ملخص
قالت ثماني منظمات إغاثة دولية إن إسرائيل لم تلب المطالب الأميركية المتعلقة بتحسين وصول المساعدات، وقال خبراء في مجال الأمن الغذائي إن المجاعة باتت وشيكة على الأرجح في أجزاء من غزة.
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصحافيين اليوم الأربعاء إن الولايات المتحدة تريد هدناً حقيقية وممتدة في قطاع غزة، حتى يتسنى توصيل المساعدات إلى المحتاجين إليها، لكنه ذكر أن أفضل سبيل لمساعدة الناس هو إنهاء الحرب.
وأضاف لصحافيين خلال زيارة إلى بروكسل "لقد حققت إسرائيل، وفق معاييرها، الأهداف التي وضعتها لنفسها، يجب أن يكون هذا هو الوقت المناسب لإنهاء الحرب".
هجمات وقتلى
ميدانياً، شنت القوات الإسرائيلية هجمات، اليوم الأربعاء، أسفرت عن مقتل 22 فلسطينيا على الأقل في أنحاء غزة وكثفت عمليتها العسكرية في بيت حانون بالشمال لتجبر معظم السكان المتبقين على المغادرة.
وقال سكان إن القوات الإسرائيلية حاصرت الأماكن التي تؤوي الأسر النازحة والسكان المتبقين، الذين قدّر البعض عددهم ببضعة آلاف، وأمرتهم بالتوجه جنوباً عبر نقطة تفتيش تفصل بلدتين ومخيماً للاجئين في الشمال عن مدينة غزة. وأضاف سكان ومسعفون فلسطينيون أن القوات الإسرائيلية احتجزت الرجال لاستجوابهم في حين سمحت للنساء والأطفال بالمضي قدما في طريقهم نحو مدينة غزة.
تعهدات
أميركياً، قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة حصلت على تعهدات جديدة من إسرائيل خلال اليومين الماضيين بشأن الوضع في غزة.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن الولايات المتحدة تريد أن ترى تلك التعهدات تُنفذ لمواصلة العمل على قضايا منها المساعدات الإنسانية وضمان الدفاع عن إسرائيل ضد الهجمات الإيرانية والعمل على جهود وقف إطلاق النار والتوصل لاتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة، أو التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان.
تقاعس عن توصيل المساعدات في غزة؟
واليوم، رفضت إسرائيل اتهامات وجهتها لها ثماني منظمات إغاثة دولية، من بينها "أوكسفام" و"أنقذوا الأطفال"، بالتقاعس عن تلبية المطالب الأميركية لتحسين الوضع الإنساني في غزة.
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، الفرع التابع للجيش الإسرائيلي الذي ينسق المساعدات الإنسانية إلى غزة، إن المنظمات الإنسانية لم تنسق مع الجيش أو تطلب معلومات منه قبل تقديم تقريرها، وبالتالي توصلت إلى استنتاجات تستند إلى "معلومات جزئية".
وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان أنه "يعتزم مواصلة جهده الدؤوب لتحسين الوضع الإنساني في القطاع خلال الصراع المستمر".
المحكمة الجنائية الدولية
على صعيد آخر، شككت إسرائيل في حيادية قاضية بالمحكمة الجنائية الدولية ضمن الهيئة التي ستقرر ما إذا كان ينبغي إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ومن الممكن أن يؤدي هذا التشكيك إلى المزيد من التأخر في اتخاذ القرار في ما يتعلق بطلب قدمه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لإصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك يوآف غالانت وثلاثة من قادة حركة "حماس"بسبب حرب غزة.
ويستلزم تنفيذ طلب إصدار مذكرات الاعتقال موافقة قضاة المحكمة الجنائية الدولية، لكن القرار تأخر لأسباب منها جولات عدة من الطعون التي قدمتها إسرائيل في اختصاص المحكمة.
ومن أسباب التأخير أيضاً، طلبت القاضية الرومانية يوليا موتوك الشهر الماضي، لأسباب صحية، ترك هيئة القضاة المكونة من ثلاثة أعضاء والتي تنظر في الطلب المتعلق بإصدار أوامر الاعتقال. وتم اختيار القاضية السلوفينية بيتي هولر لتحل مكانها.
ولا توجد مهل زمنية محددة للمحكمة، لكنها استغرقت في العموم نحو ثلاثة أشهر للبت في طلبات أوامر الاعتقال في قضايا سابقة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إحلال السلام
ودعم الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل بقوة منذ أن شن مسلحون بقيادة حركة "حماس" هجوماً في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل، التي تقول إنه تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة.
وتنتهي ولاية بايدن في يناير (كانون الثاني)، وسيخلفه دونالد ترمب العائد مجدداً للبيت الأبيض.
ومنذ أكتوبر 2023 قتل في غزة أكثر من 43500 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، ونزح مليونا شخص وتحول جزء كبير من القطاع إلى أنقاض.
وأيد ترمب، وهو داعم قوي لإسرائيل، بشدة هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتمثل في القضاء على "حماس"، ووعد بإحلال السلام في الشرق الأوسط، لكنه لم يذكر كيف سيحقق ذلك.