ملخص
قال وزير الخارجية الأميركي إن إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن ستسلم لفريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب خطة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، بما في ذلك تفاصيل عن قوة أمنية موقتة تضم قوات دولية وفلسطينيين.
قال مصدر مسؤول في حركة "حماس" اليوم الثلاثاء إن الحركة لم تتسلّم حتى الآن ردها على مسودة اتفاق وقف إطلاق النار المقترح في قطاع غزة، لأن إسرائيل لم تسلم حتى هذه اللحظة الخرائط التي ستوضح المناطق التي ستنسحب إليها قواتها.
ونقلت "رويترز" عن المصدر قوله إن "هذه الخرائط تشمل الانسحاب من محور نتساريم لتأمين عودة النازحين إلى بيوتهم، وكذلك الانسحاب من ممر فيلادلفي على الحدود مع مصر وأيضاً الانسحاب من جباليا شمال قطاع غزة ورفح في جنوب القطاع".
واستأنف مفاوضون في الدوحة اليوم محادثات ترمي إلى وضع اللمسات النهائية على تفاصيل خطة لإنهاء الحرب في غزة، وقال وسطاء وطرفا الصراع إن الاتفاق بات أقرب من أي وقت مضى.
السيسي وبايدن
بدورها قالت الرئاسة المصرية في بيان إن الرئيس عبدالفتاح السيسي بحث مع نظيره الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن خلال اتصال هاتفي اليوم، جهود الوساطة التي تجريها القاهرة والدوحة وواشنطن للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن، وبحسب البيان فإن الرئيسين "أكدا على أهمية التزام الأطراف المعنية بتذليل العقبات وإبداء المرونة اللازمة للتوصل إلى الاتفاق".
وشدد السيسي أيضاً "على ضرورة التوصل إلى اتفاق فوري لوقف إطلاق النار من أجل وضع حد للمعاناة الإنسانية الخطرة التي يعانيها المواطنون داخل القطاع، ولإدخال المساعدات الإنسانية لهم من دون قيود أو عراقيل، ولتجنيب المنطقة تبعات توسيع نطاق الصراع وما قد يترتب على ذلك من تداعيات جسيمة".
اتفاق وشيك
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الثلاثاء إن الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن بات وشيكاً جداً، مضيفاً أن الأطراف المشاركة في صياغته تنتظر الكلمة الأخيرة من حركة "حماس".
وأضاف بلينكن خلال فعالية بالمجلس الأطلسي، وهو هيئة أبحاث في واشنطن، "إنه قريب للغاية، أقرب من أي وقت مضى. ولكن في الوقت الحالي، ونحن نجلس هنا، ننتظر كلمة أخيرة من ’حماس‘ في شأن قبولها، وحتى نحصل على هذه الكلمة، سنظل حيث نقف حالياً".
وفي تعبير عن طبيعة الموقف في المفاوضات حالياً، قال "الكرة الآن في ملعب ’حماس‘. إذا قبلت ’حماس‘، فإن الاتفاق جاهز للإبرام والتنفيذ".
خطة ما بعد الحرب
وعن اليوم التالي للحرب، قال وزير الخارجية الأميركي إن إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن ستسلم لفريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب خطة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، بما في ذلك تفاصيل عن قوة أمنية موقتة تضم قوات دولية وفلسطينيين.
ومضى بلينكن في حديثه بقوله إن السلطة الفلسطينية المعاد هيكلتها ستضطلع بإدارة غزة بموجب الخطة، وستدعو شركاء دوليين إلى المساعدة في إنشاء إدارة موقتة للقطاع.
وحذر من أن حركة "حماس" جندت عدداً من المسلحين الجدد يساوي تقريباً من فقدتهم، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن إسرائيل توسع المستوطنات وتضم الأراضي بوتيرة أسرع من أي وقت مضى في الأعوام الـ10 الماضية.
وتابع "على الإسرائيليين التخلي عن الأسطورة القائلة إنهم قادرون على ضم الأراضي بحكم الأمر الواقع، وقبول غزة والضفة الغربية موحدتين تحت قيادة سلطة فلسطينية بعد إصلاحها".
وعبر وزير الخارجية الأميركي الذي سيغادر منصبه خلال يناير (كانون الثاني) الجاري، عن أمله بصدق أن تكون الأطراف مستعدة لاتخاذ قرارات صعبة في المستقبل.
