ملخص
كثفت القوات الروسية أخيراً هجماتها على جنوب أوكرانيا. ومنذ أشهر والسلطات الأوكرانية تطلب من حلفائها الغربيين تزويدها مزيداً من أنظمة الدفاع الجوي لصد الهجمات الروسية.
أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشار الألماني أولاف شولتز اليوم الجمعة محادثة "صريحة" في اتصال هاتفي بـ"مبادرة" من برلين في شأن النزاع في أوكرانيا، كما أعلن الكرملين في بيان. وجاء في البيان الروسي، أنه "جرى تبادل وجهات النظر بصورة مفصلة وصريحة حول الوضع في أوكرانيا".
وأعلن الكرملين أن بوتين أبلغ شولتز أن أي اتفاق محتمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا، يجب أن يعكس "الواقع الجديد على الأرض".
وذكر الكرملين في بيان إثر أول اتصال هاتفي بين بوتين وشولتز منذ سنتين تقريباً أن "الاتفاقات المحتملة يجب أن تأخذ في الاعتبار المصالح الأمنية لاتحاد روسيا، وتنطلق من الواقع الجديد على الأرض، والأهم من ذلك معالجة الأسباب الجذرية للنزاع".
تنديد أوكراني
في المقابل، نددت أوكرانيا بالاتصال الهاتفي بين شولتز وبوتين، معتبرةً أنه بمثابة "محاولة تهدئة" إزاء موسكو.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية غيورغي تيخي في بيان إن الأحاديث مع بوتين "لا تمثل في ذاتها أي قيمة مضافة للتوصل الى سلام عادل"، داعياً الى "أفعال ملموسة وقوية تجبره على السلام، وليس (الى وسائل) إقناع ومحاولات تهدئة".
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر تلغرام "هذا بالضبط ما يريده بوتين منذ وقت طويل. من الأهمية بمكان بالنسبة إليه إضعاف عزلته وعزلة روسيا وإجراء مفاوضات عادية لن تفضي الى شيء".
وأكد زيلينسكي أنه أُبلغ مسبقاً من جانب المستشار الألماني بأنه يستعد للتحدث إلى بوتين.
وأضاف "نريد أن نحذركم: لن يكون هناك +مينسك 3+. نحتاج الى سلام حقيقي"، في إشارة الى اتفاق محتمل يتيح تجميد النزاع.
يُذكر أن اتفاقات مينسك-1 ومينسك-2 وُقعت في سبتمبر (ايلول) 2014 وفبراير (شباط) 2015 بين كييف والانفصاليين الموالين لموسكو والذين استولوا على أراض شاسعة في شرق أوكرانيا.
وأدت هذه الاتفاقات مراراً الى وقف إطلاق النار من دون أن يتم احترامه تماماً على خط الجبهة، ولم تنجح في إنهاء النزاع بين كييف والانفصاليين، وذلك قبل أن تبدأ الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير 2022.
هجوم روسي
من جهة أخرى، قال الجيش الأوكراني، اليوم الجمعة، إنه أسقط 25 طائرة مسيرة من أصل 29 وصاروخاً واحداً من صاروخين موجهين من طراز "كيه.إتش-69/59" خلال هجوم شنته روسيا الليلة الماضية.
وقتل شخص واحد في الأقل بهجوم روسي "ضخم" خلال الليل في أوديسا بجنوب أوكرانيا، بحسب ما أفادت خدمات الطوارئ الأوكرانية في وقت باكر اليوم الجمعة.
وقالت خدمات الطوارئ على تطبيق "تيليغرام"، "تعرضت أوديسا مرة أخرى لهجوم واسع النطاق من العدو (...) وفق البيانات الأولية، لقي شخص واحد حتفه" وأصيب 10 آخرون بجروح، بينهم طفلان.
وقال حاكم منطقة أوديسا الأوكرانية أوليغ كيبر إن طائرات مسيرة روسية قصفت مبنى سكنياً ومنشآت للطاقة مساء أمس الخميس في مدينة أوديسا على البحر الأسود وبالقرب منها، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة اثنين في الأقل وتدمير محطة غلايات تستخدم لتزويد السكان بالتدفئة.
والمتوفاة "امرأة تبلغ 35 سنة كانت نائمة قرب نافذة"، وفق ما أوضح على "تيليغرام" رئيس بلدية هذا الميناء الرئيس على البحر الأسود غينادي تروخانوف. وتُظهر الصور التي نشرتها خدمات الطوارئ عمال إنقاذ يحاولون إطفاء حريق في مبنى مكون من ثلاث طبقات ويعتنون بامرأة مسنة.
وبحسب كيبر فإن "مبنى سكنياً في وسط أوديسا قد دمر، واشتعلت النيران في شقق سكنية، وتضررت أبراج ونحو 30 سيارة" نتيجة الهجوم. وتابع "في بعض المواقع اندلعت حرائق. كما تضرر خط الأنابيب الرئيس لإمدادات التدفئة. واضطرت إحدى محطات الغلايات في المدينة إلى الإغلاق".
وتولت أطقم الطوارئ التعامل مع آثار ما وصفه "بالهجوم الكبير". ونشرت وسائل إعلام غير رسمية على تطبيق "تيليغرام" مقطع فيديو لمبنى تشتعل فيه النيران، مع وقوف معدات لمكافحة الحرائق في مكان قريب.
وكان مسؤولون أوكرانيون والجيش حذروا من اقتراب طائرات مسيرة من أوديسا قبل الهجوم. وتم إلغاء حالة التأهب للتحذير من غارات جوية على المنطقة بعد نحو 40 دقيقة من صدورها.
وكثفت القوات الروسية أخيراً هجماتها على جنوب أوكرانيا، وتعمل خصوصاً على إلحاق الضرر بسفن مدنية في موانئ منطقة أوديسا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ليل 7 إلى 8 نوفمبر (تشرين الثاني)، قتل شخص واحد وأصيب تسعة آخرون في أوديسا عقب غارات أدت إلى اشتعال النيران في منازل ومستودعات، وفق خدمات الطوارئ.
منذ أشهر والسلطات الأوكرانية تطلب من حلفائها الغربيين تزويدها مزيداً من أنظمة الدفاع الجوي لصد الهجمات الروسية.
وقد حض رئيس مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو حلفاء كييف الغربيين على الدخول في مفاوضات مع موسكو إذا أرادوا وضع حد للهجمات على الأوكرانيين.
"السلام من خلال القوة"
قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها أمس الخميس إنه يأمل أن ينتهج ماركو روبيو المرشح لمنصب وزير الخارجية الأميركي سياسة "السلام من خلال القوة"، وسط تساؤلات حول كيفية تعامل الإدارة الجديدة مع الحرب في أوكرانيا.
وكتب سيبيها على منصة "إكس"، "تهانينا لماركو روبيو على ترشيحه لمنصب وزير الخارجية الأميركي رقم 72". وأضاف "أتطلع إلى العمل معاً، وتعميق الشراكة الاستراتيجية التي تعود بالمنفعة المتبادلة على أوكرانيا والولايات المتحدة، وتعزيز السلام من خلال القوة في أوكرانيا وحول العالم".
وسبق أن أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى "السلام من خلال القوة" في تهنئته لدونالد ترمب على انتخابه.
وقال روبيو في مقابلات أجريت معه في الآونة الأخيرة إنه يتعين على أوكرانيا السعي إلى التوصل إلى تسوية عبر المفاوضات بدلاً من التركيز على استعادة الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية.
وينتقد ترمب استمرار الرئيس الديمقراطي جو بايدن في تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا.