Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سلطات سوريا الجديدة توقف مسؤول الإعدامات بصيدنايا

إيران ترفض اتهامات بالتدخل في سوريا وتدعو إلى ضمان سلامة المواطنين

ملخص

تظاهرات وحظر تجول... سوريا تشهد أوسع اضطرابات منذ الإطاحة ببشار الأسد

أوقفت السلطة السورية الجديدة اليوم الخميس رئيس القضاء العسكري السابق محمد كنجو الحسن، المسؤول عن الإعدامات الميدانية في سجن صيدنايا، وفق ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان"، غداة اشتباكات في غرب البلاد أعقبت محاولة اعتقاله.

وأشار المرصد الى "توقيف الحسن مع 20 من عناصره خلال حملة أمنية واسعة نفذتها إدارة العمليات العسكرية" على خلفية اشتباكات دارت أول من أمس الثلاثاء بين مسلحين مقربين منه وقوات الأمن التي حاولت توقيفه في قريته خربة المعزة في محافظة طرطوس (غرب).

رفض إيراني

ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن وزارة الخارجية الإيرانية رفضت اليوم الخميس اتهامات موجهة لطهران بالتدخل في سوريا، بعدما دعا وزير الخارجية السوري الجديد إيران إلى عدم نشر الفوضى في بلاده.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي قوله "نرفض الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة التي تروجها بعض وسائل الإعلام ضد إيران حول التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا".

وأضاف أنه "من الضروري إنهاء انتشار انعدام الأمن والعنف... وضمان أمن المواطنين السوريين".

18 ألف نازح

عبر نحو 18 ألف سوري الحدود الأردنية إلى بلدهم منذ سقوط حكم بشار الأسد، بحسب ما أفاد وزير الداخلية الأردني الخميس.

وقال مازن الفراية لقناة "المملكة" الرسمية إن "قرابة 18 ألف سوري عادوا إلى بلادهم منذ سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024 وحتى اليوم الخميس.

وأوضح أن من بين هؤلاء "بلغ عدد اللاجئين السوريين المغادرين الأردن والمسجلين في سجلات الأمم المتحدة 2300 لاجئ من المخيمات وخارجها".

وتقول عمان إنها تستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011. وبحسب الأمم المتحدة، ثمة نحو 680 ألف لاجئ سوري مسجل في الأردن.

قبل مباشرة العودة

وكان الوزير الأردني رأى في التاسع من الشهر الجاري أن "الظروف أصبحت مهيأة إلى حد كبير" من أجل عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم بعد سقوط نظام الأسد، مشيراً إلى أن "اللاجئين قد يكونون بحاجة إلى أيام أو أسابيع قبل أن يباشروا العودة".

ويعتبر المعبر الحدودي "جابر- نصيب" الذي يقع على بعد نحو 80 كيلومتراً غرب عمان، المعبر الوحيد العامل بين البلدين في الوقت الحالي.

وكان الأردن الذي تربطه حدود برية مع سوريا تمتد على 375 كيلومتراً، قرر في السادس من الشهر الجاري غلق هذا المعبر قبل يومين من سقوط نظام الأسد بسبب "الأوضاع الأمنية" في سوريا.

لكن أعيد فتح المعبر يوم الجمعة الماضي أمام حركة الشاحنات التجارية وكذلك السوريين العائدين إلى بلدهم.

وأغلق معبر "جابر" مرات عدة منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011.

وزار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي دمشق الإثنين، والتقى القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، وأعرب عن استعداد بلاده للمساعدة في إعادة إعمار سوريا.

واستضاف الأردن في 14 ديسمبر اجتماعاً حول سوريا بمشاركة وزراء خارجية ثماني دول عربية والولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى ممثل الأمم المتحدة.

أفضل علاقات الجوار

أكد لبنان تطلعه إلى "أفضل علاقات الجوار" مع السلطة الجديدة في سوريا، وفق ما أبلغ وزير الخارجية عبدالله بو حبيب نظيره السوري أسعد الشيباني خلال اتصال هاتفي.

وقالت وزارة الخارجية الخميس، في بيان على منصة "إكس"، إن بوحبيب هنأ نظيره السوري على تعيينه في منصبه، مؤكداً "تطلع لبنان إلى أفضل علاقات الجوار مع الحكومة الجديدة في سوريا، بما يخدم مصالح الشعبين والجمهوريتين"، بعد سنوات النزاع التي شكل تدخل "حزب الله" العسكري فيها مادة انقسام سياسي في البلدين.

والتقى وفد عراقي يرأسه رئيس جهاز الاستخبارات العراقية حميد الشطري في دمشق الإدارة السورية الجديدة، على ما قال المتحدث باسم الحكومة العراقية الخميس، وذلك بعد أكثر من أسبوعين على سقوط نظام بشار الأسد.

