Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا تهاجم لأول مرة روسيا بصواريخ بعيدة المدى

زيلينسكي يرى أن بوتين "لن يتوقف من تلقاء ذاته" وموسكو تحذر من "مرحلة جديدة"

أكد مسؤول أميركي أن أوكرانيا استخدمت صواريخ "أتاكمز" الأميركية الصنع داخل روسيا لأول مرة (لوكهيد مارتن)

ملخص

مسؤول أميركي أكد أن أوكرانيا استخدمت صواريخ "أتاكمز" في روسيا للمرة الأولى وجوزيب بوريل يأمل في أن يحذو الأوروبيون حذو واشنطن في ما يخص الصواريخ طويلة المدى

أعلن الجيش الروسي اليوم الثلاثاء أن أوكرانيا أطلقت صواريخ بعيدة المدى أميركية على منشأة عسكرية في منطقة بريانسك الحدودية، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام رسمية، في هجوم يُعدّ الأول من نوعه منذ أجازت واشنطن مثل هذه الضربات.

وقالت وزارة الدفاع في بيان نقلته وكالات الإعلام الرسمية "عند الساعة 03:25 (00:25 ت غ)، ضرب العدو موقعاً في منطقة بريانسك بستة صواريخ باليستية. وبحسب بيانات مؤكدة فإنه تم استخدام صواريخ أتاكمز التكتيكية الأميركية الصنع".

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي اليوم إن أوكرانيا استخدمت صواريخ "أتاكمز" الأميركية الصنع داخل روسيا للمرة الأولى.

ويأتي التحرك بعد أيام فقط من سماح إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لأوكرانيا باستخدام الأسلحة في مهاجمة عمق روسيا، في تحول كبير في سياسة واشنطن في ما يخص الصراع بين أوكرانيا وروسيا.

"مرحلة جديدة"

وتوعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بردّ "مناسب" بعد إطلاق أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع على روسيا، مندداً بضلوع الولايات المتحدة في هذه الهجمات التي اعتبرها "مرحلة جديدة" في النزاع.

وخلال مؤتمر صحافي في ريو بعد قمة "مجموعة الـ20"، قال لافروف "إذا ما استخدمت صواريخ بعيدة المدى من أوكرانيا باتجاه الأراضي الروسية، فهذا يعني أنها شغلت من خبراء عسكريين أميركيين. ونحن نعتبر ذلك مرحلة جديدة في حرب الغرب على روسيا وسنردّ رداً مناسباً"، ودعا الغرب إلى الاطلاع على العقيدة الروسية الجديدة في شأن استخدام السلاح النووي "كاملة".

"لن يتوقف من تلقاء ذاته"

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم خلال مداخلة عبر الفيديو أمام البرلمان الأوروبي مع مرور ألف يوم على بدء الحرب الروسية ضد بلاده، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لن يتوقف من تلقاء ذاته".

وأضاف زيلينسكي الذي صفق له النواب الأوروبيون مطولاً أن "بوتين يركز على الانتصار، ولن يتوقف من تلقاء ذاته، كلما منحناه مزيداً من الوقت، تدهورت الظروف"، مشدداً على أنها "اللحظة الفضلى للدفع بقوة أكبر" ضد روسيا.

وقال "بوتين يبقى أصغر من دول أوروبا المتحدة، أناشدكم عدم نسيان ذلك وعدم نسيان ما يمكن لأوروبا القيام به"، ورأى أن "روسيا لن يكون لها دافع فعلي للدخول في مفاوضات مهمة من دون حرائق في مخازنها للذخيرة على الأراضي الروسية ومن دون تدمير قواعد جوية روسية ومن دون خسارتها لقدرات إنتاج الصواريخ والمسيّرات ومن دون مصادرة أصولها".

2025 عام حسم النصر

وفي كلمة أخرى أمام البرلمان الأوكراني، أكد زيلينسكي أن عام 2025 سيحسم من سينتصر في هذه الحرب موسكو أو كييف، وقال "في المراحل الحاسمة التي سنشهدها العام المقبل، يجب ألا نسمح لأي شخص في العالم بالتشكيك في صمود دولتنا برمتها. وتلك المرحلة ستحدد هوية المنتصر".

 

وأردف أن أوكرانيا قد تحتاج إلى مرحلة ما بعد بوتين لاستعادة وحدة أراضيها، مقراً أن بلاده قد تضطر "ربما" إلى القبول لفترة بخسارة أراضيها المحتلة.

وأوضح زيلينسكي أن "أوكرانيا ربما تضطر إلى أن تعيش فترة أطول من شخص ما في موسكو لتحقيق كل أهدافها وربما لاستعادة وحدة أراضيها بالكامل" في إشارة إلى الرئيس الروسي الذي أمر بالهجوم على بلاده عام 2022.

12 قتيلاً بهجوم روسي

وقال مسؤولون محليون اليوم إن 12 شخصاً، بينهم طفل، قتلوا بهجوم روسي خلال الليل بطائرتين مسيّرتين على منطقة سومي شمال شرقي أوكرانيا.

وذكرت الإدارة العسكرية للمنطقة الواقعة على الحدود مع روسيا عبر تطبيق "تيليغرام" أن 13 شخصاً أصيبوا جراء الهجوم على مبنى سكني في بلدة هلوخيف الصغيرة، مضيفة أن مبنيين شاهقين ومستشفى تضررت وربما لا يزال هناك مزيد من الأشخاص تحت الأنقاض".

وقال زيلينسكي "كل ضربة روسية جديدة تؤكد النوايا الحقيقية (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين. إنه يريد استمرار الحرب وغير مهتم بالحديث عن السلام".

وأظهر مقطع مصور نشره زيلينسكي العاملين في الإنقاذ وهم يبحثون داخل المبنى المدمر جزئياً، بينما استمرت عمليات البحث والإنقاذ حتى الصباح.

وقالت الإدارة العسكرية المحلية إن القوات الروسية استخدمت طائرتين مسيّرتين في الهجوم.

وتحدثت القوات الجوية الأوكرانية عن إسقاط 51 طائرة مسيّرة وفقد أثر 30 طائرة أخرى بعد أن أطلقت روسيا 87 طائرة مسيّرة خلال الليل.

وقصفت القوات الروسية منطقة سومي الشمالية الشرقية خلال الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى تدمير بنيتها التحتية الحيوية والمدنية.

وأسفر هجوم صاروخي على المنطقة أول من أمس الأحد عن مقتل 11 شخصاً وجرح 89 وانقطاع التيار الكهربائي عن مدينة سومي.

التصدي لغايات بوتين

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته اليوم إنه ينبغي عدم السماح لبوتين "بتحقيق غاياته" في أوكرانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وسأل روته خلال اجتماع لوزراء الدفاع في الاتحاد الأوروبي مع مرور ألف يوم على بدء الحرب الروسية ضد أوكرانيا، "لِمَ من الحيوي عدم السماح لبوتين بتحقيق غاياته؟، لأننا سنكون أمام روسيا أكثر جرأة ووقاحة عند حدودنا، وأنا على ثقة مطلقة بأنها لن تتوقف عند هذا الحد"، قائلاً "لذا تشكل تهديداً مباشراً علينا جميعاً في الغرب".

وتابع أنه مع "مرور ألف يوم على عدوان روسيا الشامل وغير المبرر"، يناقش "الوزراء كيف يمكننا مساعدة أوكرانيا في الانتصار وهذا يعني مزيداً من المساعدات والأموال"، مؤكداً "علينا ببساطة بذل مزيد من الجهود، وعلينا تعزيز صناعات الدفاع".

هل يحذو الأوروبيون حذو أميركا؟

ورأى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم أنه يتعين على الأوروبيين أن يحذوا حذو الولايات المتحدة ويسمحوا للجيش الأوكراني بضرب مناطق روسية عبر إطلاق صواريخ بعيدة المدى يزوّدونه بها.

وقال من بروكسل قبل اجتماع لوزراء دفاع دول الاتحاد الـ27 "آمل في أن تتبع كل الدول الأعضاء" النموذج الأميركي، مذكراً بأن القرار يعود لهذه الدول، وليس للاتحاد الأوروبي.

 

وأضاف بوريل الذي يترأس اليوم للمرة الأخيرة اجتماعاً وزارياً للاتحاد الأوروبي بعدما أمضى خمسة أعوام في منصبه "أنا مقتنع بأنهم (الأوروبيون) سيحذون حذو الولايات المتحدة ويأذنون للأوكرانيين باستخدام (هذه) الأسلحة لمحاربة الروس داخل الأراضي الروسية".

وسلمت فرنسا صواريخ أرض-جو متوسطة المدى من طراز "سكالب" إلى أوكرانيا، من دون استبعاد إمكان إطلاقها على الأراضي الروسية.

رفض ألماني

ورفضت برلين حتى الآن تسليم صواريخ "تاوروس" الألمانية الصنع إلى كييف التي يصل مداها إلى 500 كيلومتر، خوفاً من تصعيد الصراع بين روسيا والغرب.

وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس اليوم لدى وصوله إلى بروكسل، "لم يتغير موقف بلادي".

ودعا بوريل الأوروبيين إلى مواصلة دعمهم العسكري لأوكرانيا، من دون انتظار قرارات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في هذا الشأن، مردفاً أنه "لا يمكن للأوروبيين الجلوس والانتظار ليروا ما سيفعله الأميركيون ثم التصرف".

ويخشى الأوروبيون أن تعلق الإدارة الأميركية الجديدة مساعدات واشنطن العسكرية لكييف العام المقبل.

وقال بوريل "لا نعرف ماذا سيحدث، ولكن اليوم وغداً وبعد غد، ما يجب علينا فعله هو مواصلة دعم" الأوكرانيين، مشيراً إلى أن دول الاتحاد الأوروبي خصصت 326 مليار يورو للإنفاق العسكري خلال العام الحالي، أي بزيادة الثلث مقارنة بما كان عليه عام 2021 قبل سنة من بدء الحرب الروسية ضد أوكرانيا في الـ24 من فبراير (شباط) 2022، بحسب تقرير سنوي لوكالة الدفاع الأوروبية نُشر اليوم.

وأكد بوريل أن الحرب في أوكرانيا "غيرت العالم، وكانت بمثابة بداية حقبة جديدة"، مضيفاً أنه "لذلك علينا أن نواجه الظروف الراهنة ونتأكد من أن كل الدول الأعضاء متحدة في دعمها لأوكرانيا".

ويغادر الوزير الإسباني السابق البالغ 77 سنة منصبه الشهر المقبل، وستخلفه رئيسة الوزراء الإستونية السابقة كايا كالاس.

هجوم ممنهج

من ناحية أخرى، قال وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبولندا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا في بيان مشترك اليوم إن الهجمات الروسية الممنهجة على البنية الأمنية الأوروبية "غير مسبوقة في تنوعها ونطاقها".

وأضاف الوزراء أن "تصعيد موسكو للأنشطة بكل الوسائل ضد دول حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي غير مسبوق في تنوعه ونطاقه، مما يشكل أخطاراً أمنية كبيرة"، وأكدوا أهمية دور حلف شمال الأطلسي القوي والموحد.

المزيد من دوليات