موسكو تتوعد كييف بالرد على الصواريخ الأميركية

توعدت روسيا اليوم السبت بالرد على إطلاق أوكرانيا صواريخ أميركية الصنع تجاه أراضيها، وفق موسكو، بعدما حذرت من أن استخدام هذه الصواريخ سيواجه برد شديد.

وجاء في بيان للجيش الروسي أن "أعمال نظام كييف المدعوم من أوصيائه الغربيين ستكون موضع رد"، بعدما أعلن في وقت سابق أنه اعترض ثمانية صواريخ من طراز "أتاكمس" أميركية الصنع كانت تستهدف منطقة بيلغورود الروسية.

وخلال الأسابيع الأخيرة هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرب وسط كييف بصاروخ بالستي تفوق سرعته سرعة الصوت إذا واصلت أوكرانيا ضرب الأراضي الروسية بأسلحة غربية بعيدة المدى.

وذكر الجيش الروسي في بيان سابق أن "وسائط الدفاع الجوي أسقطت ثمانية صواريخ 'أتاكمس' أميركية الصنع و72 طائرة مسيرة" أطلقتها كييف، بينما لم يذكر البيان ما إذا أسفر الهجوم عن ضحايا أو أضرار مادية.

في عمق روسيا

وأجازت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لأوكرانيا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 استخدام هذه الصواريخ التي يبلغ مداها 300 كيلومتر لضرب أهداف في عمق روسيا، وذلك عقب نشر كوريا الشمالية آلاف الجنود لمساعدة موسكو في الحرب ضد كييف، بحسب الدول الغربية الحليفة لأوكرانيا.

 ومنذ ذلك الحين شنت كييف ضربات باستخدام "أتاكمس" وغيرها من الصواريخ الغربية البعيدة المدى، بينما ردت موسكو بشن ضربة ضد الأراضي الأوكرانية باستخدام صاروخ "أوريشنيك" الفرط صوتي، وحذرت من الرد بشدة في كل مرة تستخدم فيها كييف صواريخ غربية الصنع ضد أراضيها.

وعلى الصعيد الميداني أصيب شخصان بجروح جراء هجوم بالطيران المسير في مدينة شيبيكينو القريبة من الحدود الأوكرانية، بحسب ما أفاد حاكم منطقة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف، فيما أصيب 10 أشخاص في الأقل بضربة أوكرانية طاولت مدينة غورليفكا التي تحتلها روسيا شرق أوكرانيا، بحسب رئيس البلدية إيفان بريخودو.

وإلى الشمال أعلنت موسكو السيطرة على بلدة نادييا في مقاطعة لوغانسك الأوكرانية التي ضمتها عام 2022، وتسيطر على معظم أنحائها، أما في جنوب البلاد فأصيب أربعة أشخاص بجروح خلال هجوم بمسيرة روسية، بحسب ما أفاد قائد الإدارة العسكرية لمدينة خيرسون رومان مروتشكو.

هجوم على سومي

وقالت السلطات المحلية في سومي (شمال شرقي أوكرانيا) اليوم السبت، إن ثلاثة أشخاص في الأقل بينهم طفلان أصيبوا في هجوم روسي على المنطقة.

وتقع سومي على حدود منطقة كورسك الروسية وتتعرض لقصف من القوات الروسية منذ شهور، وقالت الإدارة العسكرية في سومي عبر تطبيق "تيليغرام" إن "الروس أسقطوا قنبلة على مبنى سكني فأصيب طفلان وشخص بالغ، وطاول الدمار أحد مداخل المبنى السكني".

وذكر مسؤولون أن هناك عملية إنقاذ جارية للعثور على أشخاص قد يكونون محاصرين تحت الأنقاض، بينما لم تعلق روسيا التي بدأت حربها على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، بعد على الأحداث في سومي.

طوارئ في القرم

أعلنت روسيا اليوم السبت حال طوارئ إقليمية في شبه جزيرة القرم التي استولت عليها من أوكرانيا عام 2014، في وقت بدأت إزالة أطنان من الرمال والأتربة الملوثة على جانبي مضيق كيرتش بعد تسرب نفطي في البحر الأسود الشهر الماضي.

وطالب حاكم مدينة سيفاستوبول الذي عينته روسيا، ميخائيل رازفوزهايف، بإزالة آثار جديدة أظهرت حدوث تلوث طفيف، وأعلن حال الطوارئ في المدينة مما يمنح السلطات نفوذاً أكبر لاتخاذ قرارات سريعة مثل إصدار أوامر للمواطنين بإخلاء منازلهم.

ويقع المضيق بين البحر الأسود وبحر آزوف ويفصل شبه جزيرة كيرتش في القرم عن منطقة كراسنودار الروسية، وقالت وزارة الطوارئ الروسية اليوم إن عمال الإنقاذ أزالوا أكثر من 86 ألف طن من الرمال والأتربة الملوثة.

وتسرب النفط من ناقلتين تعرضتا لعاصفة في الـ 15 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي مما أدى إلى غرق إحداهما وجنوح الأخرى.

ويعكف أكثر من 10 آلاف عامل على إزالة النفط من الشواطئ الرملية في منتجع "أنابا" الصيفي والمنطقة المحيطة به، وأشارت جماعات معنية بحماية البيئة إلى نفوق مجموعة من الدلافين وخنازير البحر وبعض الطيور البحرية.

وقالت وزارة النقل الروسية الأسبوع الماضي إن خبراء أكدوا أن حوالى 2400 طن من المنتجات النفطية تسربت إلى البحر، وهي كمية أصغر مما كان يُخشى في البداية، بينما ذكرت وسائل إعلام رسمية أن الناقلتين اللتين يزيد عمرهما على 50 عاماً كانتا تحملان 9200 طن (62 ألف برميل) من المنتجات النفطية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت إن القوات الروسية سيطرت على قرية ناديا في منطقة لوغانسك شرق أوكرانيا، وأسقطت ثمانية صواريخ أميركية الصنع من طراز "أتاكمز".

وأضافت الوزارة أن أنظمة الدفاع الجوي التابعة لها أسقطت 10 طائرات مسيرة أوكرانية فوق أراض روسية صباح اليوم السبت ثلاث منها فوق منطقة لينينغراد في الشمال.

وأوقف مطار "بولكوفو" في سان بطرسبورغ وصول ومغادرة الرحلات الجوية موقتاً صباح اليوم السبت.

مناورة بوكروفسك

وقال الجيش الأوكراني اليوم السبت إن قوات روسية تواصل شن هجمات قرب مدينة بوكروفسك الأوكرانية في محاولة لتجاوزها من الجنوب وقطع طرق الإمداد للقوات الأوكرانية.

ومن شأن السيطرة على محور الطرق والسكك الحديد في منطقة دونيتسك الشرقية أن يخلق صعوبات كبيرة للجيش الأوكراني على الجبهة الشرقية، كما يسمح لروسيا بتعزيز جبهتها باتجاه الغرب.

وقال المتحدث باسم مجموعة قوات خورتيتسيا الأوكرانية فيكتور تريهوبوف للتلفزيون الأوكراني، "تظل الوجهة صوب بوكروفسك هي الأكثر سخونة، إذ شن الروس هناك 34 هجوماً في الساعات الـ24 الماضية، وحاولوا اختراق دفاعاتنا جنوبي بوكروفسك". وأضاف أن القوات الروسية تحاول قطع طرق الإمداد من خلال إرسال مجموعات صغيرة من الجنود إلى تجمعات سكنية واقعة جنوب بوكروفسك.

وقال تريهوبوف، "هم (الروس) لا يسعون إلى دخول المدينة مباشرة لأن ذلك يعني اندلاع قتال عنيف في منطقة حضرية، لذا فإنهم يحاولون أولاً تجاوز المدينة وقطع سلاسل الإمدادات اللوجيستية". وأضاف أن القوات الأوكرانية تستخدم طائرات مسيرة وأسلحة دقيقة في محاولة لمنع القوات الروسية من الوصول إلى أهدافها.

وأعلن ممثل لوكالة النقل الجوي الروسية "روسافياتسيا" رفع القيود المؤقتة واستئناف العمليات بمطار بولكوفو الروسي في سان بطرسبرغ اليوم السبت اعتباراً من الساعة 10:15 صباحاً (07:15 بتوقيت غرينتش).

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الوكالة وقف وصول ومغادرة الرحلات الجوية بالمطار من الساعة 7:45 صباحاً (04:45 بتوقيت غرينتش) لضمان سلامة الطائرات المدنية.

من جهته، قال سلاح الجو الأوكراني، اليوم، إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت 34 من أصل 81 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا خلال الليل.

وأضاف أنه جرى تحييد خطر 47 طائرة مسيرة، وهي إشارة إلى استخدام أوكرانيا أدوات الحرب الإلكترونية في إعادة توجيه الطائرات المسيرة الروسية.

3 قتلى

أعلن مسؤولون محليون أن ثلاثة أشخاص قتلوا في هجمات على جانبي الحدود الأوكرانية الروسية أمس الجمعة.

وقال المسؤولون إن ثلاثة صواريخ سقطت على منطقة سكنية قرب مدينة تشيرنيهيف بشمال أوكرانيا مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة خمسة وتدمير منزلين. وأظهرت صورة نشرها حاكم المنطقة واجهة محطمة لمنزل.

وذكر مسؤولون أن خمسة أشخاص أصيبوا في هجوم بطائرة مسيرة في منطقة كييف المجاورة، فيما أصيب أربعة عندما تعرضت بلدة سلوفيانسك القريبة من الجبهة في دونيتسك للقصف.

300 هجوم بطائرات مسيرة

وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تطبيق "تيليغرام" أن روسيا شنت 300 هجوم بطائرات مسيرة وما يقرب من 20 هجوماً صاروخياً على أهداف أوكرانية في الأيام الثلاثة الأولى من 2025.

وأضاف أنه جرى إسقاط أو اعتراض معظمها.

ميدان الاستقلال في العاصمة الأوكرانية كييف في 3 يناير 2024 (أ ف ب)​​​​​​​

وقال حاكم منطقة كورسك بجنوب روسيا إن رجلاً كان يسير على الطريق لقي حتفه في غارة بطائرة مسيرة في المنطقة التي تسيطر القوات الأوكرانية على مساحات واسعة منها بعد خمسة أشهر من توغل واسع النطاق.

وقالت القوات المسلحة الأوكرانية الخميس إنها نفذت ضربة شديدة الدقة على مركز قيادة روسي في منطقة كورسك. وقال الجيش الروسي إنه أسقط أربعة صواريخ أوكرانية.

وتقول روسيا إنها استعادت السيطرة على معظم الأراضي التي سيطرت عليها القوات الأوكرانية بعد اجتيازها الحدود إلى منطقة كورسك في أغسطس (آب) 2024.

وقال حاكم منطقة بريانسك الروسية في الغرب إن قرية قريبة من الحدود تعرضت لنيران مدفعية مما أسفر عن مقتل أحد السكان.

وذكر الجيش الروسي ومسؤولون محليون أن أنظمة الدفاع أسقطت نحو 10 طائرات مسيرة أوكرانية، منها ست في منطقة بريانسك.

مساعدات أمنية إضافية

من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي الجمعة إنه يتوقع أن تعلن الولايات المتحدة مساعدات أمنية إضافية لأوكرانيا في الأيام المقبلة.

وذكر كيربي أن المساعدات المتوقع إعلانها تأتي بعد أن أعلنت واشنطن الأسبوع الماضي عن تقديم 5.9 مليار دولار من المساعدات العسكرية والمالية الإضافية لأوكرانيا، إضافة إلى عقد اجتماع لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية في ألمانيا في التاسع من يناير (كانون الثاني) الجاري.