ملخص
انخفض سعر سهم "بوينغ" بأكثر من 30 في المئة خلال العام الماضي
قبل عام وجدت شركة "بوينغ" نفسها في دائرة الضوء بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة والجودة بعد حادثة انفجار لوحة هيكلية تغطي باب مخرج الطوارئ غير المستخدم من طائرة "بوينغ 737 ماكس 9" شبه جديدة التي كانت تعمل لمصلحة "ألاسكا إيرلاينز". كانت الحادثة مخيفة للركاب على متن الطائرة، على رغم أن أحداً لم يصب بجروح خطرة، وتمكن الطاقم من الهبوط بالطائرة بسلام في بورتلاند، أوريغون.
وأظهرت النتائج الأولية لتقرير مجلس السلامة الوطني للنقل أن البراغي الأساسية لم تركب قبل أن تغادر الطائرة مصنع "بوينغ" في رينتون، واشنطن، مما ألحق ضرراً آخر بصورة الشركة، وهي واحد من أبرز المصدرين الأميركيين.
وخلال الـ12 شهراً الماضية انخفض سعر سهم "بوينغ" بأكثر من 30 في المئة، في حين ارتفع مؤشر (أس أند بي 500) بنسبة تقارب 27 في المئة.
قضى قادة شركة "بوينغ" 12 شهراً الماضية في إجراء تغييرات كبيرة، شملت استبدال بعض المناصب التنفيذية، بما في ذلك تعيين رئيس تنفيذي جديد، إضافة إلى تدريب أكثر قوة لمئات من عمال المصانع، عديد منهم جدد في العمل.
والجمعة الماضي قدمت الشركة لمحة عن تقدمها خلال العام الماضي، بما في ذلك البدء في تنفيذ تدقيقات عشوائية للجودة في المصانع. وأكدت "بوينغ" وفقاً لشبكة "سي أن بي سي"، أنها خفضت بصورة كبيرة العيوب في هياكل الطائرات من طراز "737" التي تنتجها شركة "سبيريت أيروسستمز"، التي تشتريها، وقلصت ما يعرف بالعمل المتنقل، إذ تنفذ مهام بناء الطائرات بترتيب غير متسلسل، في محاولة لتقليل العيوب، وأعلنت الشركة استجابتها لمعظم التعليقات التي قدمها الموظفون خلال الجلسات مع الإدارة على مدار العام.
الخسائر المتزايدة وتأخيرات التسليم
لم تحقق "بوينغ" أرباحاً سنوية منذ عام 2018، وكان ذلك العام هو الأول من حادثتين مميتتين لطائراتها "737 ماكس"، إذ أسفرا عن مقتل 346 شخصاً، وهي أسوأ أزمة تواجهها الشركة في الذاكرة الحديثة. وكان نظام التحكم في الطيران مسؤولاً عن الحادثتين، مما أدى إلى توقف الطائرات عن الطيران في جميع أنحاء العالم لمدة تقارب العامين.
ظهرت عيوب جودة أخرى على مر السنين، مما أدى إلى تأخير تسليم طائرات من طراز "737 ماكس"، "787 دريملاينر"، وزوج من طائرات "747" التي ستستخدم كطائرات للرئاسة الأميركية من بين طرز أخرى.
ومنذ عام 2019، خسرت "بوينغ" أكثر من 30 مليار دولار، ويتعين على الرئيس التنفيذي الجديد أن يضمن قدرة الشركة على زيادة الإنتاج من دون حدوث عيوب تعوق تسليم الطائرات مثلما حدث في الماضي.
وفي أغسطس (آب) الماضي استقدمت الشركة كيلي أورتيبرغ الرئيس التنفيذي السابق لشركة "روكويل كولينز" الذي يمتلك ثلاثة عقود من الخبرة في صناعة الطيران، ليكون الرئيس التنفيذي الجديد للشركة، ليحل محل ديف كالهوون.
وبعد أسابيع من تولي أورتيبرغ منصبه أضرب عمال "بوينغ" عن العمل مدة تقارب الشهرين، وانتهت الإضرابات بعدما وافقوا على اتفاقية عمل جديدة مدتها أربع سنوات تتضمن زيادات بنسبة 38 في المئة، في حين أن بعض العمال القدامى طالبوا بإعادة تقديم المعاشات التقاعدية، لكن هذا لم يكن جزءاً من الاتفاقية الجديدة.
استقرار الإنتاج خلال العام المقبل
وأدت الإضرابات إلى توقف إنتاج معظم طائرات "بوينغ" على رغم أن المصانع استأنفت الإنتاج في الأسابيع الأخيرة، وهذا يضع "بوينغ" في موقف يسمح لها بالتركيز على استقرار الإنتاج خلال العام المقبل، لتسليم الطائرات لشركات الطيران قبل زيادة الإنتاج بصورة أكبر، بينما تواصل "إيرباص" التفوق في حجم تسليم الطائرات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجمعت "بوينغ" مليارات الدولارات في الخريف الماضي للتصدي للأزمة، وأعلن أورتيبرغ أن الشركة ستقلص 10 في المئة من قوتها العاملة البالغة 170 ألف شخص، وبدأت الإخطارات بالذهاب في نهاية العام الماضي، وقال أورتيبرغ في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 إن الشركة يجب أن تركز على أعمالها الأساسية وأنها ستراجع محفظتها. وأضاف، "أعتقد أننا أفضل حالاً إذا فعلنا القليل، لكن بصورة أفضل بدلاً من كثير من دون إتقان".
وخلال الأسابيع الأولى من توليه منصبه زار المصانع وانتقل إلى منطقة سياتل، إذ يتركز معظم إنتاج "بوينغ"، وحظي بثناء من قبل التنفيذيين في شركات الطيران الذين استاءوا من التأخيرات المستمرة في تسليم الطائرات خلال فترة انتعاش السفر بعد الجائحة.
وحذر الرئيس التنفيذي لـ"ساوثويست إيرلاينز" بوب جوردان، وهي الشركة التي تعتمد بالكامل على طائرات "بوينغ 737"، في مقابلة الشهر الماضي من أن "التحسن في بوينغ لا يزال في مراحله المبكرة"، لكنه قال إنه يعتقد أن أورتيبرغ يفهم تماماً عمق المشكلات التي تواجهها الشركة. وأضاف، "هو لا ينظر إلى هذا كحل موقت، بل ينظر إلى ذلك كتحول شامل لـ(بوينغ)".