ملخص
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الأربعاء أن مركز "بارشين للأبحاث" في إيران لا يعتبر "موقعاً نووياً"، وذلك بعد تصريحات إسرائيلية أكدت أن "البرنامج النووي الإيراني تعرض للضرب"، وقال مدير الوكالة رافاييل غروسي للصحافيين إنه "لا نعتبر الموقع منشأة نووية"، مضيفاً "ليس لدينا أية معلومات تؤكد وجود مواد نووية في هذا الموقع"
رحب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي اليوم الأربعاء "بخطوة ملموسة" من جانب إيران، بعدما بدأت تحضيرات لوقف توسيع مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب.
وقال أمام الصحافيين خلال اليوم الأول من اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا "أعتقد أن هذه خطوة ملموسة في الاتجاه الصحيح" وهذا "للمرة الأولى"، وأضاف "لدينا هنا واقع تحقق منه مفتشونا".
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الأربعاء أن مركز "بارشين للأبحاث" في إيران لا يعتبر "موقعاً نووياً"، وذلك بعد تصريحات إسرائيلية أكدت أن "البرنامج النووي الإيراني تعرض للضرب".
وقال رافاييل غروسي للصحافيين إنه "في ما يتعلق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية فلا نعتبرها منشأة نووية"، مضيفاً "ليس لدينا أية معلومات تؤكد وجود مواد نووية في هذا الموقع".
من جهة أخرى، قال جان نويل بارو وزير خارجية فرنسا لنظيره الإيراني عباس عراقجي اليوم الأربعاء إنه من الضروري أن تنفذ إيران التزاماتها النووية، وتتعاون بالكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
جاء ذلك بعد أن قدمت قوى أوروبية مشروع قرار ضد إيران خلال اجتماع لمجلس محافظي الوكالة.
التصعيد النووي
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان بعد محادثات بين الوزيرين "أكد الوزير بارو أن التصعيد النووي الإيراني مقلق للغاية، وينطوي على أخطار كبيرة في ما يتعلق بالانتشار النووي".
وأضاف البيان "تواصل فرنسا مع شركائها الألمان والبريطانيين، جهوداً للعودة إلى المفاوضات مع إيران بهدف التوصل إلى حل دبلوماسي".
وفرنسا وألمانيا وبريطانيا هي الأطراف الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي غير المطبق حالياً، الموقع عام 2015 بين إيران وقوى عالمية، وطرحت الدول الثلاث أمس الثلاثاء مشروع قرار ضد إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية يدعو إلى إعداد تقرير شامل عن أنشطة طهران النووية.
قدمت الدول الأوروبية والولايات المتحدة نص قرار يدين عدم تعاون إيران في الملف النووي إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفق ما ذكرت مصادر دبلوماسية الأربعاء.
وقال مصدر دبلوماسي لوكالة الصحافة الفرنسية إنه "تم تقديم النص رسمياً" قبيل منتصف ليل الثلاثاء (23:00 بتوقيت غرينتش)، وأكد مصدر آخر هذه المعلومات، في حين يعقد المجلس اجتماعه الأربعاء في مقر المنظمة التابعة للأمم المتحدة بفيينا.
عراقجي يحذر
وكانت إيران حذرت فرنسا وألمانيا وبريطانيا في وقت سابق الأربعاء من طرح أي قرار ينتقد برنامجها النووي.
وحذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو من أن "هذه البادرة لن تؤدي إلا إلى تعقيد قضية" الملف النووي، بحسب بيان نشرته الخارجية الأربعاء. واعتبر عراقجي أن مشروع القرار الأوروبي يتناقض مع "الأجواء الإيجابية" التي نشأت بين إيران والوكالة.
محاولات إيرانية
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ودبلوماسيون أمس الثلاثاء، إن إيران حاولت من دون جدوى درء مساعٍ غربية لاستصدار قرار ضدها في اجتماع مجلس محافظي الوكالة من خلال عرض وضع حد أقصى لمخزونها من اليورانيوم يقل قليلاً عن الدرجة اللازمة لصنع أسلحة.
وذكر أحد تقريرين سريين قدمتهما الوكالة للدول الأعضاء، أن إيران عرضت عدم زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصّب إلى درجة نقاء تصل إلى 60 في المئة، وهي درجة قريبة من نسبة 90 في المئة المطلوبة لصنع أسلحة، واتخذت الاستعدادات اللازمة لذلك.
وقال دبلوماسيون إن العرض كان مشروطاً بتخلي القوى الغربية عن مساعيها لإصدار قرار ضد إيران في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة هذا الأسبوع بسبب عدم تعاونها مع الوكالة.
ونص أحد التقريرين الفصليين على أنه خلال زيارة المدير العام للوكالة رافايل غروسي إلى إيران الأسبوع الماضي "تمت مناقشة إمكانية عدم قيام إيران بتوسيع مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة". وأضاف التقرير أن الوكالة تأكدت من أن إيران "بدأت تنفيذ التدابير التحضيرية لذلك". وقال دبلوماسي كبير إن وتيرة التخصيب إلى هذا المستوى تباطأت، وهي خطوة ضرورية قبل التوقف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
رفض غربي
ورفض دبلوماسيون غربيون مبادرة إيران باعتبارها محاولة جديدة في اللحظة الأخيرة لتجنب الانتقاد في اجتماع مجلس المحافظين، تماماً مثلماً فعلت عندما قطعت تعهداً غامضاً بالتعاون بقدر أكبر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مارس (آذار) من العام الماضي، والذي لم يتم إطلاقاً الوفاء به بشكل كامل.
وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين إن "وقف التخصيب إلى مستوى 60 في المئة، رائع، لا ينبغي لهم أن يفعلوا ذلك في المقام الأول لأننا جميعاً نعلم أنه لا يوجد استخدام مدني موثوق به لمستوى 60 في المئة"، مضيفاً "أنه شيء يمكنهم التراجع عنه بسهولة مرة أخرى".
وقال دبلوماسي كبير إن عرض إيران تمثل في تحديد مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة عند نحو 185 كيلوغراماً، وهي الكمية التي كانت لديها قبل ذلك بيومين. وهذا يكفي من حيث المبدأ، إذا تمت زيادة التخصيب لمستويات أكبر، لصنع أربعة أسلحة نووية، بمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتنفي إيران السعي للحصول على أسلحة نووية.
وقال التقرير إن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة ارتفع بنحو 17.6 كيلوغرام منذ التقرير السابق ليصل إلى 182.3 كيلوغرام حتى يوم 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يكفي أيضاً لصنع أربعة أسلحة وفقاً لهذه المعايير.
السماح بالتفتيش
وذكر التقرير الثاني أن إيران وافقت أيضاً على النظر في السماح لأربعة "مفتشين ذوي خبرة" آخرين بالعمل في إيران بعد أن منعت معظم مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين لديهم خبرة في التخصيب العام الماضي، في ما وصفته الوكالة بأنه "ضربة خطيرة للغاية" لقدرتها على القيام بعملها على النحو اللائق في إيران.
وقال دبلوماسيون إنهم لا يمكن أن يكونوا نفس الخبراء الذين مُنعوا من العمل.
وتأخرت التقارير بسبب زيارة غروسي إلى إيران، والتي كان يأمل خلالها في إقناع الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان بإنهاء المواجهة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن قضايا قائمة منذ أمد طويل مثل آثار اليورانيوم غير المبررة في مواقع لم تعلن عنها طهران وتوسيع إشراف الوكالة على مزيد من المناطق.