Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
يحدث الآن

السودان يعاني أزمة المساعدات "الأشد تدميرا" في العالم

المجتمع الدولي متهم بـ"التقاعس" إزاء معاناة المدنيين والمتحاربون يفاقمون الوضع سوءاً

طفلة بين سيدتين في مدينة بورتسودان (رويترز)

ملخص

قال الأمين العام لمنظمة "أطباء بلا حدود" كريستوفر لوكيير في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، إن "’قوات الدعم السريع‘ والقوات المسلحة السودانية وأطرافاً أخرى في الصراع لا تتقاعس عن حماية المدنيين فحسب، بل تعمل بجد على مفاقمة معاناتهم"، مندداً بـ"تقاعس" المجتمع الدولي إزاء معاناة السودانيين.

قال مسؤولان كبيران في مجال الإغاثة لمجلس الأمن الدولي، أمس الخميس، إن الصراع في السودان تمخض عن "أكبر أزمة مساعدات إنسانية وأشدها تدميراً في العالم" مع فرض المتحاربين حصاراً على المدن ومنعهم وصول المساعدات.

اندلعت الحرب في أبريل (نيسان) 2023 نتيجة صراع على السلطة بين القوات المسلحة السودانية وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية، وتشير الأمم المتحدة إلى أن نحو ثلثي سكان السودان، أي أكثر من 30 مليون نسمة، سيحتاجون إلى مساعدات هذا العام.

وقال الأمين العام لمنظمة "أطباء بلا حدود" كريستوفر لوكيير "عامان من أعمال العنف بلا هوادة عصفتا بالسودان، عامان من الخراب والتهجير والقتل، اقتلع الملايين من أراضيهم وقتل عشرات الآلاف، والمجاعة تشتد وطأة"، وأضاف أن "هذين العامين من المعاناة قوبلا بلا مبالاة وتقاعس"، معتبراً أن ما يشهده السودان "هو حرب ضد السكان ويزداد هذا الواقع وضوحاً يوماً بعد يوماً".

وقال لوكيير إن "’قوات الدعم السريع‘ والقوات المسلحة السودانية وأطرافاً أخرى في الصراع لا تتقاعس عن حماية المدنيين فحسب، بل تعمل بجد على مفاقمة معاناتهم".

تقاعس دولي

قال لوكيير إنه إذا كان مجلس الأمن قد دعا مرات عدة إلى وقف لإطلاق النار وحماية المدنيين في السودان، إلا أن "نداءاتكم بقيت كلاماً فارغاً"، وتابع "على رغم النداءات التي أطلقت في هذا المحفل، يبقى المدنيون غير مرئيين بلا حماية يتعرضون للقصف والحصار والاغتصاب والتهجير ويحرمون من الغذاء والعلاج والكرامة"، وأشار إلى أن "إخفاق المجلس في ترجمة مطالبه الخاصة إلى أفعال" على أرض الواقع في السودان هو بمثابة "تخلٍّ في وجه العنف والحرمان".

وتنفي قوات "الدعم السريع" عرقلة وصول المساعدات أو إلحاق الأذى بالمدنيين، وتنسب هذه الممارسات إلى أطراف خارجة عن القانون، وقالت إنها ستحقق في الاتهامات وستقدم الجناة إلى العدالة.

وتنفي القوات المسلحة السودانية أيضاً عرقلة وصول المساعدات أو إلحاق الأذى بالمدنيين، وقال سفير السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث محمد لمجلس الأمن، إن الحكومة السودانية لديها خطة وطنية لحماية المدنيين، وأضاف أن لوكيير لم يثر معه أي مشكلات أثناء اجتماع على انفراد بينهما.

اقرأ المزيد

المجاعة واغتصاب الأطفال

قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كاثرين راسل، لمجلس الأمن الدولي، إن المجاعة تفشت في خمسة مواقع في الأقل في السودان يعيش فيها ما يقدر بنحو 1.3 مليون طفل دون سن الخامسة. وأضافت "أكثر من 3 ملايين طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر وشيك من تفشي الأمراض المميتة، بما في ذلك الكوليرا والملاريا وحمى الضنك، بسبب انهيار المنظومة الصحية".

وذكر سفير السودان لدى الأمم المتحدة أن وزارة الزراعة والغابات في البلاد أكدت هذا الأسبوع استقرار الوضع الغذائي.

وقالت راسل إن مئات الفتيان والفتيات تعرضوا للاغتصاب أيضاً في 2024، مشيرة إلى أنه في 16 حالة مسجلة، كان الأطفال دون الخامسة، ثم توقفت قليلاً قبل أن تضيف "أربعة منهم كانوا رضعاً دون العام".

وذكرت راسل "لا تمنحنا البيانات سوى لمحة عما نعرفه عن أزمة أكبر وأشد تدميراً بكثير"، مستشهدة بقاعدة بيانات قالت الأمم المتحدة إن مجموعات مقرها السودان تساعد الناجين من العنف الجنسي جمعتها.

مستويات "مهولة" من الاعتداءات الجنسية

قال لوكيير إن فرق منظمة "أطباء بلا حدود" قدمت الدعم إلى 385 ناجية من العنف الجنسي في 2024، وأضاف "تعرض السواد الأعظم منهن، وبعضهن دون الخامسة، للاغتصاب، وحدث ذلك في الغالب على يد مسلحين، وتعرض ما يقارب نصفهن للاعتداء في أثناء عملهن في الحقول، لا تفتقر النساء والفتيات إلى الحماية فحسب، وإنما يتعرضن أيضاً لاستهداف وحشي".

وأفادت بعثة تقصي حقائق تابعة للأمم المتحدة في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 بأن قوات "الدعم السريع" وحلفاءها ارتكبوا مستويات "مهولة" من الاعتداءات الجنسية، وكانت "الدعم السريع" أعلنت سابقاً أنها ستحقق في الادعاءات وستقدم الجناة إلى العدالة.

وخلصت الولايات المتحدة في يناير (كانون الثاني) الماضي إلى أن أعضاء في قوات "الدعم السريع" والفصائل المتحالفة معها ارتكبوا إبادة جماعية في السودان.

المزيد من العالم العربي