Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ينتظر كاتس دعم ترمب لضرب النووي الإيراني؟

يسعى إلى تأجيج نيران الحرب في المنطقة خارج الجهود الدولية المبذولة لإخمادها

تصريحات كاتس حول استهداف النووي الإيراني أثارت غضب بايدن (أ ف ب)

ملخص

اليوم وبعد أن دخلت طهران وتل أبيب إلى مرمى الحرب بهجمات متبادلة بينهما، تحاول إسرائيل استغلال وقت تنتظر فيه رد إيران عليها بتوجيه ضربة استباقية، على رغم أن طهران أعلنت تأجيل الرد إلى ما بعد وصول ترمب إلى البيت الأبيض.

لم ينتظر وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس مغادرة الإدارة الحالية البيت الأبيض ونقل الرئاسة إلى دونالد ترمب حتى أدخل الملف النووي الإيراني إلى أجندة خطط وزارته والمؤسسة العسكرية، بعد أقل من 48 ساعة من تسلمه المنصب الجديد بدلاً من يوآف غالانت الذي أقاله رئيس الحكومة الإسرائيلية لمواقفه المعارضة لقراراته وتوجهه نحو إنهاء الحرب، ورفضه توجيه ضربة إسرائيلية ضد النووي الإيراني.

الوزير كاتس الذي لا تربطه أية تجربة سابقة بالجانب الأمني والعسكري تحول في أول لقاءين له مع قيادة الجيش وقبل مرور أسبوع على تعيينه، إلى وزير يسعى إلى تأجيج نيران الحرب في المنطقة خارج الجهود الدولية المبذولة لإخمادها، بل وصل إلى تحدي النووي الإيراني وهو أخطر الملفات التي شهدت نقاشات إسرائيلية – أميركية ودولية عقيمة خلال حرب طوفان الأقصى.

وفي لقائه الأول استمد يسرائيل كاتس قوة تهديده بضرب النووي الإيراني بعد تعيين الرئيس القادم دونالد ترمب وزير دفاع إدارته الجديدة بيت هيغسيث مقدم البرامج في شبكة "فوكس نيوز"، والشخصية التي تشجع على ضرب النووي الإيراني وعدم التوصل إلى اتفاق مع إيران. وبتعيينه يحقق لحكومة نتنياهو ووزير دفاعها الجديد كاتس الذي كما وصفه كثر "الناطق بلسان وأفكار نتنياهو"، طموح القضاء على النووي الإيراني، بل إنه حلم نتنياهو الذي لم يترك منصة محلية ودولية إلا وعرض خرائط المفاعل النووي الإيراني وتقارير الاستخبارات الإسرائيلية وصور الأقمار الاصطناعية ليعلن للعالم أن هذا الخطر ليس فقط على إسرائيل إنما على العالم بأكمله.

اليوم وبعد أن دخلت طهران وتل أبيب إلى مرمى الحرب بهجمات متبادلة بينهما، تحاول إسرائيل استغلال وقت تنتظر فيه رد إيران عليها بتوجيه ضربة استباقية، على رغم أن طهران أعلنت تأجيل الرد إلى ما بعد وصول ترمب إلى البيت الأبيض.

"إيران أكثر عرضة من أي وقت مضى لضرب منشآتها النووية، والحكومة الإسرائيلية تضع هذا الهدف في أولوياتها لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وإزالة الخطر الوجودي الذي يتهدد إسرائيل".

بهذه الكلمات، وفي ذروة الجهود التي يبذلها وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر في واشنطن للتوصل إلى تسوية مع لبنان راح كاتس يصرح ويهدد، لتدخل تصريحاته حول الملف النووي الإيراني إلى سياق مناقشات ديرمر في واشنطن، وهي تصريحات أثارت غضب إدارة بايدن الذي سبق ووعدته حكومة نتنياهو بعدم توجيه أية ضربة ضد المفاعل النووي الإيراني، لكن يؤكد مطلعون على مخططات الحكومة الإسرائيلية ضد المشروع النووي ونياتها أن "شيئاً لن يردع إسرائيل، بل إن إدارة ترمب ونظير كاتس الأميركي سيقدمان كل دعم وتشجيع لتحقيق هذه الضربات".

