ملخص
شهدت العاصمة اليمنية صنعاء احتجاجات حاشدة اليوم. وتجمع عشرات الآلاف من الأشخاص في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث رددوا هتافات وحملوا أسلحة ولافتات، كما استمعوا إلى خطابات نارية مناهضة لإسرائيل.
قالت تقارير إعلامية إن غارات استهدفت مواقع للحوثيين حيث سُمع دوي انفجارات عنيفة في مناطق متفرقة من العاصمة اليمنية، بما في ذلك مطار صنعاء الدولي، لكنها أوضحت أن الضربات نفذتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، وليس إسرائيل.
ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، اتهم الحوثيون واشنطن ولندن بالمسؤولية عن الضربة الجديدة على صنعاء.
ونقلت "رويترز" عن مصدر مطلع قوله اليوم الجمعة إن منظومة أميركية متقدمة مضادة للصواريخ استخدمت في إسرائيل لمحاولة اعتراض مقذوف للمرة الأولى منذ وضع الرئيس جو بايدن النظام في إسرائيل خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقال المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، إن منظومة "ثاد" استخدمت لمحاولة اعتراض مقذوف من اليمن في وقت ما خلال الساعات الـ24 الماضية، وإن التحليل سيحدد مدى نجاحه. ولم ترد وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بعد على طلب التعليق.
وفي أكتوبر الماضي، وضع بايدن منظومة "ثاد" التي بنتها شركة "لوكهيد مارتن" في إسرائيل، ويتواجد نحو 100 جندي أميركي للمساعدة في الدفاع عنها.
وتعد منظومة "ثاد" جزءاً أساسياً من أنظمة الدفاع الجوي المتعددة الطبقات للجيش الأميركي، وتضاف إلى دفاعات إسرائيل الصاروخية القوية بالفعل.
احتجاجات ضد الغارات
وشهدت العاصمة اليمنية صنعاء احتجاجات حاشدة اليوم. وتجمع عشرات الآلاف من الأشخاص في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث رددوا هتافات وحملوا أسلحة ولافتات، كما استمعوا إلى خطابات نارية مناهضة لإسرائيل.
وجاءت هذه التظاهرة عقب تصاعد الأعمال العدائية مع إسرائيل التي ضربت مواقع متعددة أمس الخميس، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص، أربعة منهم في المطار، بينما كان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس يستعد وفريقه لمغادرة العاصمة اليمنية.
استهداف مطار بن غوريون
وأعلن المتمردون الحوثيون في اليمن اليوم استهداف مطار بن غوريون الإسرائيلي قرب تل أبيب بهجوم صاروخي، غداة تعرض مطار صنعاء الدولي وأهداف أخرى تابعة للجماعة المدعومة من إيران، لغارات إسرائيلية.
وأفاد بيان للحوثيين بأنهم أطلقوا كذلك مسيّرات باتجاه "هدف حيوي" في وسط إسرائيل وسفينة في بحر العرب، مشيراً إلى أن "العدوان (الإسرائيلي) لن يزيد أبناء الشعب اليمني العظيم إلا إصراراً وعزماً على الاستمرار في إسناد الشعب الفلسطيني".
وجاءت الضربات الإسرائيلية على اليمن أمس الخميس، بينما أفاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس بأنه كان يستعد وفريقه لمغادرة العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية اليوم إن أحد الموظفين الجويين بالمنظمة التابعة للأمم المتحدة أصيب في الهجوم على مطار صنعاء، مضيفاً أنه يعاني إصابات خطرة لكنه يتعافى الآن في المستشفى.
وأفاد المتحدث بأن تيدروس سيواصل زيارته إلى اليمن حتى تتمكن طائرته من المغادرة. وزاد أن الطائرة قد تغادر اليمن اليوم، لكن لم يتم اتخاذ قرار بعد.
من جهتها، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في اليمن بأنه سيعاد فتح المطار اليوم بعد الضربات الإسرائيلة، التي ذكرت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين أنها أودت بحياة ستة أشخاص.
وتعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت المطار إلى جانب منشآت عسكرية ومحطات للطاقة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، المرة الثانية منذ الـ19 من ديسمبر (كانون الأول)، التي تقصف فيها إسرائيل أهدافاً في اليمن رداً على هجمات المتمردين الصاروخية عليها.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت مبكر أمس الخميس، أنه جرى اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل أن يخترق الأراضي الإسرائيلية.
ودوت صفارات الإنذار في أنحاء متفرقة من إسرائيل، عقب رصد إطلاق صاروخ من اليمن، وأعلن الإسعاف الإسرائيلي إصابة 18 شخصاً أثناء توجههم إلى الملاجئ بعد تفعيل صفارات الإنذار في تل أبيب.
