Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماكرون يجدد التزام فرنسا تجاه لبنان بزيارة لبيروت الجمعة

نواف سلام يعلن إطلاق "فصل جديد" في البلاد بيدين ممدودتين للجميع وتعهد إعادة الإعمار

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ ف ب)

ملخص

زار ماكرون لبنان مرتين بعد الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت في أغسطس 2020 ودمر أحياء واسعة من العاصمة، وأسفر عن مقتل أكثر من 220 شخصاً وإصابة آلاف بجروح.

يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان الجمعة المقبل، على ما أعلن البلدان اليوم الثلاثاء، في ثاني زيارة لرئيس دولة إلى بيروت منذ وصول جوزاف عون إلى سدة الرئاسة.

وتعد فرنسا من أبرز داعمي للبنان، وكانت في عداد خمس دول عملت منذ عام 2024 على الدفع باتجاه انتخاب رئيس للبلاد، كما تشرف مع الولايات المتحدة على تنفيذ اتفاق لوقف لإطلاق النار، أنهى مواجهة مدمرة بين "حزب الله" وإسرائيل أواخر العام نفسه.

وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان إن عون بحث مع السفير الفرنسي ايرفيه ماغرو "الترتيبات المتعلقة بالزيارة التي يعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القيام بها إلى لبنان الجمعة المقبل"، وفي وقت لاحق أكد الإليزيه موعد الزيارة، مشيراً في بيان إلى أن ماكرون سيجدد خلالها تمنياته "تشكيل حكومة قوية في أقرب وقت ممكن، قادرة على توحيد لبنان بجميع تنوعاته، من أجل تنفيذ الإصلاحات الضرورية لإنعاش البلاد".

التزام فرنسي

وتعكس الزيارة، وفق باريس، "التزام فرنسا الدائم باستقرار لبنان ووحدته وتنميته". وستشكل "فرصة للعمل على التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار" الذي أعلن في الـ26 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 بين "حزب الله" واسرائيل وبرعاية الرئيسين الأميركي جو بايدن وماكرون، "ولتجديد التزام باريس بهذا الهدف ضمن قوات ’يونيفيل‘ وفي إطار آلية مراقبة" تطبيق الاتفاق.

ورحب ماكرون أمس الإثنين بتكليف نواف سلام، رئيس محكمة العدل الدولية، تشكيل حكومة جديدة للبنان. وكتب على منصة "إكس" أن "الأمل بالتغيير يكبر"، متمنياً لسلام "التوفيق في تشكيل حكومة لخدمة الشعب اللبناني بأطيافه كافة".

 

 

وقال قصر الإليزيه "نحن أمام تعيين شخصية معروفة بنزاهتها ومؤهلاتها، شخص سبق وأعرب عن نيته القيام بإصلاحات ينتظرها اللبنانيون والأسرة الدولية للسماح للبنان بالعودة لطريق استعادة سيادته والإصلاحات الضرورية لنهوض البلاد الاقتصادي".

ونقلت الرئاسة الفرنسية عن ماكرون "دعمه تشكيل حكومة تكون في آن قوية وجامعة، تعكس تنوع الشعب اللبناني".

زيارات ماكرون

وزار ماكرون لبنان مرتين بعد الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت في أغسطس (آب) 2020 ودمر أحياء واسعة من العاصمة، وأسفر عن مقتل أكثر من 220 شخصاً وإصابة آلاف بجروح.

واندرجت زيارتا ماكرون يومها في إطار مساع بذلها لمساعدة لبنان على الخروج من الأزمات السياسية والاقتصادية التي غرق فيها منذ عام 2019، وشاركت فرنسا في تنظيم مؤتمرات عدة لدعم لبنان، وحثته مراراً على تنفيذ إصلاحات ملحة لبدء تعافي الاقتصاد وكمقدمة للحصول على دعم دولي.

وزيارة ماكرون هي ثانية زيارة لرئيس دولة إلى بيروت منذ انتخاب عون الخميس الماضي، بعد زيارة أجراها الرئيس القبرصي نيكوس كريستو وليدس الجمعة الماضي.

فصل جديد

من على منبر قصر بعبدا، أطل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية نواف سلام اليوم الثلاثاء، ليعلن انطلاق "فصل جديد" في لبنان، واعداً شعبه ولا سيما الشباب منه بالتغيير وبناء دولة المؤسسات القائمة على "سيادة القانون" وعلى صورة طموحاتهم.

وغداة الاستشارات النيابية التي أفضت أمس إلى تكليف سلام تشكيل الحكومة، استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون اليوم في بعبدا كلاً من سلام ورئيس البرلمان نبيه بري وعقدوا اجتماعاً ثلاثياً، لكن بري غادر قصر بعبدا من دون الإدلاء بأي تصريح فيما استمر الاجتماع ثنائياً بين عون وسلام.

 

 

وفي أول كلمة يتوجه بها إلى اللبنانيين بعد تكليفه، طمأن سلام "حزب الله" و"حركة أمل" بأن يديه ممدودتان للجميع من أجل الانطلاق في "مهمة الإنقاذ والإصلاح" وأنه ضد الإقصاء، وذلك بعدما وجه الثنائي اتهامات لخصومهما بالسعي لإقصائهما من خلال ترشيح سلام للمنصب وإسقاط مرشحهما نجيب ميقاتي.

وقال سلام، "لست من أهل الاقصاء بل من أهل الوحدة، ولست من أهل الاستبعاد بل من أهل التفاهم والشراكة"، مضيفاً "يداي ممدوتان للجميع للانطلاق سوياً في مهمة الإنقاذ والإصلاح وإعادة الإعمار".

تطبيق اتفاق الطائف

وتعهّد رئيس الحكومة المكلّف "بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بواسطة قدراتها الذاتية"، إضافة إلى "العمل الجاد على التنفيذ الكامل للقرار الأممي 1701 وكافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار، وفرض الانسحاب الكامل للعدو (إسرائيل) من آخر شبر محتل من أراضينا". وأكد أن إعادة الإعمار في الجنوب والبقاع وبيروت "ليست مجرد وعد إنما إلتزام" ولها الأولوية.

وقال، "حان الوقت لبدء فصل جديد متجذر بالعدالة والأمن والتقدم والفرص ليكون لبنان بلد الأحرار المتساوين بالحقوق والواجبات"، مضيفاً أن الحكومة ستعمل على "وضع برنامج متكامل لبناء اقتصاد منتج وعلى تأمين فرص عمل للأجيال".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما أكد سلام تمسكه بتطبيق اتفاق الطائف مؤكداً ضرورة العمل على تنفيذ أحكامه "التي لم تنفذ بعد وإصلاح ما نفذ خلافاً لنصه" بما في ذلك تطبيق اللامركزية الإدارية الموسّعة. وأضاف، "آن الأوان لنفض الإدارة التي قامت على الزبائنية".

وشدد رئيس الحكومة المكلّف على وجوب تحقيق العدالة لضحايا انفجار مرفأ بيروت وإنصاف المودعين الذين خسروا أموالهم. وختم قائلاً، "سأبدأ بالعمل فوراً بالتعامل الكامل مع فخامة الرئيس وأملي كبير بأن نطلق معاً ورشة بناء لبنان الجديد".

الاستشارات النيابية الأربعاء والخميس

وغادر سلام قصر بعبدا من دون الإجابة على أسئلة الصحافيين، والتقى بعد الظهر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي تمنى عقب اللقاء أن يتمكن خلفه من تشكيل حكومة في أسرع وقت. من جانبه شكر سلام ميقاتي على ما قام به لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، وأشار إلى أنه ستكون له اجتماعات مقبلة معه.

وكلف عون أمس الإثنين سلام برئاسة الحكومة، بعد نيله تأييد 84 نائباً من إجمالي 128 من أعضاء البرلمان، في تطور يؤكد التغيير الحاصل في المشهد السياسي نتيجة تراجع موقع "حزب الله" الذي كان يتحكم بمفاصل الحياة السياسية في البلاد.

وامتنعت كتلتا "حزب الله" وحليفته "حركة أمل" بزعامة بري عن تأييد سلام، من دون أن تسميا مرشحاً آخر، بعدما كانتا داعمتين لوصول رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي.

وأعرب رئيس كتلة "حزب الله" البرلمانية النائب محمد رعد أمس عن أسفه "لمن يريد أن يخدش إطلالة العهد التوافقية مرة جديدة"، وقال "الآن نقول بكل بساطة وبكل هدوء أعصاب، من حقهم أن يعيشوا تجربتهم ومن حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية، لأن أية سلطة تناقض العيش المشترك لا شرعية لها"، في إشارة واضحة إلى قبول الحزب بالأمر الواقع بالنسبة إلى تسمية رئيس الحكومة وتمسكه بأن يشارك في عضويتها.

ودعمت سلام كتل معارضة لـ"حزب الله" ونواب مستقلون، إضافة إلى كتلتي الزعيم الدرزي وليد جنبلاط و"التيار الوطني الحر" برئاسة النائب جبران باسيل.

ولا يعني تكليف رئيس حكومة جديد أن ولادة هذه الحكومة ستكون قريبة، ولم يحدد سلام مهلة زمنية لتأليفها، إذ غالباً ما استغرق تشكيل الحكومات في لبنان أسابيع أو حتى أشهراً بسبب الانقسامات السياسية العميقة.

وفي هذا السياق دعا سلام إلى استشارات نيابية غير ملزمة يومي غد الأربعاء والخميس في مجلس النواب، للبحث في شكل الحكومة الجديدة.

لقاءات عون

في الأثناء، استقبل رئيس الجمهورية اليوم نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب على رأس وفد من مفتين وقضاة الشرع.

وعقب اللقاء، صرح الخطيب قائلاً، "نحن في عهد جديد وعلينا أن نتعلّم من تجاربنا السابقة وأن نبني لبنان بمساعدة أبنائه والقوى السياسية، وعلينا الوصول إلى تحقيق خطاب القسم" الذي أدلى به عون عند انتخابه.

وتابع "نحن أكيدون أن هذا العهد هو للبناء"، مضيفاً أن "لبنان لا يبنى بالعداوات التي تخلق بين الطوائف".

كما استقبل عون رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبّود الذي هنأه بانتخابه.

المزيد من العالم العربي