السايبر أهداف أولية

الضربة الإسرائيلية الأخيرة على إيران شملت أيضاً أهدافاً نووية لم يعلن عنها بعد تنفيذ الهجوم الإسرائيلي، وبحسب ما كشفت جهات إسرائيلية فإن تل أبيب تمكنت بهجمات سايبر من إحباط نشاطات نووية في إيران، وحتى اللحظة فإن إسرائيل تمتلك القدرة الأكبر لضرب النووي في مجال السايبر أو توجيه ضربات لمختبرات عينية.

وبحسب خبراء وعسكريين فإن وضعية سلاح الجو الإسرائيلي الحالي وبعد أكثر من عام على حرب "طوفان الأقصى"، في مقابل امتناع الإدارة الأميركية من نقل كل ما اتفق حوله من صفقات أسلحة، تشكل عائقاً أمام قدرته على استهداف النووي الإيراني، ويؤكد العسكريون والخبراء في المجال النووي أن إسرائيل وحدها ومهما امتلكت من قدرات جوية وعسكرية غير قادرة على مهاجمة النووي الإيراني، وهو ما يجعل التركيز على جانب السايبراني وتكرار وسائل هجمات سابقة كانت قد شنتها إسرائيل ضد أهداف نووية إيرانية، مثل هجوم "ستوكسينت" السايبراني الشهير عام 2010، أو إضعاف قدرة إيران من استكمال جهودها لتخصيب اليورانيوم والوصول إلى قنبلة نووية عبر عمليات اغتيال علماء، كما سبق واغتالت عديداً منهم وأشهرهم محسن فخري زادة قبل أربعة أعوام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

توجيه ضربات هجومية للنووي الإيراني يتطلب نوعيات معينة وبخاصة من القنابل والطائرات وبكميات كبيرة جداً وهذه لا تملكها إسرائيل، وتحديداً القنابل الأميركية من نوع "جي بي يو 57 أي بي" وهي الوحيدة القادرة على تدمير أهداف بعمق كبير ومحصنة. وبحسب تقارير أجنبية وإسرائيلية حول هذه القنبلة فإنها تزن نحو 14 طناً وطولها ستة أمتار وتعتمد على النظام العالمي GPS لتحديد المواقع، وقادرة على اختراق 61 متراً من الخرسانة المسلحة و12 متراً من الصخور الصلبة.

إسرائيليون يخشون بعد تسلم وزير الدفاع الأميركي الجديد مهامه نقل هذه القنابل إلى إسرائيل، وهذا ما ينتظره نتنياهو وكاتس اللذان يتوقعان أيضاً دعماً أميركياً للطائرات النوعية والخاصة التي تحمل هذه القنابل والمعروفة باسم "قاذفة الشبح الأميركية"، وإن كانت القوات الجوية الأميركية وحدها قادرة على تفعيلها وفق ما جاء في تقرير إسرائيلي حول الموضوع.

ونقل التقرير الإسرائيلي عن بحث سابق أعدته دائرة أبحاث الكونغرس الأميركية حول ضرب النووي الإيراني أن العائق الآخر لضربة عسكرية هو مشاركة ما لا يقل عن 100 طائرة لضرب أهداف متسلسلة، وفي هذا الجانب فإن إسرائيل إذا ما قررت توجيه الضربة فهي بكل الأحوال تحتاج إلى دعم أميركي.

كاتس الذي ينتظر أول لقاء له بنظيره الأميركي الجديد بعد دخول الجمهوريين إلى الإدارة الأميركية يتوقع تعاوناً كبيراً، لكن حتى ذلك الوقت تكثف إسرائيل جهودها لعمليات سايبرانية. ويرى خبراء أن حكومة نتنياهو قد تستغل استمرار حرب طوفان الأقصى وانشغال وكلاء إيران فيها لمنع رد قاس على إسرائيل في حال أن بعض هذه الهجمات ألحقت أضراراً كبيرة بالنووي الإيراني.

