ملخص
شن الجيش الإسرائيلي اليوم مجموعة من أعنف الغارات خلال ساعات النهار على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد أن استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي أي وقف لإطلاق النار في لبنان حتى تتحقق أهداف إسرائيل.
قتل ثمانية أشخاص على الأقل اليوم الثلاثاء في غارة إسرائيلية على قرية تقع شرق العاصمة بيروت، وفق ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية، في وقت أعلنت الشرطة الإسرائيلية في منشور على "إكس" مقتل شخصين اليوم في نهاريا بشمال إسرائيل بعد استهداف مبنى سكني.
في لبنان، قالت وزارة الصحة في بيان إن "غارة العدو الإسرائيلي على بعلشميه أدت في حصيلة أولية إلى سقوط ثمانية" قتلى وإصابة اثنين بجروح.
وأفاد من جهته المصدر الأمني عن "غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً" في بعلشميه بقضاء عاليه الجبلي البعيد عن الحدود مع إسرائيل والذي نادراً ما يستهدف، مشيراً إلى أن "المنزل يقطنه نازحون من بينهم عدد من النساء والأطفال".
وتشنّ إسرائيل بين الحين والآخر غارات عنيفة على بلدات وقرى تقع خارج معاقل "حزب الله" تستهدف سيارات أو أفراداً أو شققاً سكنية. وتحدثت تقارير مرات عدة عن ارتباط الأهداف بالحزب. ويثير ذلك حساسيات وارتياباً وتوترات في المناطق التي يريد سكانها أن يبقوا في منأى من الحرب.
سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية
وشن الجيش الإسرائيلي اليوم مجموعة من أعنف الغارات خلال ساعات النهار على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد أن استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي أي وقف لإطلاق النار في لبنان حتى تتحقق أهداف إسرائيل.
وارتفعت أعمدة الدخان فوق بيروت مع وقوع نحو 12 غارة على الضاحية الجنوبية. وجاءت الاستهدافات بعد تحذير نشره متحدث باسم الجيش الإسرائيلي على منصات التواصل الاجتماعي حدد فيه 12 موقعاً في الضاحية قال إن الجيش "سيعمل ضدها... بقوة على المدى الزمني القريب". وحذر المتحدث السكان من أنهم موجودون قرب منشآت تابعة لـ"حزب الله".
وقالت مصادر أمنية إن الغارات التي شُنت اليوم أدت إلى تدمير 15 مبنى في الضاحية الجنوبية، ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات نتيجة الضربات في بيروت.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية لا سيما حارة حريك وبئر العبد.
وقبل البدء بشنّ الغارات، سُمع إطلاق النار في الهواء لتنبيه السكان لضرورة الإخلاء، حسبما أفاد شهود عيان.
في البقاع (شرق)، استهدفت غارات وصفت بالعنيفة بلدات عدة ولا سيما الهرمل حيث دمّرت منزلاً، وقد هرعت سيارات الصليب الأحمر اللبناني والهيئة الصحية إلى المكان، وأفيد عن وقوع إصابات.
جنوباً، شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات مستهدفاً بلدات كفرا، الصوانة، الطيري.
كما تعرّضت أطراف بلدتي ياطر وزبقين (جنوب) لقصف مدفعي بالقذائف الفوسفورية الحارقة، ما أدى إلى نشوب حرائق، ترافق ذلك مع قصف مدفعي من عيار 155 ميليمتراً، وسط تحليق كثيف للطيران المسيّر والحربي في أجواء القطاع الغربي في قضاء صور.
ميدانياً أيضاً، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، على منزل في بلدة دبعال - صور، ما أدى الى تدميره وسقوط قتلى وعدد من الإصابات، بحسب "الوكالة الوطنية للإعلام".
واستمرت الغارات الإسرائيلية على قرى عدة في قضاءي صور وبنت جبيل، واستهدفت بلدات الطيري، حداثا، صديقين، صريفا، الحنية، المنصوري، رشاف، مجدل سلم، جبال البطم، كفرا، المعلية، أطراف مدينة صور، العباسية، على الطريق الرابط بين بلدتي صريفا وأرزون ما أدى إلى قطعها وتدمير مبنى من ثلاث طبقات.
قتيلان في شمال إسرائيل
وفي إسرائيل،أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية اليوم مقتل شخصين في مدينة نهاريا في شمال إسرائيل بعد إطلاق مقذوفات من لبنان. وقال مسعف في نجمة داوود الحمراء إن "صاروخاً سقط على مستودع... أجرينا فحوصات طبية لرجلين (في الأربعينيات من العمر) كانا فاقدين للوعي ويعانيان من إصابات خطيرة... وللأسف كانت إصاباتهما خطيرة للغاية وبعد الفحوصات تعين علينا إعلان وفاة كليهما".
دوت اليوم صفارات الإنذار في تل أبيب الساحلية وسط البلاد في أعقاب إطلاق مقذوفات من لبنان، وفق ما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "سماع صفارات الإنذار في مناطق عديدة وسط إسرائيل بعد إطلاق مقذوفات من لبنان". وأضاف في بيان لاحق، "اعترض سلاح الجو الإسرائيلي ثلاثة مقذوفات أطلقت من لبنان".
