Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما هي قناة بنما ولماذا هدد ترمب بالسيطرة عليها؟

ممر مائي صناعي طوله 82 كيلومتراً يربط بين المحيطين الهادئ والأطلسي

تدير القناة هيئة قناة بنما التابعة للحكومة ولا تزال مصدر دخل رئيساً لبنما (رويترز)

ملخص

خلال القرن الـ20 تفاقم التوتر بين الولايات المتحدة وبنما وسط احتجاجات متزايدة على سيطرة واشنطن على القناة، ولا سيما بعد أزمة قناة السويس في 1956، حينما توقفت الخطط البريطانية والفرنسية لغزو مصر عقب تأميم القناة بعد ضغوط أميركية.

سارع زعماء أميركا اللاتينية أمس الإثنين للدفاع عن بنما بعدما هدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بمعاودة الولايات المتحدة فرض السيطرة على قناة بنما، وهي طريق شحن عالمي رئيس في الدولة الواقعة في أميركا الوسطى.

ما هي قناة بنما؟

قناة بنما هي ممر مائي صناعي طوله 82 كيلومتراً يربط بين المحيطين الهادئ والأطلسي عبر بنما، مما يوفر للسفن آلاف الأميال والسفر لأسابيع حول الطرف الجنوبي لأميركا الجنوبية الذي يتعرض لأجواء عاصفة وجليدية.

والرحلة التي تقطعها السفن المتجهة من لوس أنجليس إلى نيويورك عبر القناة أقصر بنحو 8 آلاف ميل (أو ما يعادل 22 يوماً) مقارنة بالسفر عبر مضيق ماجلان قبالة تييرا ديل فويغو، وهو أرخبيل في أقصى جنوبي أميركا اللاتينية.

تنقل القناة السفن عبر بحيرة غاتون التي ترتفع نحو 26 متراً فوق مستوى سطح البحر، عبر سلسلة من الأهوسة المائية. ويتطلب عبور كل سفينة نحو 200 مليون ليتر من المياه العذبة.

بناء القناة

بدأ المستعمرون الإسبان دراسة إنشاء قناة بين المحيطين تقطع المضيق عند أضيق نقطة به في جنوب أميركا الوسطى في وقت مبكر من ثلاثينيات القرن الـ16، ولكن لم يحدث ذلك إلا في 1878 عندما وقعت كولومبيا، التي كانت تعد بنما مقاطعة تابعة لها آنذاك، اتفاقية امتياز مع مهندسين فرنسيين.

ولم تنجح الجهود الفرنسية في نهاية المطاف وأفلست الشركة التي تأسست لغرض إنشاء قناة عبر بنما في 1899، بعدما فقد نحو 22 ألف عامل حياتهم في المشروع، وكثير منهم بسبب الأمراض والحوادث.

سعت الولايات المتحدة في 1903 إلى الحصول من كولومبيا على امتياز دائم لقناة. غير أن كولومبيا رفضت الاقتراح. ورداً على ذلك، دعمت الولايات المتحدة استقلال بنما، الذي أُعلن في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه.

وبعد ثلاثة أيام وقع سفير بنما لدى واشنطن اتفاقية تمنح الولايات المتحدة حقوق بناء القناة وإدارتها إلى أجل غير مسمى. ودفعت الولايات المتحدة لبنما 10 ملايين دولار، ثم 250 ألف دولار سنوياً مقابل تلك الحقوق. وندد عديد من البنميين بالاتفاقية واعتبروها انتهاكاً للسيادة.

وشُيدت القناة إلى حد بعيد باستخدام عمال من منطقة الكاريبي وبنميين من أصل أفريقي، وافتُتحت القناة أخيراً في 1914 بعدما لقي أكثر من 5 آلاف عامل حتفهم في أعمال الإنشاءات.

تسليم القناة إلى بنما

خلال القرن الـ20 تفاقم التوتر بين الولايات المتحدة وبنما وسط احتجاجات متزايدة على سيطرة واشنطن على القناة، ولا سيما بعد أزمة قناة السويس في 1956، حينما توقفت الخطط البريطانية والفرنسية لغزو مصر عقب تأميم القناة بعد ضغوط أميركية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي عام 1977 وقع الرئيس جيمي كارتر معاهدة مع الزعيم العسكري البنمي عمر توريخوس منحت بنما سيطرة حرة على القناة وضمنت الحياد الدائم للممر المائي.

ودخلت المعاهدة حيز التنفيذ في الـ31 من ديسمبر (كانون الأول) 1999. ومنذ ذلك الحين، تدير القناة هيئة قناة بنما التابعة للحكومة، ولا تزال مصدر دخل رئيساً لبنما.

التطورات الأخيرة

أسهم تغير المناخ في زيادة حالات الجفاف التي أثرت في مستويات المياه في البحيرات التي تغذي القناة، مما أجبر سلطة القناة على الحد من عمليات العبور لتحقيق التوازن مع احتياجات البنميين من المياه.

وهدد ترمب أول من أمس الأحد بمعاودة فرض السيطرة الأميركية على القناة، مشيراً إلى ما قال إنها رسوم مفرطة لاستخدام القناة وخطر النفوذ الصيني. وتدير شركة تابعة لشركة "سي كي هاتشيسون" القابضة ومقرها هونغ كونغ منذ فترة طويلة ميناءين بالقرب من مداخل القناة.

وقال ترمب عن القناة، "منحت لبنما ولشعب بنما، لكنها تحتوي على شروط وأحكام". وأضاف، "إذا لم تُتبع المبادئ الأخلاقية والقانونية لهذه البادرة الكريمة، سنطالب بإعادة قناة بنما إلينا، بالكامل وبسرعة".

رد بنما

رفض الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو تهديد ترمب. وقال إن رسوم القناة خضعت للتقييم بعناية وشفافية، وأن هذه الرسوم تحافظ على القناة وساعدت في توسيعها في 2016، مما يعزز حركة المرور والتجارة العالمية.

وقال في بيان أول من أمس الأحد، "كل متر مربع من قناة بنما والمنطقة المحيطة بها ملك لبنما وسيبقى كذلك... سيادة بلادنا واستقلالها غير قابلين للتفاوض".

وأضاف مولينو، "القناة ليست تحت أي سيطرة مباشرة أو غير مباشرة من الصين أو المجتمع الأوروبي أو الولايات المتحدة أو أي قوة أخرى".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير