Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

في ظل دعوات لتكرار حرب غزة... إسرائيل تصبح أكثر عنفا بالضفة

يحظى هذا المطلب بدعم كبير من وزراء داخل حكومة نتنياهو والجيش أصبح أكثر قابلية للتنفيذ

الجيش الإسرائيلي يقتحم مخيم الفارعة في محافظة طوباس شمال الضفة الغربية (رويترز)

ملخص

يرى مراقبون أن إسرائيل "تمضي باتجاه تصعيد واسع في الضفة العربية في حال فشل العملية العسكرية للسلطة الفلسطينية في مخيم جنين بالسيطرة على المخيم.

قتل ثلاثة فلسطينيين بينهم طفلان إثر قصف إسرائيلي طال بلدة طمون في شمال الضفة الغربية على ما أفاد مسؤول فلسطيني الأربعاء.
وأوضح محافظ طوباس أحمد أسعد أن الطفلين يبلغان 8 و10 سنوات، وكانا يلعبان في ساحة منزلهما. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق عن قصفه "خلية إرهابية" في منطقة طمون.
ومع أن الجيش الإسرائيلي غير منذ بدء الحرب على قطاع غزة، أساليبه العسكرية في الضفة الغربية لتصبح أكثر عنفاً وتدميراً، إلا أن اليمين الإسرائيلي المتطرف ووزراءه في الحكومة التي يرأسها بنيامين نتنياهو باتوا جميعاً يطالبون بتكرار نموذج الحرب على غزة في الضفة.
وعقب كل هجوم فلسطيني على المستوطنين الإسرائيليين سواء في الضفة الغربية أو داخل إسرائيل، تتصاعد المطالبات بشن حرب تدميرية على مدن الضفة، كما فعلت إسرائيل من تدمير شبه كامل لقطاع غزة.
وإثر مقتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين برصاص مسلحين فلسطينيين، أول من أمس الإثنين قرب قلقيلية في شمال الضفة الغربية، طالب وزراء إسرائيليون بجعل جنين ونابلس مثل مدينة جباليا في شمال قطاع غزة، التي أصبحت أطلالاً بعد تدميرها وتهجير أهلها.

قلق إسرائيلي

وعد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن ما سماه "الإرهاب" في الضفة الغربية "هو نفسه في غزة، ويجب هزيمته".
وأشار سموتريتش إلى أن "من يثق بالسلطة الفلسطينية للحفاظ على سلامة مواطني إسرائيل يستيقظ بقتل سكان يهود"، مضيفاً أن "نابلس وجنين يجب أن تظهر مثل جباليا حتى لا تصبح كفار سابا مثل كفار عزة".

و"كفار سابا" مدينة إسرائيلية تقع قرب الخط الأخضر قبالة محافظة قلقيلية، فيما تقع مستوطنة "كفار عزة" في غلاف قطاع غزة.
وفور وقوع العملية المسلحة صباح أول من أمس، بدأ الجيش الإسرائيلي حملة مكثفة في محاولة لاعتقال منفذيها، في ظل اعتقاده بأنهما لم يستطيعا الخروج من محافظة قلقيلية إلى محافظات أخرى، وفرض حصاراً مشدداً عليها.


هجمات الجيش الإسرائيلي

ولا يتوقف الجيش الإسرائيلي عن عمليات اقتحام المدن والقرى والبلدات في الضفة الغربية، لاعتقال فلسطينيين أو قتلهم، وحتى استخدام المسيرات لاغتيال مسلحين خصوصاً في مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية. وقتل جنود إسرائيليون فجر أمس الثلاثاء، ثلاثة شبان فلسطينيين في بلدتي طمون والباذان في الأغوار. وأصيب جندي إسرائيلي خلال الاشتباكات مع الشاب في الباذان قبل قتله.
واستخدم الجيش الإسرائيلي مسيرة لقتل فلسطينيَين "لأنهما عضوان في خلية مسلحة" في طمون، وذلك خلال عملية عسكرية في البلدة أدت إلى "مصادرة أسلحة، والقبض على عدد من المطلوبين".
وبحثاً على منفذي الهجوم الذي أدى إلى قتل المستوطنين الثلاثة أخيراً، يواصل الجيش الإسرائيلي عمليات الاقتحام في عدد من القرى المجاورة شرق قلقيلية، فيما توعد المستوطنون بشن هجمات على الفلسطينيين.

اقتحامات يومية

ويرى الخبير العسكري الإسرائيلي إيال عاليما أن عملية الجيش الإسرائيلي في الأغوار "تأتي ضمن الاقتحامات اليومية الاعتيادية ضد الخلايا المسلحة الفلسطينية المتواصلة منذ سنوات، وليس رداً على هجوم قلقيلية". وبحسب عاليما فإن المستوطنين واليمين الإسرائيلي المتطرف "اعتادوا عقب كل هجوم مسلح المطالبة بتشديد الإجراءات التعسفية ضد الفلسطينيين، في ظل موقف من المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بضرورة الفصل بين المسلحين والفلسطينيين العاديين".
لكنه أضاف، أن "الجيش الإسرائيلي بعدما كان يتصدى لمطالب اليمين ضد الفلسطينيين، فإنه أصبح أكثر ليونة ومرونة تجاه تلك المطالب بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وفي ظل الحرب على غزة".
وأعرب عليما عن "خشيته من تبني الجيش الإسرائيلي بعض مطالب المستوطنين في ظل تسابق المسؤوليين الإسرائيليين إلى تبني تلك المطالب، والمزايدة بينهم في شأن ذلك".
ووفق عاليما فإن "إسرائيل تتجه إلى تصعيد الأوضاع، واستخدام إجراءات تعسفية أكثر من دون وجود ضرورة لذلك".

وأوضح عليما أن الجيش الإسرائيلي "غير من أساليبه في الضفة الغربية منذ أشهر، ووسائله وحجم التدمير في المخيمات، وزاد عدد قواته في تلك العمليات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

استنساخ تجربة غزة

من جهته، اعتبر الباحث في الشؤون الإسرائيلية عماد أبوعواد أن "مطالب تكرار حرب غزة في الضفة الغربية تأتي من وزراء من داخل الحكومة الإسرائيلية"، مضيفاً أن هذا الاتجاه ينمو داخل تلك الحكومة.
وبحسب أبوعواد فإن "ارتفاع التحريض على استنساخ تجربة غزة يأتي ضمن سياسة إسرائيلية تقوم على التدرج بالتصعيد غير الاعتيادي، الذي بدأ قبل أشهر باجتياح مخيمات اللاجئين في شمال الضفة، وتدمير بنيتها التحتية، وهدم بيوتها".
وأوضح أن إسرائيل "تمضي باتجاه تصعيد واسع في الضفة العربية في حال فشل العملية العسكرية للسلطة الفلسطينية في مخيم جنين بالسيطرة على المخيم، حيث ستعتبرها تل أبيب حينها فرصتها للانقضاض عليه، وتقول للعالم إنها تستكمل ما بدأته جهة فلسطينية".
ورجح أبوعواد "استخدام إسرائيل القوة المُفرطة في الضفة الغربية، التي لم تستخدمها حتى الآن، إذ إن لديها الكثير لكي تفعله هناك". وأشار إلى أن "رد فعل المجتمع الدولي على حرب إسرائيل ضد قطاع غزة يشجعها على تكرار تلك الحرب في الضفة الغربية".
في المقابل، صرح وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بأن "السلطة (الفلسطينية) تدعم ’الإرهاب’ ويجب وقف كل تعاون ونصب أكبر عدد من الحواجز وإغلاق الطرق. حق الحياة للمستوطنين يتفوق على حرية تنقل سكان السلطة، ومن يسعى إلى إنهاء الحرب في غزة سيتلقى حرباً في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات