Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تعترض صاروخا حوثيا وغارة جديدة تستهدف صنعاء

الميليشيا اليمنية تتهم واشنطن ولندن بالوقوف وراء الضربة

ملخص

قال الجيش الإسرائيلي إن صاروخاً أُطلق من اليمن اعترضته الدفاعات الجوية فجر السبت "قبل دخوله" الأجواء الإسرائيلية، مشيراً إلى أن صفارات الإنذار دوت في وسط البلاد وفقاً للبروتوكول المعمول به.

اعترضت إسرائيل بنجاح فجر السبت صاروخاً أطلقته ميليشيا الحوثي، وذلك بعيد تعرض صنعاء لضربة جوية جديدة غداة غارات جوية شنتها تل أبيب على مواقع عدة في اليمن، بما في ذلك مطار صنعاء الدولي، في ظل تصاعد الأعمال العدائية بين الطرفين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن صاروخاً أُطلق من اليمن اعترضته الدفاعات الجوية فجر السبت "قبل دخوله" الأجواء الإسرائيلية، مشيراً إلى أن صفارات الإنذار دوت في وسط البلاد وفقاً للبروتوكول المعمول به.

ويأتي إطلاق هذا الصاروخ بعيد ساعات على تعرض العاصمة اليمنية لضربة جديدة أعقبت غارات جوية شنتها إسرائيل على مطار صنعاء الدولي ومواقع أخرى تابعة للحوثيين.

6 قتلى

وأدت الغارات الإسرائيلية على اليمن الخميس إلى مقتل ستة أشخاص، أربعة منهم في المطار. واستهدفت الغارات مطار صنعاء بينما كان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس وفريقه موجودين فيه استعداداً لمغادرة العاصمة اليمنية.

وعن ضربة الجمعة، قال أحد سكان صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون لوكالة الصحافة الفرنسية "سمعت الانفجار واهتز منزلي".

 

ولم تتضح على الفور الجهة المنفذة للضربة، غير أن المتمردين الحوثيين اتهموا "العدوان الأميركي-البريطاني".

ولم يصدر تعليق فوري من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة أو بريطانيا.

وفي وقت سابق الجمعة، أعلن الحوثيون أنهم شنوا هجوماً صاروخياً وبالطيران المسير على إسرائيل لا سيما مطار بن غوريون قرب تل أبيب، كما أفادوا عن إطلاق مسيرات باتجاه "هدف حيوي" في وسط إسرائيل وسفينة في بحر العرب.

وبعيد اندلاع الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل و"حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بدأ الحوثيون استهداف سفن قبالة السواحل اليمنية قالوا إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها، مؤكدين أن ذلك يأتي في إطار مساندة الفلسطينيين. وأدت الهجمات الى تراجع كبير في حركة الملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر وصولاً لقناة السويس، وهو ممر أساس لحركة التجارة الدولية.

وفي محاولة لردعهم، تشن القوات الأميركية والبريطانية ضربات على مواقع تابعة للحوثيين منذ يناير (كانون الثاني) الماضي. لكن هجمات الحوثيين استمرت على رغم ذلك، وأعلنوا في الأشهر الماضية إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة تستهدف إسرائيل.

وغالباً ما تعلن إسرائيل اعتراض هذه المقذوفات قبل بلوغ مجالها الجوي، إلا أن أحد الصواريخ التي أطلقها الحوثيون في الـ21 من ديسمبر (كانون الأول)، أسفر عن إصابة 16 شخصاً بجروح. وفي يوليو (تموز) قتل إسرائيلي في تل أبيب بهجوم بواسطة مسيرة للحوثيين.

تظاهرة حاشدة

والجمعة أيضاً شهدت العاصمة اليمنية تظاهرة حاشدة، احتجاجاً على الضربات الإسرائيلية التي استهدفت المطار، وتعبيراً عن التضامن مع الفلسطينيين.

وقال محمد القبيسي وهو مؤيد للحوثيين "تغيرت المعادلة وأصبحت: (استهداف) مطار مقابل مطار أو ميناء مقابل ميناء وبنية تحتية مقابل بنية تحتية". وأضاف "لن نتعب أو نشعر بالملل من دعم أشقائنا في غزة".

وعلى رغم الأضرار التي طاولت مطار صنعاء، أعلن نائب وزير النقل في حكومة الحوثيين يحيى السياني أنه تم استئناف الرحلات عند الساعة العاشرة صباح الجمعة (07:00 ت غ).

وأشار إلى أن "الاستهداف كان مباشراً في مطار صنعاء. استُهدف البرج وصالة المغادرة بشكل مباشر، كما استُهدفت الأجهزة الملاحية في المطار".

 

كما أوضح أن الضربات وقعت أثناء استعداد رحلة للهبوط وأخرى للإقلاع، مضيفاً "أُجلي وأُخلي الركاب وفق خطط الطوارئ". وأضاف أن الهجوم أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة نحو 20 بجروح.

وتعرض برج المراقبة لأضرار بالغة جراء الضربة المباشرة التي طاولته، بينما شاهد مصور وكالة الصحافة الفرنسية قطع زجاج على الأرض، حيث تحطمت نوافذ كبيرة في مبنى المطار.

ولم يُجب الجيش الإسرائيلي على طلب للتعليق بشأن ما إذا كان يعرف بأن غيبرييسوس كان في المطار.

