ملخص
تخشى أوكرانيا أن يضعف الدعم الأميركي لها فيما تواجه قواتها صعوبات على الجبهة، أو أن يفرض عليها اتفاق يتضمن التنازل عن مناطق لروسيا.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف يجب أن تفعل كل ما في وسعها لضمان انتهاء الحرب مع روسيا العام المقبل من خلال الدبلوماسية. واعترف زيلينسكي بصعوبة الوضع الميداني حالياً في شرق أوكرانيا وبأن روسيا تحرز تقدماً، وقال إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين غير مهتم بإبرام اتفاق سلام.
وذكر زيلينسكي أن القانون الأميركي يمنعه من مقابلة الرئيس المنتخب دونالد ترمب قبل تنصيبه في يناير (كانون الثاني)، وأضاف أنه لن يتحدث إلا مع ترمب نفسه وليس مع أي مبعوث أو مستشار. وأضاف "بصفتي رئيساً لأوكرانيا، لن أتعامل بجدية إلا مع محادثة مع رئيس الولايات المتحدة، مع احترامي لأي موفد ولأي شخص". وتابع "من جانبنا، يتعين أن نفعل كل شيء حتى تنتهي هذه الحرب العام المقبل، عبر السبل الدبلوماسية".
الحرب
وأعرب الرئيس الأوكراني عن اعتقاده بأن الحرب مع روسيا "ستنتهي بشكل أسرع" في ظل رئاسة دونالد ترمب، مشيداً باتصاله الهاتفي مع الجمهوري على رغم المخاوف من تراجع دعم واشنطن.
وقال في مقابلة مع وسيلة الإعلام الأوكرانية "سوسبيلني" إنه "من المؤكد أن الحرب ستنتهي بشكل أسرع مع سياسات الفريق الذي سيدير البيت الأبيض. هذا هو نهجهم، ووعدهم لمجتمعهم". وأضاف "الحرب ستنتهي، لكننا لا نعرف متى بالضبط". وأكد زيلينسكي أنه أجرى "تفاعلاً بناء" مع دونالد ترمب خلال محادثتهما الهاتفية بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتابع أن ترمب "سمع الأسس التي نعتمد عليها. ولم أسمع أي شيء يتعارض مع موقفنا".
وانتقد الرئيس الأميركي المنتخب إنفاق إدارة جو بايدن عشرات المليارات من الدولارات لدعم أوكرانيا منذ بداية الهجوم الروسي في فبراير (شباط) 2022، ووعد ترمب بحل هذا النزاع "خلال 24 ساعة" من دون أن يوضح الكيفية.
ووعد مجدداً "بالعمل بجدية شديدة في ما يتعلق بروسيا وأوكرانيا" لأن الحرب "يجب أن تتوقف".
وتخشى أوكرانيا أن يضعف الدعم الأميركي لها فيما تواجه قواتها صعوبات على الجبهة، أو أن يفرض عليها اتفاق يتضمن التنازل عن مناطق لروسيا.
شولتز يهاتف بوتين
أجرى المستشار الألماني أولاف شولتز اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة لأول مرة منذ ما يقرب من عامين في الوقت الذي يستعد فيه الزعيم الألماني لانتخابات مبكرة وتنتظر فيه أوروبا أخباراً عن خطة ترمب لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وفي مكالمة هاتفية سارع الرئيس الأوكراني بانتقادها، حث شولتز بوتين على سحب قواته من أوكرانيا والبدء في محادثات مع كييف من شأنها أن تفتح الطريق أمام "سلام عادل ودائم"، حسبما قالت الحكومة الألمانية.
وقال الكرملين إن المحادثة جاءت بناء على طلب من برلين، وإن بوتين أبلغ شولتز بأن أي اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا يجب أن يأخذ في الاعتبار مصالح روسيا الأمنية ويعكس "حقائق إقليمية جديدة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"صندوق الشرور"
وقال زيلينسكي إن المكالمة فتحت "صندوق الشرور" من خلال تقويض الجهود الرامية إلى فرض عزلة على الزعيم الروسي. وحذر هو ومسؤولون أوروبيون آخرون شولتز من هذه الخطوة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
وفي مواجهة انتخابات مبكرة في الـ23 من فبراير، يتعرض الحزب الديمقراطي الاجتماعي بزعامة شولتز لضغوط من الأحزاب الشعبوية الصديقة لروسيا التي تزعم أن الحكومة لم تستخدم وسائل دبلوماسية كافية لإنهاء الحرب.
وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية في بيان "حث المستشار روسيا على إبداء استعدادها للدخول في محادثات مع أوكرانيا بهدف تحقيق سلام عادل ودائم". وأضاف المتحدث "شدد على تصميم ألمانيا الشديد على دعم أوكرانيا في دفاعها في مواجهة العدوان الروسي ما دام ذلك ضرورياً".
لكن أوكرانيا قالت إن المحادثات الهاتفية مع بوتين لم تجلب أي قيمة مضافة على طريق تحقيق "سلام عادل" في أوكرانيا ولكنها ساعدته فقط في تخفيف العزلة المفروضة عليه.
وقال زيلينسكي في خطابه المسائي "الآن قد تُجرى محادثات ومكالمات أخرى. مجرد كلمات كثيرة... وهذا هو بالضبط ما أراده بوتين منذ فترة طويلة... من المهم للغاية بالنسبة إليه تخفيف عزلته".
الدفاعات الروسية تسقط مسيرات أوكرانية
ميدانياً، قال مسؤولون إن وحدات الدفاع الجوي الروسية اعترضت سلسلة من الطائرات المسيرة الأوكرانية في مناطق روسية عدة، كثير منها في منطقة كورسك، حيث نفذت القوات الأوكرانية توغلاً كبيراً في أغسطس (آب) الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الدفاعات الجوية أسقطت 15 طائرة مسيرة في منطقة كورسك على الحدود الأوكرانية.
وأضافت أن الوحدات أسقطت طائرة مسيرة واحدة في كل من بريانسك على الحدود أيضاً وفي منطقة ليبيتسك إلى الشمال. وقالت الوزارة أسقطت طائرة مسيرة في منطقة أوريول بوسط البلاد.
وقال حاكم منطقة بيلغورود الروسية، وهي هدف متكرر على الحدود الأوكرانية، إن سلسلة من الهجمات أدت إلى تحطم نوافذ في مبنى سكني وتسببت في أضرار أخرى، لكن لم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو مصابين.