Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سد تشرين معركة مصيرية بين "قسد" وتركيا

تشتد المعارك في محيطه بين "قوات سوريا الديمقراطية" والفصائل الموالية لأنقرة

خلال المعركة الأخيرة تحول السد من منشأة حيوية إلى معركة مصيرية بالنسبة إلى لأطراف المتقاتلة (اندبندنت عربية)

ملخص

يستمر منذ أسابيع قتال ضار بين "قوات سوريا الديمقراطية" وفصائل "الجيش الوطني" وتتركز على سد تشرين الاستراتيجي.

يتصدر سد تشرين وريف منبج جولة الصراع الجديدة بين "قوات سوريا الديمقراطية" وفصائل "الجيش الوطني السوري"، ومن خلفها تركيا، لما لهذه المعركة من أهمية بالنسبة إلى الطرفين المتحاربين خصوصاً أن ذلك يأتي تزامناً مع طلب تركيا من "قوات سوريا الديمقراطية" إلقاء سلاحها، في حين أن التحالف الدولي يسعى إلى نزع فتيل الصراع وإخماد التوتر في الشمال الشرقي من البلاد التي تخلصت لتوها من نظام بشار الأسد.

ومع مقتل وإصابة المئات من الطرفين، وغالبيتهم من الفصائل بحسب إحصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان، يزداد المشهد العسكري دموية بعد إكماله 40 يوماً منذ إطلاق فصائل "الجيش الوطني" عمليتها "فجر الحرية" تزامناً مع عملية "رد العدوان" التي بدأتها إدارة العمليات العسكرية بقيادة "هيئة تحرير الشام" التي يتزعمها أحمد الشرع.

فالشرع يدير دفة البلاد بعد انهيار النظام فيها في حين أن المعارك ما زالت مستمرة بين "قوات سوريا الديمقراطية" والفصائل الموالية لتركيا التي هي كتلة عسكرية منفصلة عن دمشق وإدارة العمليات العسكرية، تساندها تركيا بقوتها العسكرية والسياسية، فالطائرات التركية التي تحلق على مدار الساعة، سواء الحربية أو المسيرة، في أجواء سد تشرين تعوق تحركات "قوات سوريا الديمقراطية" في التقدم، مما يجبرها على الاعتماد على تكتيكات المخابئ والأنفاق في المنطقة، إضافة إلى استخدام الطائرات المسيرة المذخرة التي باتت تحقق تفوقاً في مساحات مختلفة في المعركة، إضافة إلى إسقاط عدد من المسيرات التركية.

ضغوط تركية

وخلال الأسبوعين الماضيين زادت تركيا من تحركاتها في حدودها الجنوبية، وحشدت في مناطق متاخمة لمدينة كوباني التي تعد رمزاً عالمياً لمعركة هزيمة تنظيم "داعش"، في موازاة وساطات غربية وأميركية للوصول إلى هدنة. ويبدو أن هذه الجهود لم تفلح في إسكات السلاح.

وحصلت "اندبندنت عربية" من مصادر مطلعة على فحوى الوساطة بين تركيا و"قوات سوريا الديمقراطية"، والتي تفيد بأن تركيا تريد إنشاء قاعدة عسكرية، وجلب أسلحة ثقيلة، ومساحة أكبر مما هو منصوص عليه في اتفاقات سابقة بين البلدين في شأن مرقد "سليمان شاه" (جد عثمان الأول، مؤسس الدولة العثمانية) في موقعه السابق قرب جسر قرة قوزاق، مما يعني أن كوباني (عين العرب) تصبح في حصار مطبق.

ومع إعلان تركيا عن طلباتها من" قوات سوريا الديمقراطية" المتمثلة في إلقاء السلاح واعتبارها اً من "حزب العمال الكردستاني" المحظور في أراضيها على رغم بداية تحول للتعاطي مع الحزب وأنصاره، إتاحة اللقاء بين قياديي "حزب الديمقراطية والمساواة" الموالي للأكراد في تركيا بالزعيم الكردي عبدالله أوجلان، ونقل الوفد الذي التقاه رسائل إلى القوى الرئيسة في البلاد لبدء عملية سلام جديدة مع أنقرة، تظهر أهمية معركة السد التي تبدو أنها معركة تركية أكثر مما هي سورية، وتعتبر سد تشرين آخر خطوط دفاع "قوات سوريا الديمقراطية" عن كوباني، كما أعلنت وزارة الدفاع التركية سيطرة فصائل "الجيش الوطني السوري" على السد ليخرج المسؤول عن إعلام "قوات سوريا الديمقراطية" في كلمة مصورة على السد ويكذب التصريحات التركية.

أهمية سد تشرين

يكتسب السد أهمية استراتيجية بالنسبة إلى الأطراف المتصارعة فهو يقع على مسافة قصيرة من الريف الجنوبي لبلدة جرابلس التي تسيطر عليها فصائل "الجيش الوطني"، وهي المدينة المتاخمة للحدود التركية ونقطة الدخول الأولى لنهر الفرات إلى داخل الأراضي السورية، كما أن السد يوصل جغرافياً الريف الجنوبي لمدينة كوباني بريف منبج إلى جانب جسر قرة قوزاق.

وبنت دمشق سد تشرين في أواخر التسعينيات من القرن الماضي في الجهة الشمالية من سد الفرات، ويشكل خلفه ثاني أكبر بحيرة في حوض الفرات داخل الأراضي السورية بسعة نحو ملياري متر مكعب من المياه، وإثر تشكلها نمت الزراعة وزادت المساحات الخضراء في السهول والتلال المحيطة به، كما يولد سد تشرين نحو 630 ميغاواط من الكهرباء في حالته الطبيعية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قصف بالطيران

في الأيام الأخيرة اشتدت المعارك من حوله إلى درجة أن الجانب التركي شن بطائرات حربية غارات على محيط السد ومواقع تتحصن فيها "قوات سوريا الديمقراطية" التي تستميت للحفاظ على هذه النقطة الاستراتيجية، كما أن تركيا خسرت منظومات رادار محمولة على العربات جلبتها حديثاً إلى نقاط المعركة.

ووجهت الإدارة الذاتية نداء دعت فيه التحالف الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية والمحلية وجميع الجهات في المجال الإنساني إلى التحرك العاجل من أجل تحييد سد تشرين عن القصف "ووضع حد للهجمات الممنهجة على البنى التحتية الحيوية لشمال وشرق سوريا"، كما دعت الأهالي لتنظيم وقفة احتجاجية في سد تشرين.

وبالفعل توجه أول من أمس الأربعاء آلاف المدنيين إلى السد احتجاجاً على استمرار المعارك مطالبين تركيا بوقفها.

التمسك بالسد

ومع اقتراب مسيرة المحتجين من سد الفرات تعرضت المنطقة لقصف مدفعي بهدف إيقاف القافلة من التقدم، وأسفر القصف عن مقتل خمسة مدنيين وجرح عدد آخر، وعلى رغم ذلك تمكن المئات من المحتجين من الوصول إلى جسم السد والتعسكر فيه بهدف وقف الهجمات التركية، واتهمت "قسد" تركيا باستهداف القافلة من خلال مسيرة.

واتهمت تركيا من جهتها "قوات سوريا الديمقراطية" باستخدام المدنيين دروعاً بشرية وإرسالهم إلى مناطق القتال.

وقالت الإدارة الذاتية في بيان إنه على رغم الجهود الحثيثة التي بذلتها "اليونيسيف" والصليب الأحمر الدولي بالتنسيق مع هيئة الطاقة في الإدارة الذاتية إلى جانب محاولات الفنيين والمهندسين لإعادة السد إلى وضعه الطبيعي من خلال خمس جولات متتالية من العمل، لكن الأمر لم يفلح في وقت تواصل فيه تركيا والفصائل الموالية لها هجومها على المنشآت الحيوية في شمال شرقي سوريا وفق البيان.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير