أوصى باحثون وخبراء في دراسة نشرتها مجلة علمية بأن تلجأ حدائق الحيوانات إلى إعدام تلك البالغة منها قبل أن تصل إلى الشيخوخة مع السماح لها بالتكاثر سعياً إلى ضبط نمو عددها وضمان بقاء الأنواع.
وتستخدم حدائق الحيوانات وسائل منع الحمل للحد من عدد الحيوانات، وفق ما أوضح في المقال الصادم الذي نشرته المجلة العلمية الأميركية "PNAS" كل من المدير المشارك لعيادة الحيوانات في جامعة زوريخ ماركوس كلاوس والطبيب البيطري في حديقة كارلسروه ماركو رولر، ونظيره في كوبنهاغن مادس فروست بيرتيلسينس، والباحث أندرو جاي أبراهام.
لكن هؤلاء رأوا أن "الحل بالنسبة إلى حدائق الحيوانات هو اعتماد حل الطبيعة لإدارة أعداد الحيوانات: الموت"، من خلال "القتل المخطط له والمحترم"، لكنهم أقروا بأن الجمهور قد يرفض تدابير من هذا النوع، وخصوصاً بالنسبة إلى "الثدييات المحبوبة".
وقبل 10 سنوات، قُتلت زرافة عمرها سنتان تدعى ماريوس في حديقة كوبنهاغن للحيوانات وأطعمت بعد ذلك للأسود، في عملية أثارت موجة غضب عارم، لكن الباحثين رأوا أن السخط لم يكن في مكانه، إذ لم يعد من المفترض أن يكون طول العمر هو الأولوية.
وأكد معدو المقال الذي نشر في الـ30 من ديسمبر (كانون الأول) 2024 أن "حدائق الحيوانات التي تفكر في استخدام القتل لضبط أعداد الحيوانات قد تواجه ردود فعل سلبية من الجمهور وخسائر مالية". وأضافوا، "نحن نرى أن هذه المعارضة خاطئة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الموت جزء من الطبيعة
وشرح الباحثون أن وسائل منع الحمل تهدد القدرة الإنجابية للحيوانات، علماً أن "الحيوانات البالغة تحرم من إحدى غرائزها التطورية الأساسية إذا لم تلد". وتحتاج الحيوانات، التي تكون أكبر سناً من تلك الموجودة في البرية، إلى رعاية بيطرية متكررة أيضاً، يمكن أن تعيش الزرافة ما بين 10 و15 سنة في البرية، ولكن ضعف هذه المدة في الأسر.
وأشار الباحثون إلى أن زوار حدائق الحيوانات الذين يبلغ عددهم نحو 700 مليون في مختلف أنحاء العالم، لم يعودوا يدركون دور الموت في العملية الطبيعية ويتخيلون أن كل الحيوانات ستعيش حتى سن الشيخوخة، بالتالي تفقد حدائق الحيوانات دورها التعليمي في شأن تكاثر الأنواع.
وتوقعت إحدى الدراسات انخفاضاً بنسبة 64 في المئة في أعداد 137 نوعاً في حدائق الحيوانات في أميركا الشمالية بحلول سنة 2050، بسبب انخفاض معدلات التكاثر، مما يهدد دورها في الحفاظ على الأنواع.
وخلصت الدراسة إلى أن "كثيراً من الأنواع ستتعرض لخطر الانقراض بسبب الأنشطة البشرية، لذا فمن الضروري أن تظل أعداد الحيوانات في حدائق الحيوانات نشطة تكاثرياً". وأضافت، "نحن لا نريد مجموعة من الحيوانات المسنة والأطباء البيطريين المهتمين بالرعاية التلطيفية".