لتكن ضربة نووية

الرئيس السابق لوحدة استطلاع هيئة أركان الجيش الإسرائيلي عومر بارليف يقول إن "إسرائيل لا تحتاج إلى ضربة استباقية وتكتيكية أو رد على أي هجوم إيراني متوقع وإن كان بعد وصول ترمب، إنما في حاجة إلى ضربة استراتيجية وهي ضربة موجهة ضد النووي الإيراني"، لكنه أكد هو الآخر أن إسرائيل وحدها غير قادرة على هذه الضربة وأيضاً من غير الواضح إذا ما كانت الإدارة الأميركية برئاسة ترمب ستقدم هذا الدعم.

وبحسب بارليف "إذا وجهت إسرائيل ضربة استباقية وإن هاجمت بصورة واسعة بنى تحتية عسكرية ومدنية فستكون إيران ملزمة بالرد، وإسرائيل ستجد نفسها في نوع آخر من حرب الاستنزاف الطويلة المضرة والخطرة، لهجمات وهجمات مضادة، وعليه فإن الموضوع الوحيد الذي ينبغي أن يكون على الطاولة هو الهدف الاستراتيجي أي البرنامج النووي الإيراني".

بارليف الذي لا يختلف بتفكيره وسياسته عن نتنياهو وكاتس يعتقد أن الوقت اليوم متاح للقضاء على التهديد الوجودي الوحيد على دولة إسرائيل، النووي الإيراني، ويقول إن "الحكومة والجيش ملزمان بالتركيز على هذا فحسب. بصورة استراتيجية شاملة وليس بصورة تكتيكية".

لكن بارليف يستدرك قائلاً "المتفق عليه في أوساط معظم العاملين في المهنة أنه لأجل إلحاق ضرر ذي مغزى بالقدرة النووية لإيران هناك حاجة إلى تعاون وثيق مع الولايات المتحدة، وعلى رغم أنه من غير الواضح إذا ما كانت الإدارة الأميركية المقبلة ستفضل الانضمام إلى هجوم على منشآت النووي في إيران، لكن واجب على إسرائيل أن تحاول هذا".

خطوة متهورة

أصوات مقابلة رفضت حتى هجمات السايبر الإسرائيلي لمواجهة النووي الإيراني، وحذرت من خطوات إسرائيلية متهورة تجاه إيران، وليس فقط النووي، وهي تستبعد دعماً أميركيا ليس فقط لضربة على طهران بل في ما يخص المساعدات العسكرية بعد أن وضع ترمب الداخل الأميركي في أولوياته.

رئيس حزب "الديمقراطيون" جنرال احتياط يائير غولان يتوقع عدم تحقيق ما يخطط له نتنياهو وكاتس من دعم أميركي مستقبلي لمواجهة النووي الإيراني، وبأن إسرائيل ستبقى وحدها في هذه الجبهة غير قادرة عليها من دون دعم خارجي، وتحديداً الأميركي.

وبتوقعات غولان فإن إيران ستضع ترمب أمام تحديات صعبة سواء بتسريع المشروع النووي أو مواصلة إطلاق الصواريخ والتدخل في ساحات مختلفة، ويقول "ما يتضح أن ترمب يمكنه إجراء مفاوضات مع إيران من موقف قوة، لكن ما هو مشكوك فيه موافقة إيران على اتفاق نووي جديد بعد انسحاب ترمب من الاتفاق السابق".

ومن المشكوك فيه أيضاً بحسب غولان ما إذا كانت إيران ستخشى من هجوم عسكري، وهي التي تدرك تحفظ ترمب من التدخل العسكري في ما وراء البحار. وبرأيه فإن ترمب سيبقى فقط مع العقوبات الاقتصادية كوسيلة سياسية، وإسرائيل يمكن أن تجد نفسها تقف وحيدة أمام إيران، من دون الدعم والتعاون الاستراتيجي لبايدن، لكن ستكون لها حرية العمل.

المزيد من تقارير