Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السعودية تستضيف مؤتمرا إقليميا للبحث في مستقبل سوريا

بمشاركة تركيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ويمثل امتداداً لمحادثات العقبة

ملخص

في خطاب القسم الذي أعقب أداءه اليمين الدستورية في مقر البرلمان، اعتبر الرئيس اللبناني المنتخب أن ثمة "فرصة تاريخية لبدء حوار جدي وندي مع الدولة السورية لمعالجة كل المسائل العالقة معها".

 

يستعد عدد من وزراء الخارجية وكبار الدبلوماسيين من دول غربية وعربية للقاء وزير الخارجية السوري الجديد في العاصمة السعودية الرياض اليوم الأحد في أول اجتماع إقليمي من نوعه في شأن سوريا منذ إطاحة الرئيس بشار الأسد الشهر الماضي.

ووصل وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني إلى الرياض مساء أمس السبت، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية الرسمية. كما وصل وزراء خارجية السعودية ومصر والإمارات وقطر والبحرين والعراق إلى الرياض قبل اجتماع اليوم الأحد إضافة إلى مبعوثين من بريطانيا والولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يحضر مسؤولون عرب وغربيون كبار آخرون.

يأتي الاجتماع، الذي من المتوقع أن يركز على مستقبل سوريا بعد الأسد، في وقت تحث فيه الإدارة الجديدة في البلاد على رفع العقوبات الغربية للمساعدة في تحقيق التعافي للبلاد.

وقال مسؤول سعودي لوكالة الصحافة الفرنسية السبت إن قمة الأحد ستكون مقسمة على جلستين، الأولى ستجمع مسؤولين عرباً، والثانية ستكون بمشاركة أوسع تشمل تركيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

ويأتي هذا الاجتماع في وقت يسعى فيه رئيس الإدارة الجديدة في دمشق أحمد الشرع، الذي سيطرت قواته مع فصائل معارضة مسلحة على دمشق وأطاحت حكم الأسد ديسمبر (كانون الأول) 2024، إلى تخفيف العقوبات عن البلاد.

وكانت القوى الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، قد فرضت عقوبات على حكومة الأسد بسبب حملتها الوحشية على الاحتجاجات المناهضة لها في عام 2011 التي أشعلت فتيل الحرب الأهلية في البلاد.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الجمعة إن الاتحاد المكون من 27 دولة قد يبدأ في رفع العقوبات إذا اتخذ حكام سوريا الجدد خطوات لتشكيل حكومة شاملة تحمي الأقليات.

وقال المسؤول السعودي إن اجتماعات الأحد تمثل امتداداً للمحادثات حول سوريا ما بعد الأسد التي عقدت الشهر الماضي في العقبة بالأردن.

وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك من بين مسؤولين آخرين أكدوا حضورهم اعتباراً من مساء السبت.

ومن المقرر أيضاً أن يحضر وكيل وزارة الخارجية الأميركية جون باس، في ما وصفه بيان لوزارة الخارجية بأنه "اجتماع متعدد الأطراف تستضيفه السعودية لكبار المسؤولين الحكوميين من المنطقة والشركاء العالميين لتنسيق الدعم الدولي للشعب السوري".

الشرع يهنئ عون

هنأ قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع الرئيس اللبناني المنتخب حديثاً جوزاف عون على توليه الرئاسة.

وقالت السلطات السورية الجديدة، في بيان السبت، إنه "جرى اليوم اتصال هاتفي بين قائد الإدارة السورية الجديدة السيد أحمد الشرع والعماد جوزاف عون رئيس دولة لبنان الشقيق، أعرب فيه القائد عن تهانيه للعماد جوزاف لانتخابه رئيساً للجمهورية اللبنانية، متمنيًا له التوفيق في مهامه الجديدة".

وأضاف البيان "أكد الطرفان خلال الاتصال العمل لبناء وتعزيز العلاقات الإيجابية بين سوريا ولبنان وتعزيز القواسم المشتركة التي تجمعهما" حسب البيان.

وجاء انتخاب قائد الجيش الخميس الماضي رئيساً للجمهورية بعد أكثر من عامين من الفراغ بدعم عربي ودولي واسع لا سيما من قبل السعودية وأميركا وفرنسا.

علاقات استراتيجية

أكد الشرع ورئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الخميس في دمشق حرص بلديهما على بناء علاقات استراتيجية طويلة الأمد تقوم على الاحترام المتبادل والسيادة الوطنية، بعد عقود من العلاقة الملتبسة بين الطرفين.

وفي أول لقاء بين مسؤولين من البلدين منذ إطاحة الرئيس السابق بشار الأسد في الثامن من ديسمبر 2024، زار ميقاتي العاصمة السورية على رأس وفد ضم وزير الخارجية وقادة الأجهزة الأمنية الرئيسة في البلاد. وهذه أول زيارة لدمشق يجريها رئيس حكومة لبناني منذ 2010.

وإثر اجتماع موسع، أعرب الشرع خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ميقاتي عن تطلع بلاده إلى بناء علاقات "استراتيجية طويلة الأمد" على وقع "مصالح مشتركة كبيرة جداً" بين البلدين، معتبراً أن انتخاب جوزاف عون رئيساً سيوفر "حالة مستقرة في لبنان".

ودعا إلى نسيان "ذهنية العلاقة السابقة" بين البلدين وإلى إعطاء "فرصة للشعبين السوري واللبناني لأن يبنيا علاقة إيجابية في المراحل المقبلة، مبنية على احترام وسيادة" الدولتين، مؤكداً أن بلاده "ستقف على مسافة واحدة من الجميع هناك وسنحاول أن نعالج كل المشكلات من خلال التشاور والحوار".

وقال ميقاتي من جهته إن "ما يجمع بلدينا من روابط تاريخية وحسن جوار وعلاقات وطيدة ندية بين الشعبين هو الأساس الذي يحكم طبيعة التعاون المطلوب من البلدين على الصعد كافة".

وأضاف "واجبنا أن نفعّل هذه العلاقات على قاعدة الاحترام المتبادل والندية والسيادة الوطنية"، مشيراً إلى أن "سوريا هي البوابة الطبيعية للبنان إلى العالم العربي، وما دامت هي بخير، فإن لبنان بخير".

كثيراً ما كانت لسوريا اليد الطولى في الحياة السياسية في لبنان، إذ فرضت وصاية استمرت ثلاثة عقود وتحكمت بمفاصل الحياة السياسية، قبل سحب قواتها منه عام 2005 تحت ضغوط شعبية داخلية وأخرى دولية بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

إثر اندلاع النزاع السوري عام 2011 طغت انقسامات كبرى بين القوى السياسية في لبنان إزاء العلاقة مع دمشق. وفاقمت مشاركة "حزب الله" في القتال إلى جانب القوات الحكومية بصورة علنية منذ 2013 الوضع سوءاً، فيما اتبعت الحكومات المتعاقبة مبدأ "النأي بالنفس" عن النزاع السوري.

فرصة تاريخية

في خطاب القسم الذي أعقب أداءه اليمين الدستورية في مقر البرلمان، اعتبر الرئيس اللبناني المنتخب أن ثمة "فرصة تاريخية لبدء حوار جدي وندي مع الدولة السورية لمعالجة كل المسائل العالقة معها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى وقع التغيرات المتسارعة في البلدين، يأمل المسؤولون بحل الملفات الإشكالية العالقة، بينها وجود اللاجئين وترسيم الحدود البرية والبحرية وملف المفقودين اللبنانيين في السجون السورية.

واعتبر ميقاتي أن عودة اللاجئين الى سوريا باتت أمراً "ملحاً لمصلحة البلدين"، مشيراً إلى أنه لمس من الشرع "استعداداً لمعالجة الملف بصورة حاسمة وترحيبه بعودة كل مواطن سوري إلى وطنه".

وفد عماني

ومنذ إطاحة الأسد، تشكل دمشق وجهة لمسؤولين عرب وأجانب، كان آخرهم السبت وفد عماني برئاسة المبعوث الخاص لسلطان عمان الشيخ عبدالعزيز الهنائي.

واستقبل الشرع ووزير خارجيته وفد السلطنة، الدولة الخليجية الوحيدة التي حافظت على علاقات دبلوماسية مع نظام الأسد خلال أعوام النزاع.

وكان الأسد زار السلطنة في فبراير (شباط) 2023، بعد 12 عاماً على بدء النزاع الذي تسبب في مقتل أكثر من نصف مليون سوري واستنزف الاقتصاد ومقدراته، وأدى إلى تشريد وتهجير أكثر من نصف عدد السكان.

المزيد من العالم العربي