ومنذ عام 2022 تقوم الشركة اليمنية بتسيير رحلات محدودة من مطار صنعاء وجهتها الأساسية عمان. وبين 2016 و2022، توقف المطار عن العمل سوى للرحلات التي تنظمها الأمم المتحدة، وذلك في ظل النزاع بين الحكومة المعترف بها دولياً والمدعومة من تحالف تقوده السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من طهران.

"إنجاز المهمة"

وفي تحذيره الأخير للحوثيين، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في تسجيل فيديو بثه مكتبه "نحن مصممون على قطع هذا الفرع الإرهابي لمحور الشر الإيراني. سنواصل ذلك حتى إنجاز المهمة".

على المستوى الدولي، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتصعيد الأعمال العدائية، وقال إن قصف البنية التحتية للنقل يهدد العمليات الإنسانية في اليمن الذي يعتمد 80 في المئة من سكانه على المساعدات.

وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في اليمن بهدف السعي إلى إطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة المحتجزين منذ أشهر لدى الحوثيين ولتقييم الوضع الإنساني.

وقال الجمعة على منصة "إكس" إن أحد أفراد خدمة النقل الجوي الإنساني التابعة للأمم المتحدة "أُصيب أمس جراء الضربة، وخضع لعملية جراحية ناجحة وهو الآن في حال مستقرة".

وبعد وقت قليل، قال عبر المنصة ذاتها، إنه وصل بسلام إلى الأردن مع فريقه، بما في ذلك المصاب الذي أفاد بأنه في حاجة إلى مزيد من العلاج.

"حيوي للغاية"

والجمعة، ندد منسق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية في اليمن جوليان هارنيس الذي كان برفقة تيدروس في مطار صنعاء الخميس باستهداف هذا المرفق "المدني"، مشدداً على أن المطار "حيوي للغاية" لإيصال المساعدات الإنسانية إلى بلد غارق في الحرب منذ 2014.

وقال هارنيس خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو من اليمن إن مطار صنعاء "موقع مدني تستخدمه الأمم المتحدة"، مشدداً على أن هذا المرفق "يُستخدم من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ويُستخدم لرحلات جوية مدنية، وهذه هي وظيفته".

وشدد المسؤول الأممي على أن "أطراف النزاع عليها واجب ضمان عدم ضرب أهداف مدنية".

 

وأوضح هارنيس أنه حين استهدفت الغارات الإسرائيلية مطار صنعاء كان موجوداً في هذا المرفق إلى جانب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، و18 عضواً آخر من الأمم المتحدة.

وأضاف "لقد وقعت غارة جوية على بُعد نحو 300 متر إلى الجنوب من حيث كنا، وأخرى على بُعد نحو 300 متر شمالنا".

وأكد أن "الأمر الأكثر رعباً هو أن هذه الضربات حدثت بينما كانت طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية، على متنها مئات اليمنيين، تستعد للهبوط".

ولفت إلى أن هذه الطائرة "كانت تهبط وتتحرك عندما دُمر برج المراقبة الجوية"، مضيفاً "كان من الممكن أن يكون الأمر أسوأ بكثير".

من جهته، قال شاهد عيان إن الغارات التي شنها الجيش الإسرائيلي الخميس، استهدفت أيضاً قاعدة الديلمي الجوية المجاورة، واستهدفت محطة كهرباء في الحديدة على الساحل الذي يسيطر عليه المتمردون.

وفي عقب هجمات سابقة شنها المتمردون الحوثيون على إسرائيل هذا العام، استهدفت غارات إسرائيلية الحُديدة مرتين، وهي نقطة دخول رئيسة للمساعدات الإنسانية إلى البلد الذي دمرته الحرب.

وفي الـ19 من ديسمبر (كانون الأول)، وبعدما أطلق الحوثيون صاروخاً باتجاه إسرائيل وألحقوا أضراراً بالغة بمدرسة، ضربت إسرائيل أهدافاً في صنعاء لأول مرة.

وأفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين بأن هذه الضربات أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص.

"بنية تحتية عسكرية"

وقالت إسرائيل في بيان إن الأهداف الأخيرة شملت "بنية تحتية عسكرية" في المطار ومحطات طاقة في صنعاء والحديدة، إضافة إلى منشآت أخرى في موانئ الحديدة والصليف ورأس قنتب.

وأضاف البيان أن الحوثيين يستخدمون المواقع المستهدفة "لتهريب أسلحة إيرانية إلى المنطقة ولدخول مسؤولين إيرانيين كبار".

والحوثيون منضوون في ما يعرف بـ"محور المقاومة" الذي تقوده إيران، ويضم فصائل مناهضة لإسرائيل مثل حركة "حماس" و"حزب الله" اللبناني وفصائل عراقية مسلحة.

ويأتي التصعيد بين إسرائيل والحوثيين بعدما وجهت تل أبيب ضربات قاسية إلى ركنين في "محور المقاومة" هما "حماس" و"حزب الله" على مدى الأشهر الماضية، شملت اغتيال قيادات بارزة وضرب قدرات ومنشآت عسكرية.

ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعاً اندلع مع سيطرة المتمردين على مناطق شاسعة في شمال البلاد بينها صنعاء.

توقف القتال إلى حد كبير منذ أبريل (نيسان) 2022، بعد التوصل إلى هدنة إنسانية بواسطة الأمم المتحدة، جرى تمديدها مرتين. وعلى رغم انتهاء مفاعيلها في أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه، فلا يزال الوضع هادئاً نسبياً على الأرض.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات