أعلنت منظمة الصحة العالمية أن العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل أمس الجمعة ضد مسلحين من حركة "حماس" قرب مستشفى كمال عدوان أدت إلى خروج آخر مرفق صحي رئيس شمال قطاع غزة عن الخدمة.
وقالت المنظمة الأممية، في بيان، إن "الغارة التي شنتها إسرائيل صباح الجمعة على مستشفى كمال عدوان أدت إلى خروج آخر مرفق صحي رئيس في شمال غزة عن الخدمة".
وأضافت المنظمة الدولية التي يقع مقرها الرئيس في جنيف أن "التقارير الأولية تشير إلى أن بعض الأقسام الرئيسة احترقت ودُمرت بشدة خلال الغارة".
بدورها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة التابعة لحركة "حماس" اليوم السبت، أن الجيش الإسرائيلي احتجز مدير مستشفى كمال عدوان وأفراداً من طاقمه، واقتادهم إلى التحقيق.
وقالت الوزارة في بيان إن "قوات الاحتلال تقتاد العشرات من طواقم مستشفى كمال عدوان بما في ذلك مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية إلى مركز للتحقيق".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق الجمعة أنه أطلق عملية عسكرية في محيط مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال القطاع، مشيراً إلى أنها تستهدف عناصر من "حماس"، بينما اتهمته وزارة الصحة التابعة للحركة باقتحام المرفق الطبي.
وتأتي العملية غداة إعلان مدير المستشفى حسام أبو صفية أن خمسة من أفراد طاقمه بينهم طبيب، قتلوا في غارة إسرائيلية مساء الخميس.
وتشن القوات الإسرائيلية عملية عسكرية واسعة في شمال قطاع غزة منذ السادس من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تقول إنها تهدف الى منع "حماس" من إعادة تجميع قواها في ظل الحرب المتواصلة منذ أكتوبر 2023.
وجود مخربين
وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان الجمعة بأنه بدأ "العمل خلال الساعات الماضية في منطقة مستشفى كمال عدوان داخل جباليا، وذلك بعد ورود معلومات استخباراتية مسبقة حول وجود مخربين وبنى تحتية إرهابية وتنفيذ أنشطة إرهابية هناك".
وأضاف "تعمل القوات في المنطقة بصورة دقيقة مع تجنب المساس بالأشخاص غير المتورطين والمرضى والطواقم الطبية إلى أكبر قدر ممكن"، مؤكداً أنه سمح "قبل وأثناء النشاط... للسكان والمرضى والموظفين في المستشفى إخلاء المنطقة بطريقة منظمة". إلا أن وزارة الصحة في القطاع اتهمت الجيش باقتحام المستشفى، مشيرة إلى انقطاع التواصل مع طاقمه.
وقالت المنظمة في بيان "بعد اقتحام قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان وانقطاع التواصل مع مدير المستشفى، فإن مصير الكادر الصحي والمرضى أصبح مجهولاً". وأوضحت أن الجيش "أجبر الطواقم الطبية والمرضى والمرافقين على خلع ملابسهم في البرد الشديد، واقتادهم خارج المستشفى إلى جهة مجهولة".
وحملت وزارة الصحة إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن حياة المرضى والجرحى والطواقم الطبية". ونقلت الوزارة عن أبو صفية قوله إن "جيش الاحتلال يحرق جميع أقسام العمليات في المستشفى"، مضيفاً أن الجيش "أخلى كامل الطاقم الطبي والنازحين واعتقل عدداً من الطاقم الطبي"، مشيراً إلى أنه ما زال في المستشفى مع آخرين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكر شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية أن الجيش أخلى المستشفى وأجبر مئات الفلسطينيين المقيمين في محيطه على المغادرة، والتوجه إلى مدرسة الفاخورة والمستشفى الإندونيسي شبه المدمر في جباليا شمال القطاع المحاصر.
وخلال وقت لاحق الجمعة نشرت حركة "حماس" بياناً نفت فيه التصريحات الإسرائيلية، وقالت "ننفي نفياً قاطعاً وجود أي مظهر عسكري أو وجود لمقاومين في المستشفى، سواء من كتائب ’القسام‘ أو أي فصيل آخر، فالمستشفى كان مفتوحاً أمام الجميع والمؤسسات الدولية والأممية".
وأضافت أن "أكاذيب العدو حول المستشفى هي لتبرير الجريمة النكراء التي أقدم عليها جيش الاحتلال الجمعة بإخلاء وحرق أقسام المستشفى كافة، تطبيقاً لمخطط الإبادة والتهجير القسري".
وطالبت الحركة "الأمم المتحدة (...) بتشكيل لجنة تحقيق أممية للنظر في حجم الجريمة التي يرتكبها في شمال قطاع غزة (...)، والعمل أيضاً على توفير الخدمات الطبية لأهلنا بعد تدمير الاحتلال جميع المرافق الصحية في الشمال".
منطقة عازلة
وجرى إخلاء جزء كبير من أنحاء بلدات جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا في الشمال من السكان وتدميرها بصورة منهجية، مما أثار تكهنات بأن إسرائيل تنوي إقامة منطقة عازلة مغلقة بعد انتهاء القتال في غزة.
وتنفي إسرائيل هذه الاتهامات قائلة إن عملياتها تهدف إلى منع مسلحي "حماس" من إعادة تنظيم صفوفهم.
وقال مسؤولون بوزارة الصحة في غزة الخميس إن خمسة من العاملين في القطاع الطبي بينهم طبيب أطفال، قتلوا بنيران إسرائيلية في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، إذ تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات منذ أكتوبر.
وفي بيان حمَّلت حركة "حماس" إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية مصير المرضى والجرحى والطاقم الطبي داخل المستشفى.