Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
0 seconds of 5 minutes, 2 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
05:02
05:02
 

المهاجرون السوريون بعد سقوط الأسد... التباس الانتماء

300 ألف عادوا خلال الأشهر الثلاثة الأولى وترقب لظروف اقتصادية تشجع المترددين

ملخص

خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد سقوط نظام الأسد عاد لسوريا 300 ألف مهاجر وفق إحصاءات مفوضية اللاجئين، وهناك مزيد ممن يتوقون إلى العودة بخاصة من سكان المخيمات في دول الجوار السوري، ولكن تهيئة الظروف لرجوعهم تستلزم كثيراً من العمل الذي يقع على عاتق السلطة السورية الجديدة والمجتمع الدولي.

في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) عام 2024 سقط نظام بشار الأسد واحتفل المهاجرون السوريون مثل أخوتهم في الداخل، وكثير منهم كانوا يتوقون إلى لحظة العودة لوطنهم الأم، ولم تمضِ 100 يوم في عهد الدولة الجديدة حتى كتب أكثر من 300 ألف شخص السطر الأخير في تغريبتهم.

الحرب في سوريا اشتعلت لأكثر من عقد كامل فتسببت بهجرة نحو سبعة ملايين شخص ونزوح مثلهم، وتقول المفوضية العليا للاجئين إن مليون سوري يتجهزون للعودة، ولكن من زار ركام بيته وشارعه اختلطت المشاعر بداخله واحتار في القرار.  

فالتعويض عن الضرر بخسارة المسكن والمنشأة جزء من العدالة الانتقالية التي ينشدها المهاجرون ليتجاوزوا الخشية من العودة دون الحدود الدنيا من سبل العيش، وبالنسبة إلى أولئك الذين يعيشون ظروفاً وشروطاً قاسية في مخيمات تنتشر على بعد رمية حجر من الوطن الأم فالعودة أسهل بكثير من انتظار لا تعرف نهايته.  

أما من أوصلته تغريبته إلى بلاد اعتاد العيش الكريم فيها ووفرت له ولعائلته الاستقرار، فيصعب عليه اتخاذ قرار سريع بالعودة للوطن، فالبدايات ليست أمراً هيناً، بخاصة أن أسئلة كثيرة ما زالت تلف مستقبل سوريا المثقلة بأعباء كثيرة وفي مجالات عدة.

وعودة اللاجئين هاجس كبير للدول المستضيفة لهم وللمنظمات الأممية المعنية بأمرهم، ورفع العقوبات أبرز خطوات تهيئة الظروف الاقتصادية لاستقبال العائدين.

وتشجع دول المهجر السوريين على العودة بصورة أو بأخرى، لكن ذلك لا يلغي حقيقة أن غيابهم عن سوق العمل في أماكن عدة سيترك فراغاً ملموساً. أما العودة القسرية فهي جل ما يخشاه السوريون في بلاد الاغتراب، ليس بالضرورة لأنها تخالف رغبتهم في البقاء، ولكن لأن الرجوع غير المدروس من الممكن أن يلحق الضرر بهم.

العودة الطوعية هي ما يحاول العالم والسلطة الجديدة في دمشق توفيره للمهاجرين، وكثيراً ما بقيت أبواب سوريا ما بعد الأسد مشرعة أمام الجميع بكل تبايناتهم السياسية والعرقية والدينية، فلن تضل الأجيال سبيلها إلى الوطن الأم عندما يحين الوقت.

المزيد من تقارير