تسوية الخلافات
قالت وزارة الخارجية القطرية اليوم الثلاثاء إن العقبات التي تعترض التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل للأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس" في غزة سُويت خلال المحادثات التي جرت على مدى الأسابيع الأخيرة.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحافي إنه "خلال الأشهر الماضية كانت هناك قضايا أساس ومسائل رئيسة بين الطرفين لم تُحل، وسُويت هذه القضايا خلال المحادثات في الأسابيع القليلة الماضية، ومن ثم وصلنا إلى نقطة عُولجت فيها القضايا الرئيسة التي كانت تعوق التوصل إلى اتفاق".
وتتوقع إسرائيل أن يُفرج عن 33 رهينة في المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة مع "حماس"، وفق ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، ومن المقرر أن تبدأ الجولة النهائية من المفاوضات لتوقيع الاتفاق في الدوحة اليوم الثلاثاء.
وأوردت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين على المفاوضات أن "المرحلة الأولى من الاتفاق تشمل 33 حالة إنسانية" من بين الرهائن.
وتعتقد إسرائيل أن هؤلاء الرهائن ممن هم على قيد الحياة، على رغم أنها لم تتلق تأكيداً في شأن مصيرهم بعد، وفقاً للتقرير.
وأكد مصدران مقربان من "حماس" على دراية بالمحادثات لوكالة الصحافة الفرنسية أن المرحلة الأولى ستتضمن الإفراج عن 33 رهينة.
وأضاف التقرير "إذا نفذت المرحلة الأولى فبحلول اليوم الـ16 من سريان الاتفاق ستبدأ إسرائيل في التفاوض على المرحلة الثانية للإفراج عن باقي الأسرى (الجنود الذكور، والرجال في سن الخدمة العسكرية، وجثث الرهائن الذين قتلوا)".
وخطف 251 شخصاً خلال هجوم حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لا يزال 94 منهم في غزة، فيما أعلن الجيش عن مقتل أو وفاة 34 منهم.
وكانت "حماس" أشارت الأسبوع الماضي إلى أنها وافقت على الإفراج عن 34 رهينة في المرحلة الأولى من الاتفاق.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه سيسمح لإسرائيل بالحفاظ على "منطقة عازلة" في قطاع غزة أثناء تنفيذ المرحلة الأولى.
أما صحيفة "هآرتس" اليسارية فقالت "وفقاً للمرحلة الأولى من الاتفاق لا يتوقع أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من غزة حتى تتم إعادة جميع الرهائن، لكنه سيسمح بانتقال السكان من جنوب غزة إلى شمال القطاع".
ويتطلب تنفيذ الاتفاق موافقة الحكومة الإسرائيلية، وفقاً للتقارير.
ويبدو أن نقاط الخلاف الرئيسة في المفاوضات تتعلق بديمومة أي وقف لإطلاق النار وحجم المساعدات الإنسانية للقطاع.
ومن بين القضايا التي أعاقت التوصل إلى اتفاق بين الجانبين شروط وقف إطلاق النار التي سيُتبادل بموجبها الأسرى وحجم المساعدات الإنسانية لغزة وعودة سكان غزة النازحين إلى ديارهم وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع وإعادة فتح المعابر الحدودية.
وكثيراً ما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بصورة قاطعة انسحاب القوات الإسرائيلية الكامل من غزة.
وفي السياق هدد وزير الأمن الوطني الإسرائيلي المنتمي إلى أقصى اليمين إيتمار بن غفير اليوم الثلاثاء بالاستقالة من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إذا وافق على الاتفاق، الذي يجري التفاوض عليه حالياً في قطر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن.
وبن غفير، الذي لن يؤدي رحيله إلى سقوط حكومة نتنياهو، حث وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على الانضمام إليه، في محاولة أخيرة لمنع اتفاق وقف إطلاق النار الذي وصفه بأنه استسلام خطر لحركة "حماس".
وقال بن غفير على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، "تلك الخطوة هي فرصتنا الوحيدة لوقف تنفيذ الاتفاق والحيلولة دون استسلام إسرائيل لـ’حماس‘ بعد أكثر من عام على حرب دامية سقط فيها أكثر من 400 جندي من جيش الدفاع الإسرائيلي في قطاع غزة، وللتأكد من أن موتهم لم يذهب سدى".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأبدى سموتريتش أمس الإثنين اعتراضه على الاتفاق من دون التلويح بالانسحاب من الائتلاف الحاكم بقيادة نتنياهو، ومن المتوقع أن يدعم غالبية الوزراء اتفاق وقف إطلاق النار المقسم إلى مراحل عدة، والذي يهدف إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة.