وفي شمال إسرائيل، قال الجيش إن الناس اضطروا إلى الاختباء بعد إطلاق طائرات مسيرة هجومية من لبنان. وقال عمال الإنقاذ إن إحدى الطائرات أصابت ساحة روضة أطفال في أحد ضواحي حيفا، إذ نُقل الأطفال إلى مخبأ، مما يعني عدم إصابة أي منهم. وأظهرت لقطات تلفزيونية أضراراً بالمبنى.
قتلى في غارة على بلدة بشمال لبنان
وكانت وزارة الصحة اللبنانية أعلنت أن غارة إسرائيلية الإثنين على بلدة في منطقة عكار في أقصى شمال البلاد أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص في الأقل، في هجوم يعد واحداً من الأكثر بعداً من الحدود اللبنانية - الإسرائيلية منذ بدء الحرب بين إسرائيل و"حزب الله".
وأفاد مصدر أمني وكالة الصحافة الفرنسية بأن المبنى الذي دمرته الغارة كانت تقطنه عائلة نازحة من جنوب لبنان، مشيراً إلى أن الشخص المستهدف هو أحد أفرادها وهو عضو في "حزب الله".
وجاء في بيان وزارة الصحة اللبنانية أن الغارة الإسرائيلية على بلدة عين يعقوب - عكار أدت في حصيلة أولية إلى سقوط ثمانية قتلى وإصابة 14 آخرين بجروح.
لكن رئيس بلدية عين يعقوب، ماجد درباس، قال إن 14 شخصاً في الأقل قُتلوا وأصيب 15 آخرون في الغارة الإسرائيلية على البلدة.
وذكر درباس لـ"رويترز" أن الهجوم استهدف مبنى يقيم فيه 30 شخصاً منهم لاجئون سوريون. وأضاف أن بعض الأشخاص لا يزالون محاصرين تحت الأنقاض.
ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، قال الجيش الإسرائيلي إن الغارة استهدفت "إرهابياً في (حزب الله)" وإن الصاروخ المستخدم فيها إنما كان الهدف منه تجنب إلحاق الضرر بمدنيين.
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أفادت بأن "غارة معادية استهدفت منزلاً في بلدة عين يعقوب" في محافظة عكار، وهي منطقة حرجية وجبلية نائية ذات غالبية من المسلمين السنة ومن المسيحيين.
وأكد رئيس اتحاد بلديات المنطقة التي تتبع إليها القرية روني الحاج أن الغارة استهدفت "منزلاً من طابقين يقطنه نازحون"، مضيفاً أن هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها هذه المنطقة البعيدة أكثر من 100 كيلومتر عن حدود لبنان الجنوبية.
وقال المسؤول المحلي إن "عملية رفع الأنقاض لا تزال مستمرة". وأفاد سكان قرية مجاورة بسماع دوي انفجار قوي وصوت سيارات الإسعاف.
ضربات إسرائيلية
وفيما تتواصل الضربات الإسرائيلية على لبنان، أعرب وزيرا الدفاع والخارجية الإسرائيليان الإثنين عن موقفين متعارضين في شأن وقف إطلاق النار.
وأشار وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إلى "بعض التقدم" في اتجاه التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي هجوماً عسكرياً كبيراً ضد "حزب الله" اعتباراً من سبتمبر (أيلول) الماضي.
وقال ساعر رداً على سؤال حول آفاق مثل هذه الهدنة "حصل بعض التقدم"، مضيفاً خلال مؤتمر صحافي في القدس "نعمل على الموضوع مع الأميركيين".
لكن وزير الدفاع يسرائيل كاتس الذي تولى أيضاً المنصب هذا الأسبوع، قال في منتدى لكبار الجنرالات العسكريين إنه "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار ولن يكون هناك توقف في الضربات ضد مقاتلي (حزب الله)".
غير أنه أضاف "إذا ظهرت الإمكانية وتم تقديم اقتراح جيد يسمح لنا بإعلان النصر... فسننظر إليه بالتأكيد على محمل الجد".
ومنذ أواخر سبتمبر، كثفت إسرائيل ضرباتها الجوية وبدأت عمليات برية في لبنان، بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود مع "حزب الله".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
منع الحزب من إعادة التسلح
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هدف العملية يتمثل في دفع "حزب الله" إلى خلف نهر الليطاني. كما تهدف العملية إلى منع الحزب من إعادة التسلح.
وشدد ساعر الإثنين على أهداف إسرائيل وقال إن بلاده "مستعدة" لوقف إطلاق النار إذا لم يكن "حزب الله" على حدود البلاد ولن يكون قادراً على إعادة تسليح نفسه بالأسلحة "التي تأتي من سوريا ومن البحر ومن المطار".
وقال إن إسرائيل تريد التأكد من أي وقف لإطلاق النار سيمنع "حزب الله" من محاولة بناء قدرات جديدة لمهاجمة بلاده. وأضاف "التحدي الرئيس في نهاية المطاف سيكون فرض ما سيُتفق عليه".
وتدارك "نريد أن نعيد مواطنينا إلى ديارهم سالمين، وإذا استوفينا الشروط المناسبة فسنكون هناك، في هذا الوقت تستمر عملية جيش الدفاع قرب حدودنا".