ملخص
استغرق انتخاب كيفن ماكارثي رئيساً لمجلس النواب في بداية آخر دورة للكونغرس 15 جولة تصويت على مدى أربعة أيام وأطيح بعد 10 أشهر ليحل جونسون مكانه في تمرد تسبب بشلل في الكونغرس لأسابيع.
يواجه زعيم الجمهوريين مايك جونسون معارضيه في جلسة تصويت يعقدها الكونغرس الأميركي اليوم الجمعة قد تفضي إما لعودته إلى الواجهة كأحد أهم رجال الدولة أو تهميشه سياسياً.
وبعدما تولى رئاسة مجلس النواب عام 2023، يسعى النائب المحافظ عن لويزيانا إلى إعادة انتخابه رئيساً للمجلس، ويحظى بدعم الرئيس المنتخب دونالد ترمب مع بدء ولاية جديدة في الكونغرس الذي تسوده حال انقسام عميق، لكن المتشددين في صفوف الجمهوريين يرون أنه توافقي بصورة مبالغ فيها ومتساهل في ما يتعلق بخفض الإنفاق، لذا بات مصيره كأهم نائب في واشنطن على المحك.
غموض التصويت
وسيخيم الغموض حتى لحظة الإدلاء بآخر صوت، إذ إن طموحات المحامي البالغ 52 سنة ستتبخر إذا قرر واحد فقط من الغالبية الضئيلة التي يحظى بها الجمهوريون الانشقاق، على فرض حضور وتصويت جميع الأعضاء. وهناك 219 جمهورياً في مقابل 215 ديمقراطياً بالمجلس.
استغرق انتخاب كيفن ماكارثي رئيساً للمجلس في بداية آخر دورة للكونغرس 15 جولة تصويت على مدى أربعة أيام وأطيح بعد 10 أشهر ليحل جونسون مكانه في تمرد تسبب بشلل في الكونغرس لأسابيع.
وما لم يُنتخب رئيس للمجلس بحلول الإثنين المقبل فلن يتمكن الكونغرس من المصادقة على فوز ترمب في الانتخابات، ومن ثم سيواجه الجمهوري الذي لن يحق له الحكم إلا لولاية واحدة بعدما تولى السلطة من 2017-2021، تأخيرات في تنفيذ أجندته.
مصير جونسون
ويبقى مصير جونسون في أيدي 10 نواب جمهوريين يمينيين في الأقل يشعرون بالغضب حيال طريقة تعامله مع قوانين الإنفاق الكبيرة، ويعارضونه أو يحجبون عنه الدعم علماً أن أحدهم أعلن بحزم وقوفه ضده.
وصوت 11 جمهورياً لمصلحة إطاحة جونسون في مايو (أيار) 2024 بعدما أثار حفيظة الجناح الموالي لترمب عبر إفساح المجال لحزمة دعم كبيرة لأوكرانيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال جونسون لشبكة "فوكس نيوز" الإثنين الماضي "نتحاور بصورة دائمة في شأن ذلك كله. أعتقد أن جميع الأعضاء يرغبون في أن يكونوا جزءاً من الحل". وأضاف "قطعوا وعوداً كبيرة لدوائرهم الانتخابية خلال الحملة الأخيرة وعلينا الإيفاء بها".
في المقابل يتوقع بأن يصوت جميع الديمقراطيين (215 نائباً) لمصلحة رئيس كتلتهم الحالي حكيم جيفريز، كما فعلوا عندما فاز جونسون بالتصويت أول مرة.
وفي حال عدم حصول جونسون على عدد كاف من الأصوات ستتواصل العملية لجولة تصويت ثانية تُجرى على الأرجح الجمعة أيضاً.
وسيدفع فشله في الفوز بالأصوات في الجولات المتتالية المحافظين المناهضين له إلى التحرك لمنع عودته إلى المنصب، وإلى محادثات بين الحزبين قد تفضي إلى تعيين شخصية جمهورية توافقية تحظى بتأييد الديمقراطيين، لكن لم تطرح حتى اللحظة أسماء أي شخصيات بديلة لجونسون.
شخصيات بديلة
وسبق لشخصيات بارزة في المجلس من الحزب الجمهوري مثل ستيفن سكاليز وتوم إيمير ورئيس اللجنة القضائية جيم جوردان أن أبدوا اهتماماً بتولي المنصب، لكنهم فشلوا جميعاً في 2023 عندما فاز جونسون.
وأجرى جونسون اتصالات خلال فترة العطلات، على رغم أن الطريقة التي ينوي من خلالها كسب تأييد معارضيه غير واضحة. ونقلت منصة الكونغرس الإعلامية "بانشبول نيوز" عن مقربين منه قولهم إنه غير مهتم بإبرام "صفقات من تحت الطاولة".
وكلما تنازل أكثر أمام معارضيه اليمينيين تزداد فرصه في إثارة امتعاض المعتدلين، وهو أمر يفاقم احتمال نشوب خلافات بين الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ، علماً أن هناك انقسامات أصلاً.
وقال النائب المحافظ عن ولاية كنتاكي توماس ماسي، وهو الوحيد الذي أعلن أنه لن يصوت لمصلحة جونسون، على منصة "إكس"، "لم ينتخب في المرة الأولى إلا لأنه لم يكن يتولى أي منصب قيادي ولم يقاتل يوماً من أجل شيء، لذا فإن أحداً لم يكرهه فيما كان الجميع يشعرون بأنهم سئموا التصويت" مرة تلو الأخرى. وأضاف "فاز لكونه المرشح الأقل إثارة للاعتراضات ولم يعد يحمل هذا اللقب".