ملخص
وجد باحثون سينمائيون أن أفلام الرعب الأولى وشخصياتها نبعت جميعها من مخيلة الأدب الكلاسيكي لذلك كان من أهم شخصيات الرعب في بداية السينما دراكولا وفرانكشتاين والمومياء والرجل الذئب والزومبي
بعد فترة الثمانينيات من القرن الـ20، أسهم العلم في انتشار أفلام الرعب واستمرارية نجاحها الساحق، وحدث ذلك بعدما ظن كثيرون أن سحر هذه الأفلام سينتهي تماماً بعد اكتشاف الجمهور لمعظم الخدع السينمائية التي نفذت من خلالها المشاهد قديماً، وظهرت دراسات علمية لجامعات ومراكز أبحاث غربية مرموقة أكدت فكرة فائدة مشاهدة أفلام الرعب من جوانب صحية، خصوصاً للمرأة والطفل.
وبذلك دخلت أفلام الرعب مرحلتها الناجحة الثانية وهي الأفلام المثيرة وغير المخيفة، ووصل الأمر مع هذه المرحلة إلى ذروته، تزامناً مع ظهور دراسات علمية حديثة وصفت أفلام الرعب بأنها طريقة غير مباشرة لوضع الإنسان، خصوصاً المرأة والطفل، في حال عصبية إيجابية تفيد في حرق الدهون أو تحويل الغذاء إلى طاقة من خلال عملية الأيض ومن دون حاجة إلى الحركة أو تدخل الأوكسجين في هذه العملية.
عوالم الرعب
الوحدة والمنزل والسحر والشعوذة هي من أهم العوالم التي تسلل الرعب من خلالها إلى الواقع قديماً وحديثاً، وبعد عام 1985 تولى العلم مهمة تفكيك عوالم الرعب ليضعها في سياقها المعرفي الصحيح، إذ ظهرت دراسات كثيرة شجعت على مشاهدة أفلام الرعب بوصفها آلية لتجهيز الإنسان للشعور بالرعب في الواقع، وبذلك انتهت فترة خروج الناس من المسرح أو دور السينما وهم يتنفسون الصعداء بعد انتهاء مشاهدة أفلام الرعب.
فترة الأدب الكلاسيكي
وجد باحثون سينمائيون أن أفلام الرعب الأولى وشخصياتها نبعت من مخيلة الأدب الكلاسيكي، لذلك كان من أهم شخصيات الرعب في بداية السينما، دراكولا وفرانكنشتاين والمومياء والرجل الذئب والزومبي.
ومع انتهاء مرحلة الأدب الكلاسيكي، استمرت تلك الشخصيات ولكنها تطورت كثيراً، تزامناً مع دخولنا فترة الأدب العلمي، مما عرف سينمائياً بأفلام "الخيال العلمي".
دور العلم
أكد العلم أن عامل التشويق والإثارة هو الدافع الأول أو الرئيس لمشاهدة أفلام الرعب، وجاء في دراسة نشرت في صحيفة "تايمز" الهندية عام 2011 أن مشاهدة أفلام الرعب يمكن أن تكون جيدة لصحة المرأة النفسية والدماغية لأن الدماغ يتعامل مع مشاهدة أفلام الرعب بوصفها فترة تأهب موقتة لا تزيد على نصف الساعة.
المرأة وأفلام الرعب
وذهب العلم في دراسة موضوع المرأة وأفلام الرعب أبعد من ذلك في الحقيقة، فوفقاً للموسوعة العلمية الأوروبية، ظهرت دراسات لعلماء من جامعة وستمنستر البريطانية تؤكد أن مشاهدة أفلام الرعب تساعد على حرق الدهون، إذ تحرق المرأة 200 سعرة حرارية أو ما يعادل قطعة شوكولاتة في الساعة الواحدة، بناءً على نظرية التحفيز المخيف للجسم أو فكرة المشاهدة المفاجئة التي تدفع الجهاز العصبي إلى التفاعل معها عبر المحاربة أو الفرار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بعد ذلك، نشرت دراسات أخرى أكدت أن مشاهدة أفلام الرعب تحفز الدماغ على إطلاق مواد كيماوية من بينها الدوبامين أو ما يعرف بـ"هرمون السعادة".
تحذيرات
في المقابل، لفت متخصصون إلى أخطار عدة تترتب على تلك المشاهدة، من ضمنها أن مشاهدة أفلام الرعب تجعل الحواس تعتاد على العدوان وتخرب الحس الطبيعي للتعامل مع مواقف الخوف، بينما أوضح علماء من جامعة لندن أن هذه الأفلام يمكن أن تشجع على حدوث تخثر الدم.
مرحلتان
ويمكن القول إن مفعول أفلام الرعب بوصفها مادة مثيرة ومخيفة اختص بها عالم الكبار، تحديداً الرجال، واستمر ذلك حتى ثمانينيات القرن الـ20، فبدأت مرحلة جديدة من مراحل أفلام الرعب المثيرة وغير المخيفة، وكان من أهم علامات المرحلة الجديدة وصول أو انتقال متعة مشاهدة أفلام الرعب إلى عالم المرأة ثم إلى عالم الأطفال، تحديداً عبر ألعاب الفيديو، مما حقق استمرار نجاح أفلام الرعب حتى يومنا هذا.
أفلام الرعب والأطفال
عام 2013، بدأت مرحلة انتشار ألعاب الـ"زومبي" للأطفال عبر أجهزة حديثة مزودة بأنظمة "أندرويد"، وكانت لعبة "النباتات ضد الـ’زومبي‘" لشركة "إلكترونيك آرتس" من أشهر تلك الألعاب، لكن تاريخ أفلام الرعب للأطفال بدأ حقيقة قبل ذلك بكثير من خلال أفلام مثل "قصة لا تنتهي" عام 1984 وهي حكاية عن الوحدة التي عاناها الفتى "باريت أوليفر"، ثم فيلم "العودة إلى أوز" عام 1985عن قصة الطفلة "دوروثي" التي تعاني الأرق والحزن بسبب مغادرة أرض أوز السحرية، مروراً بفيلم "كورالاين" عام 2009، لتبلغ هذه الأفلام ذروتها مع فيلم للمخرج إيلي روث عام 2018 وهو فيلم رعب خيال أميركي أدى بطولته كل من جاك بلاك وكايت بلانشيت، وجاء تحت عنوان "المنزل ذو الساعة على الجدار".