وأسفرت الضربات التي شنتها إسرائيل على مطار صنعاء وأهداف أخرى في اليمن أمس الخميس عن مقتل ستة أشخاص، وفق وسائل إعلام تابعة للحوثيين، غداة هجمات للجماعة المتحالفة مع طهران ضد إسرائيل.
وندد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالتصعيد بين إسرائيل واليمن، وقال إن الضربات الجوية الإسرائيلية على مطار صنعاء وموانئ على البحر الأحمر ومحطات كهرباء تثير القلق.
وذكر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في إفادة صحافية أن "الضربات الجوية الإسرائيلية على مطار صنعاء الدولي وموانئ البحر الأحمر ومحطات الكهرباء في اليمن مثيرة للقلق بصورة خاصة"، وعبر عن مخاوفه من احتمالات حدوث مزيد من التصعيد بالمنطقة.
تيدروس "في أمان"
وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس الذي كان موجوداً في اليمن خلال القصف الإسرائيلي الخميس، أنه "في أمان"، لكنه أشار إلى أضرار لحقت بالبنية التحتية.
وجاء في بيان لتيدروس على منصة "إكس"، "أصيب أحد أفراد طاقم طائرتنا. وأفيد بمقتل شخصين في الأقل في المطار"، مضيفاً أن أعضاء آخرين في طاقم الأمم المتحدة هم أيضاً في أمان لكن موعد المغادرة قد أرجئ بانتظار إجراء الإصلاحات.
وأضاف "تعرض برج المراقبة وقاعة المغادرة - على بعد أمتار من مكان وجودنا - والمدرج لأضرار". وأضاف "علينا الانتظار حتى يتم إصلاح الأضرار التي لحقت بالمطار قبل أن نتمكن من المغادرة".
وكان تيدروس ضمن وفد ذهب إلى اليمن لمحاولة الإفراج عن 17 من أعضاء الأمم المتحدة المحتجزين بعضهم منذ عام 2021، والبعض الآخر منذ يونيو (حزيران) من قبل الحوثيين. كما دعا تيدروس إلى "الإفراج الفوري عنهم".
وأفاد شهود وكالة الصحافة الفرنسية بأن مطار صنعاء تعرض "لأكثر من ست" هجمات، وبأن ضربات استهدفت قاعدة الديلمي الجوية المحاذية. واستُهدفت أيضاً محطة للطاقة في الحديدة بهجمات وفق ما أفاد شهود وقناة "المسيرة" التابعة للحوثيين.
وذكرت القناة أن الغارات أدت إلى سقوط ستة قتلى، بعدما كان الحوثيون قد أفادوا سابقاً عن مقتل شخصين في مطار صنعاء وثالث في ميناء رأس عيسى.
وقال الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام إن الضربات التي جاءت غداة إطلاق الجماعة صاروخاً ومسيرتين على إسرائيل تنطوي على "إجرام" في حق الشعب اليمني.
"سنواصل ذلك حتى إنجاز المهمة"
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس في أعقاب الضربات على أن بلاده ستواصل ضرب الحوثيين "حتى إنجاز المهمة". وقال في تسجيل فيديو بثه مكتبه "نحن مصممون على قطع هذا الفرع الإرهابي لمحور الشر الإيراني. سنواصل ذلك حتى إنجاز المهمة".
وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى أن إسرائيل "ستطارد كل قادة الحوثيين... لن يكون بمقدور أحد الهرب".
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن "مقاتلات سلاح الجو أغارت على أهداف عسكرية للنظام الإرهابي للحوثيين على ساحل اليمن الغربي وفي الداخل"، مؤكداً أن ذلك جاء رداً على "الهجمات المتكررة" للحوثيين على "دولة إسرائيل ومواطنيها".
وفق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي شملت أهداف الضربات "بنى تحتية يستخدمها نظام الحوثي الإرهابي لأنشطته العسكرية في مطار صنعاء الدولي وفي محطتي الطاقة حزيز ورأس كنتيب".
وأشار البيان إلى أن هذه البنية التحتية كان يستخدمها الحوثيون "لنقل وسائل قتالية إيرانية إلى المنطقة ووصول مسؤولين إيرانيين إليها".
وتابع "يمثل نظام الحوثي الإرهابي وكيلاً مركزياً للمحور الإيراني ويتحمل مسؤولية زعزعة الاستقرار الإقليمي وعرقلة حرية الملاحة الدولية".
ودانت حركة "حماس" الفلسطينية، التي تخوض حرباً مع إسرائيل في قطاع غزة، الضربات الإسرائيلية على اليمن.