وأعاد بن غفير تأكيد تعليقات سموتريتش أمس الإثنين بأن إسرائيل يتعين عليها مواصلة حملتها العسكرية في قطاع غزة حتى استسلام "حماس".
وتتوسط الولايات المتحدة ومصر وقطر في المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قال مسؤولون إنه بات وشيكاً.
وتعارض بعض عائلات الرهائن الاتفاق خشية أن تؤدي المراحل المقرر تنفيذها إلى إطلاق سراح بعض المحتجزين واستمرار احتجاز مجموعة أخرى من المتبقين، وأظهرت استطلاعات متعاقبة دعماً واسعاً للاتفاق بين الإسرائيليين.
وقال مسؤول إسرائيلي اليوم الثلاثاء إن المحادثات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وصلت إلى مرحلة حاسمة وبات الاتفاق وشيكاً، لكن بعض نقاط الخلاف لا تزال في حاجة إلى تسوية، موضحاً "نحن قريبون لكننا لم نصل بعد".
ميدانياً، أعلن الدفاع المدني في غزة اليوم الثلاثاء مقتل 18 فلسطينياً بينهم عدد من الأطفال في غارات شنها سلاح الجو الإسرائيلي ليلاً في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل "18 قتيلاً وعشرات المصابين باستهداف الاحتلال خيمة وعدداً من المنازل في دير البلح وخان يونس (جنوب) ومدينة غزة".
وأكد الجيش الإسرائيلي شن "ضربات عدة " خلال الليل، مشيراً إلى أنها استهدفت "إرهابيين من حركة ’حماس‘ ضالعين في أنشطة إرهابية".
وذكر الدفاع المدني في بيان "نقلنا أربعة قتلى أطفال وعدداً من الجرحى نتيجة قصف الاحتلال منزلاً لعائلة أبو الشعر في حي الدرج" في شمال وسط مدينة غزة.
وأوضح بصل أنه "انتُشل 10 قتلى من عائلة عابد التي استُهدف منزلها بغارة جوية في حي المنارة في خان يونس (جنوب)، من بينهم الطفلة الرضيعة أيسل عمر شحدة عابد وعمرها عام واحد ووالداها وجدها وعمها وعماتها".
وأفاد بأن "ثلاثة قتلى ارتقوا نتيجة لاستهداف الاحتلال بصاروخ خيمة على شاطئ بحر دير البلح"، وذكر أن "شهيدة نقلت إلى المستشفى الأوروبي، نتيجة لاستهداف منزل في شرق خان يونس" صباح اليوم الثلاثاء.
وأدت غارة جوية استهدفت صباح اليوم الثلاثاء مخزناً للأخشاب في حي الدرج في مدينة غزة إلى إصابة 10 فلسطينيين بينهم حالات خطرة، واندلاع حريق هائل في المخزن، بحسب بصل.
وذكر شهود عيان أن طائرة مروحية من نوع "أباتشي" أطلقت النار على المناطق الغربية لمدينة جباليا شمال قطاع غزة.
وقال بصل إن "الليلة الماضية كانت قاسية ودموية"، موضحاً أن "الاحتلال نفذ عشرات الغارات الجوية والمدفعية في كل مناطق القطاع"، مشيراً إلى "نسف عشرات البيوت في جباليا وبيت لاهيا (شمال) وفي مدينة غزة ورفح" جنوب القطاع، محذراً من "قيام الاحتلال بارتكاب مجازر مع قرب الإعلان عن اتفاق وقف النار".
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" اليوم الثلاثاء أن 61 فلسطينياً قتلوا خلال الـ24 ساعة الماضية، وأن الحصيلة الإجمالية ارتفعت إلى 46645 قتيلاً منذ بداية الحرب بين إسرائيل و"حماس" قبل أكثر من 15 شهراً.
وقالت الوزارة في بيان "وصل للمستشفيات 61 قتيلاً و281 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية" مؤكدة أن "حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 46645 قتيلاً و110012 إصابة" منذ السابع من أكتوبر 2023.