وكانت حكومة بغداد التي جاءت بها أحزاب شيعية موالية لإيران، شددت بعد سقوط الأسد على "ضرورة احترام الإرادة الحرة" للسوريين والحفاظ على وحدة أراضي سوريا التي يتشارك معها العراق حدوداً يزيد طولها على 600 كيلومتر.

وأكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي، أن بلده "ليس ضد التواصل مع الإدارة الجديدة في سوريا طالما أن هناك مصلحة لاستقرار سوريا والمنطقة".

وقال المتحدث باسم العوادي لوكالة الأنباء العراقية الخميس، إن "وفداً عراقياً برئاسة رئيس جهاز الاستخبارات حميد الشطري التقى الإدارة السورية الجديدة، وجرى بحث التطورات على الساحة السورية ومتطلبات الأمن والاستقرار في الحدود المشتركة بين البلدين".

رسالة تحذير للسلطات

ولفت أحد المسؤولين المشاركين في الوفد طلب من وكالة الصحافة الفرنسية عدم الكشف عن هويته، إلى أن الوفد "حمل رسالة تحذير للسلطات السورية الجديدة من أن تستغل الجماعات المسلحة الفراغ الأمني في بعض المناطق لشن هجمات ضد العراق ومناطق أخرى".

وأضاف "يرغب العراق بالحصول على تطمينات من الجانب السوري في قضايا الحدود والاستقرار الأمني داخل سوريا والحفاظ على النسيج الداخلي"، مؤكداً ضرورة "عدم تدخل أي طرف في شؤون سوريا الداخلية".

واعتبر السوداني الأسبوع الماضي أن "ثمة حالاً من القلق من طبيعة الوضع في الداخل السوري"، داعياً السلطات الجديدة إلى أن "تعطي ضمانات ومؤشرات إيجابية حول إعدادها لعملية سياسية لا تقصي أحداً".

وأشار يومها إلى استئناف عمل بعثة العراق الدبلوماسية في دمشق بعدما غادر طاقمها إلى لبنان في الثامن من ديسمبر.

وأطلقت إدارة العمليات العسكرية بالتعاون مع وزارة الداخلية السورية الخميس عملية في محافظة طرطوس "لملاحقة فلول ميليشيات" الرئيس المخلوع بشار الأسد، وفق ما أعلنت وكالة "سانا" الرسمية للأنباء، بعد يوم من احتجاجات دامية مع مسلحين تابعين للنظام السابق.

وأفادت "سانا" بأن العملية التي جرت في محافظة طرطوس مكنت من "اعتقال العديد من عناصر هذه "الميليشيات" الموالية لبشار الأسد. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان حصول "اعتقالات" عدة على خلفية القتال الدامي الذي هز قرية "خربة المعزة" أمس الأربعاء، وكذلك التظاهرات غير المسبوقة لأفراد من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.

قتلى في كمين

وقالت الإدارة السورية الجديدة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس إن 14 من أفراد الشرطة قتلوا بـ"كمين" نصبته قوات موالية للنظام السابق في ريف محافظة طرطوس، وسط احتجاجات وفرض حظر تجول ليلي بمناطق أخرى فيما يمثل أوسع اضطرابات منذ الإطاحة ببشار الأسد قبل أكثر من أسبوعين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أعلن وزير الداخلية السوري الجديد أن 14 عنصراً من وزارته قتلوا على يد "فلول" نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في ريف طرطوس، بعد أن كان "المرصد السوري لحقوق الإنسان" قد تحدث عن اندلاع اشتباكات في المنطقة.

وأفاد وزير الداخلية محمد عبدالرحمن في بيان عن "مقتل 14 عنصراً من وزارة الداخلية إثر تعرضهم لكمين غادر من قبل فلول النظام المجرم بريف محافظة طرطوس"، مشيراً إلى أنهم كانوا يؤدون "مهامهم في حفظ الأمن وسلامة الأهالي".

وأشار على "تيليغرام" إلى أن عشرة من أفراد الشرطة أصيبوا أيضاً على أيدي من سماهم "فلول النظام البائد"، وتعهد "بالضرب بيد من حديد" لكل من "تسول له نفسه العبث بأمن سوريا وحياة أبنائها".

حظر تجول

وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن الشرطة فرضت حظر تجول خلال ساعات الليل في حمص بعد اضطرابات بالمدينة مرتبطة بتظاهرات قال السكان إنها جرت بقيادة أفراد من الطائفة العلوية ومن طوائف مسلمة شيعية في البلاد.

وقال بعض السكان إن التظاهرات كانت مرتبطة بالضغوط والعنف خلال الأيام القليلة الماضية ضد العلويين، وهي طائفة ينظر إليها منذ فترة طويلة على أنها موالية للأسد الذي أطاحت به قوات المعارضة الإسلامية السنية في الثامن من ديسمبر (كانون الأول).

ولم يرد متحدثون باسم الإدارة الجديدة في سوريا التي تقودها "هيئة تحرير الشام" بعد على طلبات للتعليق بشأن حظر التجول.

