجعلته أول مرشح جمهوري يحصد صوتها منذ 1988، واليوم ينافس كامالا هاريس على كسب ودها، وتتوجه الأنظار إليها مع اقتراب حسم انتخابات 2024.

انتخابيا

تصنف بنسلفانيا "ولاية متأرجحة" وتمتلك 19 صوتاً في المجمع الانتخابي يتنافس عليها عليها الحزبان بشدة. ويتمتع الحزب الديمقراطي بقوة في المدن الكبرى مثل فيلادلفيا وبيتسبرغ، في حين يحظى الحزب الجمهوري بتأييد واسع في المناطق الريفية والضواحي.

وتعتبر بنسلفانيا من ولايات "الجدار الأزرق" إلى جانب ميشيغان وويسكونسن التي يعدها الديمقراطيون حاسمة للفوز بالبيت الأبيض. وكانت حجرة عثرة كلفت هيلاري كلينتون الانتخابات في 2016، لكن في الانتخابات الماضية فاز بها بايدن بفارق بلغ 80 ألف صوت.

وفي الاستحقاق الحالي كانت الولاية هدفاً رئيساً للمرشحين اللذين أقاما فيها خلال آخر أسبوعين نحو 16 حدثاً انتخابياً. ومن المتوقع أن تواجه ابنة كاليفورنيا هاريس صعوبة أكبر لأن من عوامل فوز بايدن بالولاية أنها كانت مسقط رأسه، لكن المرشحة الديمقراطية تعول على دعم الضواحي المتنوعة في فيلادلفيا التي تميل إلى اليسار، في المقابل يأمل ترمب في انتزاع أصوات الولاية مجدداً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تاريخها

تضم بنسلفانيا مدينة فيلادلفيا، التي كانت عاصمة أميركا من 1790 إلى 1800، وهي مهد ديمقراطيتها، إذ احتضنت توقيع وثيقة "إعلان استقلال الولايات المتحدة" في 1776، وإقرار الدستور في 1787، وأصبحت المنطقة الواقعة في وسط المدينة من المواقع المدرجة في قائمة التراث العالمي التابعة لـ"يونسكو". 

وفي هذه الولاية وقعت معركة غيتيسبرغ عام 1863 التي كانت نقطة تحول مهمة في مسار الحرب الأهلية، إذ أدت إلى ميل الكفة لصالح الاتحاد ضد الكونفدراليين والقوى التي سعت إلى الانفصال، وألقى بعدها أبراهام لنيكولن خطبته التاريخية التي جدد فيها مبادى إعلان الاستقلال وأعلن "ميلاداً جديداً للحرية".

 

اقتصادها

تتمتع بنسلفانيا بمصادر دخل متنوعة ما بين الزراعة وصناعات الصلب والتقنية، لكنها اشتهرت بصناعة النفط كونها ثالث أكبر منتج للطاقة في البلاد، وهي غنية بالنفط والغاز الطبيعي والفحم. ويؤثر ملف الطاقة في خيارات الناخبين في الولاية، مما دفع هاريس إلى تبني نهج أكثر اعتدالاً والتراجع عن موقفها من حظر تقنية "التكسير الهيدروليكي" المعتمدة على نطاق واسع لاستخراج النفط والغاز في الولاية.

وعرفت بيتسبرغ عاصمة الولاية باسم "مدينة الصلب" لدورها المحوري في تاريخ صناعة الصلب في الولايات المتحدة، إلا أن هذه الصناعة تراجعت في الولاية في أواخر القرن الـ20، مما أدى إلى تسريح أعداد كبيرة من عمال الياقات الزرقاء بالتزامن مع نقل عدد من الشركات مقراتها إلى خارج المدينة.

وعطفاً على هذا التحول، بدأت مدينة بيتسبرغ في التسعينيات التركيز على قطاعات التقنية والرعاية الصحية والتعليم، وتعد موطناً لأكبر مقدمي الخدمات الطبية، وتحتضن 68 كلية وجامعة، و10 شركات من قائمة "فورتشن". كما تحتضن المدينة المقار الرئيسة للوكالة الفيدرالية للدفاع السيبراني، وهندسة البرمجيات والروبوتات وأبحاث الطاقة والبحرية النووية.

تنوعها

تعد بنسلفانياً حاضنة لمجموعات عرقية وثقافية متنوعة، أكبرها البيض الذين يمثلون 74.5 في المئة من السكان، يليهم السود بنسبة 10.4 في المئة، ثم اللاتينييون بنسبة سبعة في المئة، والآسيويون الذي يمثلون 3.61 في المئة من إجمالي السكان.

 كما تحتضن الولاية مجتمعات مسيحية محافظة مثل الأميش في منطقة لانكستر، إذ يسكنها أكبر مجتمع لهم في البلاد. وعلى رغم أن الأميش لا يشاركون بكثافة في الانتخابات إلا أن الجمهوريين استهدفوا جذبهم أخيراً، ويرون أنهم أكثر تقبلاً لسياساتهم كونها تحد من تدخل الحكومة وتعزز الحرية الدينية.

المزيد من تقارير