ملخص
بعد تألق أرسنال في الكرات الثابتة مجدداً وخطف نقاط القمة من مانشستر يونايتد يرفض المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا مقارنة فريقه بستوك سيتي بقيادة توني بوليس
ليست المرة الأولى التي يسود فيها الذعر دفاع مانشستر يونايتد حينما يمشي بوكايو ساكا نحو الزاوية ويجلس نيكولاس جوفير على خط التماس، ويتشبث راسموس هويلوند بويليام ساليبا وكأنه يحاول الوصول إلى جذع شجرة بينما يتدحرج في نهر سريع الحركة.
يستشعر ملعب "الإمارات" الفرصة ويفهم ما يحدث: هناك صف من لاعبي أرسنال طوال القامة متمركزين عند القائم الخلفي ومدافعو يونايتد يظهرون تعبيرات القلق الشديد، وفجأة في صندوق الظلال المتحركة يكمن الخطر في كل زاوية، وتصبح كرة حركة بمثابة هدف محتمل.
بعد ثوانٍ كان مدرب مانشستر يونايتد روبين أموريم في الملعب يفرك وجهه، إذ انفصلت ما كانت من المفترض أن تكون كتلة متماسكة ومنظمة إلى خيوط، واعترف أموريم، "لقد غيرت الكرات الثابتة مجرى المباراة"، ففي ليلة بدا فيها أرسنال في البداية غير قادر على التسجيل من اللعب المفتوح، فاز فريق ميكيل أرتيتا بفضل هدفين من ركلات ركنية ليصبح على بعد سبع نقاط خلف ليفربول، وفي كل هذا أصبح يونايتد أحدث ضحايا سلاح أرسنال غير السري، فمنذ بداية الموسم الماضي لم يسجل أي فريق في أوروبا أهدافاً من ركلات ركنية أكثر من الـ22 هدفاً لأرسنال، لذلك كانت أغنية "ركلة ثابتة مرة أخرى، أولي، أولي، أولي" تتردد في أرجاء ملعب "الإمارات".
ربما زادت الحصيلة أكثر، وقال أرتيتا، "كان بإمكاننا تسجيل المزيد وأنا سعيد جداً بذلك"، بينما انهار الضيوف أمام الكرات الثابتة في ظل وجود أزمة إدارة داخل وخارج الملعب.
إن التمريرات الذكية من ديكلان رايس وساكا، التي تم لعبها بدقة وسرعة وثبات، تمنح أرسنال أفضلية واضحة على منافسيهم، وكان أموريم ومانشستر يونايتد على دراية بسجل أرسنال التهديفي من الركلات الركنية، لكنهما كانا عاجزين عن إيقافه.
واتفق المدرب البرتغالي على أن الركلات الركنية التي ينفذها أرسنال كانت الأفضل التي واجهها كمدرب، وقال "واجهت كل الفرق مشكلات في هذا الأمر".
وكان التهديد واضحاً قبل وقت طويل من هدف يورن تيمبر الافتتاحي، ولكن بعد اختراق الكرة للمرمى أصبحت كل ركلة ركنية بمثابة لحظة وقف فيها مشجعو أرسنال للغناء، بينما انهار يونايتد.
وقد أدى هذا إلى شعور بالحتمية وحتى التأخير الذي حدث مع سير رايس أو ساكا نحو علم الركنية منح أرسنال الوقت لإبطاء وتيرة اللعب وتنظيم روتينه المختار، إذ ظهر مدرب الركلات الثابتة جوفير على خط التماس وزادت الإثارة.
وتحدث أرتيتا عن "الارتباط" و"الإيمان" بالملعب الذي يجعل الدفاع عن الركلات الركنية "أكثر صعوبة بالنسبة إلى الخصم"، وكان هناك رضا أيضاً، لأنهم تمكنوا من أن يكونوا فاعلين للغاية من دون هدافهم الأكثر إثارة غابرييل ماغالهايس.
وكان أموريم قد حذر من أن "العاصفة" قادمة، واتضح أن يونايتد لم يستطع التعامل مع ليلة الأربعاء الممطرة في ملعب "الإمارات"، وقال أموريم، "يتعين علينا التحسن، كما هي الحال في كل المجالات"، وبدا يونايتد متذبذباً وعرضة للتمريرات الخطرة، وهو ما يتناقض تماماً مع طريقة هيكلته الدفاعية في اللعب المفتوح.
واستمرت الركلات الركنية في القدوم أيضاً، إذ وصلت إلى 13 بحلول نهاية المباراة، وكان ذلك مقياساً لهيمنة أرسنال بحلول النهاية، إذ سلط أموريم الضوء على سبب تمكن أرسنال من توليد عديد من فرص الكرات الثابتة.
وأشار أموريم إلى أنه "ترى في كل مناسبة عندما يواجه (غابرييل) مارتينيلي و(بوكايو) ساكا لاعباً واحداً، في كثير من الأحيان يخرجان للخارج ويمرران عرضية، وهما يعرفان أنه إذا سارت العرضية بصورة جيدة، فيمكنهما التسجيل، وإذا كانت ركلة ركنية فيمكنهما التسجيل أيضاً، لذلك يتعين علينا أن نكون أفضل في ذلك".
وكان من الملاحظ أن هذا كان أحد عديد من التصريحات في شأن سجل أرسنال من الركلات الركنية التي لم يتفق أرتيتا معها تماماً بعد المباراة. ومن وجهة نظره، غالباً ما يخرج ساكا ومارتينيلي للخارج لأنهما يتمتعان بالمهارة والسرعة للتغلب على الظهير والتسجيل، وليس للفوز بركلة ركنية.
لقد أصبح أرسنال فعالاً للغاية من الكرات الثابتة لأن النادي كان في حاجة إلى "تعظيم" جميع مجالات استعداده وأدائه من أجل تحدي مانشستر سيتي بقيادة بيب غوارديولا على اللقب، لكن الإسباني لا يريد تجاهل عناصر أخرى من فريقه، إذ لم يتحول أرسنال فجأة إلى ستوك سيتي تحت قيادة توني بوليس، أو في الأقل لا يريد أرتيتا أي مقارنات بهذا النموذج. وقال، "نريد أن نكون خطرين للغاية وفاعلين للغاية من كل زاوية وكل مرحلة من مراحل اللعب، في العام الماضي سجلنا أكبر عدد من الأهداف في تاريخ هذا النادي، ليس فقط بسبب الكرات الثابتة، ولكن بسبب كثير من الأشياء التي لدينا، ونريد خلق لحظات فردية وسحرية أيضاً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن ضد يونايتد، كانت أهداف أرسنال من الركنيات تلك اللحظات السحرية التي غيرت مجرى المباراة، إذ حرم يونايتد نظيره أرسنال من التسجيل وأحبطه في البداية بسبب شكله ومعدل عمله بعيداً من الكرة. وكان الظهيران المزدوجان نصير مزراوي وتيريل مالاسيا فاعلين في البداية ضد ساكا ومارتن أوديغارد، الذي تم منعه من الدخول إلى مناطق نفوذه المعتادة، وكان أموريم مقتنعاً بأن الأمر كان ناجحاً عندما عاد إلى غرفة الملابس بعد نهاية الشوط الأول، وقال، "يمكنك أن تشعر بذلك في الملعب، لقد تمكنا من السيطرة على هذه اللحظات".
ثم جاء الاختراق عبر تيمبر بفضل دقة عرضية رايس وضرب الكرة إلى المكان المثالي في القائم القريب من مسافة قصيرة، وتجاوزت كرته لاعبي يونايتد برونو فيرنانديز وهويلوند، وكان لديها ما يكفي من الانحدار للعثور على تيمبر، وشرح رايس أسلوبه قائلاً، "الأمر يتعلق أكثر بمشاهدة المقاطع وأنا أعرف الوزن الذي أحتاج إلى وضعه على الكرة والأمر يتعلق فقط بالتكرار، لقد مررت بعض الكرات الجيدة، وكان بإمكاني صناعة هدفين، لذا كان من الرائع أن أحصل على هدف".
بحلول ذلك الوقت، شعر الملعب بأكمله بضعف يونايتد حين ارتطمت كرة عرضية من رايس من اليمين بالقائم، مع تعرض حارس المرمى أندريه أونانا مرة أخرى للخطر، وحتى عندما سدد يونايتد الكرة الأولى عند القائم القريب، اقترب جوشوا زيركزي من توجيه تمريرة رايس إلى القائم البعيد، كما سدد ميكيل ميرينو كرة رأسية خارج المرمى، من تمريرة عرضية أخرى من ساكا تم تعليقها باتجاه الخلف، حيث شكك يونايتد في أنفسهم.
وكانت هناك لعبة رائعة في الهدف الثاني لأرسنال، حيث كانت تمريرات ساكا العرضية موجهة مباشرة تحت العارضة الخاصة بالحارس أونانا، مما تسبب في ارتعاشات وارتجاجات متوترة إلى جانب تسديدة محجوبة من أوليكساندر زينتشينكو وخطأ صارخ من مارتينيلي، ثم مع استعداد دفاع يونايتد للتعاقد مع الكرة عند القائم الأمامي أو قطار لاعبي أرسنال، لكن ساكا أرسل كرة قوية جميلة باتجاه الخلف نحو توماس بارتي الذي مرر الكرة برأسه إلى ساليبا ليسجلها.
بحلول ذلك الوقت كان أرسنال في حاجة إلى ذلك فقد هددوا مرمى المنافس في الشوط الأول، ولكن فقط من خلال ركلات ركنية، ولكن عندما يشعر أرسنال بالإحباط، فإنه يمتلك الآن خطة بديلة.
أرسنال ليس فريقاً يعتمد على الكرات الثابتة، وفي الشوط الثاني كانت هناك لمحات معتادة من شدة لعبهم الهجومي الذي يعد السمة المميزة لهذا الفريق، لكن أرسنال جيد جداً في الكرات الثابتة، وقد أتى عملهم في أن يصبحوا الأفضل في أوروبا ثماره بالتأكيد، حيث حافظوا على زخمهم في سباق اللقب.
© The Independent