وقالت وسائل إعلام رسمية إن حظر التجول فُرض لليلة واحدة، من السادسة مساء يوم الأربعاء (15:00 بتوقيت غرينتش) حتى الثامنة صباح الخميس.

وتعهدت الإدارة الجديدة مراراً بحماية الأقليات الدينية التي تخشى من أن تسعى قوات المعارضة السابقة التي تحكم الآن إلى فرض نمط محافظ من الحكم الإسلامي.

تظاهرات محدودة

كما اندلعت تظاهرات محدودة في مناطق أخرى على الساحل السوري أو بالقرب منه، حيث يقيم معظم أبناء الطائفة العلوية في البلاد، بما في ذلك مدينة طرطوس.

وجاءت التظاهرات بالتزامن تقريباً مع انتشار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، من دون تحديد وقت التقاطه، يظهر حريقاً داخل مقام علوي في مدينة حلب مع وجود مسلحين يتجولون بالداخل.

وقالت وزارة الداخلية عبر حسابها الرسمي على تطبيق "تيليغرام" إن الفيديو يعود إلى هجوم شنته قوات معارضة على حلب في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، وإن مجموعات مجهولة تقف وراء هذا العنف، مضيفة أن من ينشر الفيديو الآن يبدو أنه يسعى إلى إثارة فتنة طائفية.

كما ذكرت الوزارة أن بعض أفراد النظام السابق هاجموا قوات لوزارة الداخلية في منطقة الساحل السوري يوم الأربعاء، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

اعتقال ضابط

وكان "المرصد السوري لحقوق الإنسان" قال إن تسعة أشخاص قتلوا في اشتباكات شهدتها طرطوس أثناء محاولة اعتقال ضابط عسكري سابق، إضافة إلى قتيل عاشر سقط خلال محاولة الأمن فض احتجاجات في حمص.

وبحسب المرصد، فإن دورية من قوى الأمن العام التابعة لإدارة العمليات العسكرية كانت في مهمة اعتقال ضابط في قوات النظام السابق الذي شغل منصب مدير إدارة القضاء العسكري ورئيس المحكمة الميدانية وأحد المسؤولين عن جرائم "سجن صيدنايا" من مكان إقامته في خربة المعزة بريف طرطوس، وخلال البحث عنه اعترضها شقيق المطلوب وشبان مسلحون من أتباع الضابط وطردوا الدورية من القرية.

ولفت إلى أن قوى الأمن تعرضت لكمين قرب القرية، واستهدفت إحدى سيارات دوريتها، مما أدى إلى مقتل ستة عناصر إضافة إلى ثلاثة من المسلحين، وأصيب آخرون من الطرفين.

وفي حمص، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الأربعاء إن شخصاً قتل وأصيب خمسة آخرون في المدينة بعدما أطلقت قوات الأمن النار لتفريق محتجين.

مقبرة جماعية

من ناحية أخرى، أعلن عضو في الدفاع المدني "الخوذ البيضاء" وناشط اليوم العثور على مقبرة جماعية في سوريا من المحتمل أنها تضم رفات معتقلين سجنتهم السلطة السابقة إبان حكم بشار الأسد أو مقاتلين قضوا خلال النزاع.

وشاهد فريق من وكالة الصحافة الفرنسية في أرض قاحلة تبعد نحو 30 كيلومتراً شمال شرقي دمشق، حفراً مصفوفة إلى جانب بعضها بعضاً، تشكل خندقاً عمقه أكثر من متر، وتغطي كلاً منها ألواح خرسانية تم تحريكها. وعثر في منطقة جسر بغداد على أكياس عدة في حفرة دوّن على بعضها اسم أو عبارة "13 - رقم القبر"، فيما شوهد كيس يحوي جمجمة بشرية وعظاماً.

وتقع منطقة جسر بغداد على بعد نحو 20 كيلومتراً من مدينة صيدنايا وسجنها الضخم الذي أصبح رمزاً لأبشع الانتهاكات التي ارتكبها النظام.

ويشكل مصير عشرات آلاف المفقودين والمعتقلين في سوريا والمقابر الجماعية التي يُعتقد بأن النظام السوري أقدم على دفن معتقلين فيها قضوا تحت التعذيب، أحد أبرز وجوه المأساة السورية بعد 13 عاماً من نزاع مدمر تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص.

في الوقت نفسه، أحرقت السلطات السورية كميات كبيرة من المخدرات منها نحو مليون من حبوب الكبتاغون التي كانت تنتج على نطاق واسع خلال حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، بحسب ما أفاد مصدران أمنيان وكالة الصحافة الفرنسية.

وأشعل عناصر أمن النار في كميات من القنب الهندي وصناديق من عقار الترامادول ونحو 50 كيساً صغيراً تحتوي على حبوب كبتاغون وردية اللون في باحة المربع الأمني للنظام السابق في دمشق.

المزيد من الشرق الأوسط