ملخص
رفض غسان دغلس محافظ نابلس المجاورة التلميحات إلى أن الفلسطينيين هم من بدأوا الهجوم. وقال "هذا اعتداء يهدف إلى طرد المواطنين من أراضيهم. لدى المستوطنين مشروع تهجير للفلسطينيين من أراضيهم".
أعلنت السلطة الفلسطينية أمس الجمعة عن مقتل شاب (21 سنة) بنيران إسرائيلية في قرية سالم شرق مدينة نابلس بشمال الضفة الغربية، حيث أكد الجيش الإسرائيلي أنه أطلق النار على أشخاص كانوا يرشقون الحجارة.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب بمقتل الشاب عمر عبدالحكيم داوود اشتية عقب إطلاق الجيش الإسرائيلي الرصاص عليه خلال اقتحام البلدة.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية "في منطقة سالم قام عدد من الإرهابيين برمي الحجارة على الجنود أثناء عملهم في المنطقة، وقد ردوا بإطلاق النار، وأصيب شخص واحد".
واشتية هو ضحية جديدة للهجوم الإسرائيلي الذي بدأ في الـ19 من يناير (كانون الثاني) الماضي في شمال الضفة الغربية ضد فصائل فلسطينية مسلحة.
وأسفرت العملية التي أطلق عليها "السور الحديدي" حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 74 فلسطينياً وثلاثة جنود إسرائيليين، بحسب ما أفاد مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا" في بيان، وذلك قبل إعلان مقتل اشتية. وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية بعد الحرب في قطاع غزة، حيث دخلت هدنة هشة حيز التنفيذ في الـ19 من يناير.
ومنذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تاريخ الهجوم غير المسبوق لحركة "حماس" على إسرائيل الذي أشعل الحرب، قُتل ما لا يقل عن 911 فلسطينياً في الضفة الغربية بأيدي جنود أو مستوطنين إسرائيليين، وفقاً لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية. وفي الوقت نفسه، قُتل ما لا يقل عن 32 إسرائيلياً، بينهم جنود، في هجمات فلسطينية أو خلال عمليات عسكرية، وفقاً للبيانات الرسمية الإسرائيلية.
مهاجمة قرية خربة المرجم
في وقت سابق، هاجم مستوطنون إسرائيليون قرية خربة المرجم الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، مساء أمس الخميس، وأحرقوا ثلاثة منازل وعدداً من السيارات في أحدث حلقة من سلسلة هجمات تصاعدت خلال الحرب في قطاع غزة.
وقال سكان محليون إن مستوطنين اقتحموا القرية وأطلقوا ذخيرة حية وقنابل غاز مسيل للدموع على الأهالي الذين حاولوا إخماد النيران. وأظهرت لقطات من كاميرات المراقبة ملثمين يدخلون ممتلكات الفلسطينيين ويلقون بأشياء ويحطمون إحدى كاميرات المراقبة.
وذكر ميسوم مسلم، وهو أحد السكان "صعدوا إلى سطح المنزل وبدأوا بإلقاء الحجارة. حطموا الباب والنوافذ، ثم أحرقوا هذا الباب ودخلوا المنزل وأشعلوا النار فيه".
وقال الجيش الإسرائيلي إن جنوده وعناصر الشرطة تدخلوا لتفريق مجموعة من الإسرائيليين الملثمين الذين أضرموا النيران في ممتلكات. وأضاف أن بلاغاً سابقاً أفاد بمحاولة فلسطينيين سرقة قطيع من الماشية يملكه إسرائيليون.
ورفض غسان دغلس محافظ نابلس المجاورة التلميحات إلى أن الفلسطينيين هم من بدأوا الهجوم. وقال لـ"رويترز"، "هذا اعتداء يهدف إلى طرد المواطنين من أراضيهم. لدى المستوطنين مشروع تهجير للفلسطينيين من أراضيهم". وأضاف "المستوطنون من خلال هذا الاعتداء يقولون للفلسطينيين، إما أن ترحلوا (وإما) أن نحرقكم. الوضع صعب جداً، المستوطنون يزدادون عنفاً".
وتأتي هذه الهجمات في وقت يدعو فيه وزراء إسرائيليون علناً إلى ضم الضفة الغربية بأكملها.
وتشير أرقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن المستوطنين الإسرائيليين شنوا ما لا يقل عن 1580 هجوماً على الفلسطينيين وأن الهجمات أسفرت عن سقوط قتلى أو إلحاق أضرار بالممتلكات أو كليهما في العام الماضي، وأنهم شنوا 220 هجوماً آخر منذ بداية هذا العام.
وفي واحدة من أكبر الهجمات التي وقعت خلال الآونة الأخيرة قالت عائلات بدوية في غور الأردن إن مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين سرقت مئات الأغنام والماعز الأسبوع الماضي بعدما كانت مجموعات المستوطنين اتهمت البدو أولاً بمحاولة سرقة ماشيتهم.