ملخص
سعى زيلينسكي وفريقه إلى تعزيز التواصل مع ترمب منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وسط خشية في كييف من أن يعمد الرئيس الجمهوري إلى خفض كميات المساعدات العسكرية الأميركية التي تعتمد عليها أوكرانيا بصورة أساس في مواجهة الهجوم الروسي.
أسفرت هجمات روسية بمسيّرات وصواريخ على أوكرانيا اليوم الجمعة عن مقتل ثلاثة أشخاص في الأقل، بينما قتل شخصان في ضربات أوكرانية طاولت مناطق روسية حدودية، بحسب ما أفاد مسؤولون من الجانبين اليوم.
ومساء اليوم، طاولت سلسلة من الضربات الصاروخية مدينة تشيرنيهيف في شمال أوكرانيا.
وأشار قائد الإدارة العسكرية في مدينة تشيرنيهيف، دميترو بريينسكي عبر "تيليغرام" إلى أن الحصيلة الأولية للهجوم تشمل "قتيلاً وأربعة جرحى".
وسمع صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية بالموقع دوياً قوياً في المدينة ثلاث مرات في فترة بعد الظهر.
وقال حاكم منطقة تشيرنيهيف بدوره عبر "تيليغرام" إن "العدو شن اليوم هجوماً ثلاثياً بالصواريخ على منطقة سكنية في ضاحية تشيرنيهيف"، موضّحاً أن "عمليات البحث والإغاثة لا تزال متواصلة".
وفي الصباح الباكر، طاول هجوم روسي بمسيّرات ضاحية العاصمة كييف.
وقال مسؤول المنطقة بالإنابة ميكولا كلاشنيك على وسائل التواصل الاجتماعي "قُتل شخص وأصيب أربعة في هجوم جوي للعدو على منطقة كييف".
وأشار إلى أن سائق شاحنة قتل بعدما أصيب بحطام مسيّرة روسية تم إسقاطها.
وسقط حطام على منزل، مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص، من بينهم فتى يبلغ 16 سنة ووالده.
93 مسية روسية
وقال سلاح الجو الأوكراني إن روسيا أطلقت 93 طائرة مسيّرة خلال الليل، مشيراً إلى أن 60 منها أسقطت و26 حُيّدت وأبطل مفعولها.
وتساقط أيضاً حطام مسيّرات على وسط كييف، من دون أن يسفر ذلك عن ضحايا، بحسب ما كشف رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتشكو.
وفي منطقة زابوريجيا الجنوبية، قضى رجل بضربة صاروخية روسية، وفق ما أعلن حاكم المنطقة إيفان فيدوروف.
وقال فيدوروف عبر "تيليغرام" إن "متقاعداً قضى ونقلت زوجته إلى المستشفى إثر إصابتها" في الهجوم.
وكثّفت القوات الروسية ضرباتها الجوية في أنحاء أوكرانيا خلال الأسابيع الأولى من فصل الشتاء، بما في ذلك هجوم بطائرة مسيّرة في يوم رأس السنة استهدف وسط كييف وتسبب بمقتل شخصين.
على الجانب الروسي، أدى قصف أوكراني بقذائف الهاون على قرية كيريلوفكا في منطقة بريانسك الحدودية إلى مقتل شخص، حسبما أفاد حاكم المنطقة ألكسندر بوغوماز.
وقال عبر تطبيق "تيليغرام"، "أطلق إرهابيون أوكرانيون قذائف الهاون على قرية كيريلوفكا... للأسف، أدى الهجوم الإرهابي إلى مقتل مدني".
وفي منطقة كورسك الروسية حيث سيطرت القوّات الأوكرانية على عشرات البلدات الحدودية إثر هجوم مباغت شنّته في منتصف أغسطس (آب) الماضي، قتل رجل في هجوم أوكراني على المنطقة اليوم.
وكشف حاكم المنطقة ألكسندر خينشتاين عبر "تيليغرام" أن الضحية عامل في الـ63 من العمر كان يتجوّل قرب منزله، مشيراً إلى أنه تمّ إجلاؤه من المنطقة سابقاً وقد عاد إليها من دون إذن السلطات المحلية.
زيلينسكي: ترمب قد يكون حاسماً
اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الخميس أن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قد يساعد على إنهاء الحرب مع روسيا، والتي تقترب من إتمام عامها الثالث.
وقال زيلينسكي في مقابلة مع التلفزيون الأوكراني إن ترمب "قوي للغاية ولا قدرة على التنبؤ بتصرفاته، وأرغب فعلاً في أن أرى عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات الرئيس ترمب ينطبق على روسيا. أنا على قناعة بأنه يريد فعلاً أن ينهي الحرب". وأضاف، "ترمب قد يكون حاسماً. بالنسبة إلينا هذا هو الأهم"، ويساعد في التصدي للرئيس للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأشار إلى أن مزايا ترمب "موجودة بالفعل... قد يكون حاسماً في هذه الحرب. وهو قادر على إيقاف بوتين، أو بعبارة أدق، على مساعدتنا على إيقاف بوتين. إنه قادر على القيام بذلك".
وترمب الذي سيعود إلى البيت الأبيض رسمياً في الـ20 من يناير (كانون الثاني)، كان قد أكد قدرته على وقف الحرب خلال 24 ساعة، من دون أن يقدم خطة واضحة لذلك. إلا أن تصريحاته أثارت قلق كييف التي تخشى أن يحاول الرئيس الجمهوري دفعها إلى القبول بالتخلي عن أراضٍ تسيطر عليها روسيا من أجل الإسراع في إنهاء هذا النزاع.
المبادرة الفرنسية
وسعى زيلينسكي وفريقه إلى تعزيز التواصل مع ترمب منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وسط خشية في كييف من أن يعمد الرئيس الجمهوري إلى خفض كميات المساعدات العسكرية الأميركية التي تعتمد عليها أوكرانيا بصورة أساس في مواجهة الهجوم الروسي.
وأعرب زيلينسكي عن دعمه لطرح نشر فرنسا قوات حفظ سلام في أوكرانيا لضمان تنفيذ أي اتفاق قد يتم التوصل إليه مع روسيا، لكنه شدد على أن ذلك يجب أن يكون في سياق إجراءات نحو انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي. وقال، "نحن ندعم هذه المبادرة، لكن فرنسا وحدها لا تكفي. لا نريد أن يقتصر الأمر على بلد أو بلدين في حال وصلنا إلى تلك المبادرة. بالتأكيد يجب أن يكون على الطريق نحو (الناتو)".
وطرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فكرة نشر قوات غربية في أوكرانيا. وأشار سابقاً إلى ضرورة عدم استبعاد وجود جنود أجانب على الأرض. وعلى الصعيد الميداني، أقر زيلينسكي بأن جنوده باتوا منهكين في ظل مواصلة روسيا الضغط بلا هوادة على الجبهة. وقال، "هم يضغطون وشبابنا متعبون".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتقدمت القوات الروسية على مساحة تناهز 4 آلاف كيلومتر مربع في أوكرانيا خلال العام المنصرم، وفق تحليل أجرته وكالة الصحافة الفرنسية لبيانات من معهد دراسة الحرب، في ظل معاناة قوات كييف من نقص العديد والإنهاك.
رئيس وزراء سلوفاكيا يتوعد أوكرانيا
من جانب آخر قال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو أمس الخميس إن الحكومة الائتلافية ستناقش تدابير للرد على أوكرانيا بعدما أوقفت تدفق الغاز الروسي عبر أراضيها إلى سلوفاكيا.
وقال فيكو في رسالة بالفيديو نشرت على "فيسبوك" إن حزبه سيدرس قطع إمدادات الكهرباء عن أوكرانيا وخفض المساعدات للاجئين الأوكرانيين والمطالبة بتجديد اتفاقية نقل الغاز أو التعويض عن الخسائر التي قال إن سلوفاكيا تتكبدها بسبب وقف تدفقات الغاز الروسي.
وتوقفت صادرات الغاز الروسية عبر خطوط الأنابيب التي تعود إلى الحقبة السوفياتية وتمر عبر أوكرانيا مع بداية العام الجديد، مما يمثل نهاية عقود من هيمنة موسكو على أسواق الطاقة الأوروبية، إذ انتهى سريان اتفاق نقل الغاز بين روسيا وأوكرانيا.
ولدى سلوفاكيا إمدادات غاز بديلة، لكن فيكو الذي أنهى المساعدات العسكرية لأوكرانيا وسعى إلى التقارب مع موسكو، يقول إن البلاد ستخسر عوائد النقل التي تتلقاها وستدفع رسوم نقل إضافية لجلب الغاز غير الروسي. كما قال إن أسعار الغاز والطاقة الأوروبية سترتفع نتيجة لقرار أوكرانيا.
"التخريب"
وأضاف فيكو أن وفداً سلوفاكياً سيناقش الوضع في بروكسل الثلاثاء المقبل، ثم سيناقش ائتلافه الحاكم الرد على ما سماه "التخريب" الذي قام به الرئيس الأوكراني.
واتهم زيلينسكي الأسبوع الماضي فيكو بفتح "جبهة ثانية" تتعلق بالطاقة ضد أوكرانيا بأوامر من روسيا.
وحققت شركة تشغيل شبكة نقل الغاز في سلوفاكيا يوستريم، التي تمتلك الدولة حصة الغالبية بها إيرادات بلغت 158 مليون يورو وربحاً بعد الضريبة بلغ 25 مليون يورو في الأشهر الستة حتى الـ31 من يناير (كانون الثاني) 2024، وهي أحدث فترة أعلنت عنها على موقعها على الإنترنت.
وقالت شركة "أس بي بي" السلوفاكية الحكومية لاستيراد الغاز، والتي تغطي نحو ثلثي الطلب المحلي أول من أمس الأربعاء إنها ستواجه نحو 90 مليون يورو من الكلف الإضافية، وبخاصة رسوم النقل إذا استخدمت بديلاً عن كل الغاز الروسي هذا العام.
ووفقاً لبيانات مشغل شبكة الكهرباء صدرت سلوفاكيا 2.4 مليون ميغاواط ساعة من الكهرباء في أول 11 شهراً من عام 2024 إلى أوكرانيا، التي تعاني نقص الكهرباء بسبب القصف الروسي.