ملخص
هبطت ثقة المستهلك الأميركي إلى أدنى مستوى في نحو عامين ونصف العام خلال مارس الجاري
ارتفع الذهب اليوم الإثنين بعدما لامس مستوى تاريخياً الأسبوع الماضي مع استمرار زيادة الطلب على الملاذات الآمنة بفعل استمرار التوترات الجيوسياسية والقلق في شأن الرسوم الجمركية وتصاعد الخلافات التجارية وزيادة الآمال في خفض مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة.
وزادت أسعار الذهب في التعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 2986.53 دولار للأونصة، وتجاوز المعدن النفيس مستوى 3 آلاف دولار للأونصة التاريخي ليسجل صعوداً قياسياً الجمعة عند 3004.86 دولار للأونصة.
وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 في المئة إلى 2994.60 دولار للأونصة، وقال كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى "أواندا" كلفن وونغ "كان الارتفاع الأخير في أسعار الذهب مدفوعاً بمخاوف الركود التضخمي".
هبطت ثقة المستهلك الأميركي إلى أدنى مستوى في نحو عامين ونصف العام في مارس (آذار) الجاري، وارتفعت توقعات التضخم وسط مخاوف من أن الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، والتي أشعلت حرباً تجارية، ستعزز الأسعار وتقوض الاقتصاد.
واستمرت التوترات الجيوسياسية، مع توعد الولايات المتحدة بمواصلة مهاجمة الحوثيين في اليمن حتى ينهوا هجماتهم على السفن، بينما أدت الضربات العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل 15 فلسطينياً في الأقل في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
حقق الذهب الذي يعد تحوطاً ضد الأخطار السياسية والتضخم مكاسب بنحو 14 في المئة منذ بداية العام الحالي، وتترقب الأسواق الآن اجتماع السياسة النقدية للمركزي الأميركي الأربعاء المقبل، يليه خطاب رئيس البنك جيروم باول.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى انخفضت الفضة 0.1 في المئة إلى 33.76 دولار للأونصة، وزاد البلاتين 0.1 في المئة إلى 994.50 دولار للأونصة، ونزل البلاديوم 0.1 في المئة إلى 963.83 دولار للأونصة.
الدولار يتراجع وسط مخاوف اقتصادية
جرى تداول الدولار قرب أدنى مستوى له في خمسة أشهر مقابل عملات رئيسة اليوم الإثنين متأثراً بالتقلبات في سياسات الرئيس دونالد ترمب التجارية وسلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة، واقترب اليورو من أعلى مستوى له في خمسة أشهر بعدما اتفقت الأحزاب الألمانية الجمعة على اتفاق مالي من شأنه تعزيز الإنفاق الدفاعي وإنعاش النمو في أكبر اقتصاد في أوروبا.
وقال محللا دومينيك ويلسون وكاماكشيا تريفيدي من "غولدمان ساكس" إن الأسواق الكلية شهدت "تحولين جذريين" خلال الشهر الماضي.
وأوضحا في مذكرة أن التحول الأول هو "إعادة تقييم بالخفض" للأصول الأميركية "على خلفية تقلبات الرسوم الجمركية وبيئة الضبابية السياسية الأوسع نطاقاً التي خلقتها الإدارة الجديدة"، بينما الثاني هو "إعادة تقييم حادة بالرفع للمحفز المالي في ألمانيا".
وبلغ سعر اليورو 1.0879 دولار، منخفضاً قليلاً عن مستوى 1.0947 دولار الذي سجله الثلاثاء الماضي للمرة الأولى منذ الـ11 من أكتوبر (تشرين الأول) 2024.
وأعلن المستشار الألماني القادم فريدريش ميرتس الجمعة أنه حصل على دعم حاسم من حزب الخضر لزيادة هائلة في الاقتراض الحكومي، ومن المرجح أن يوافق البرلمان المنتهية ولايته على الاتفاق هذا الأسبوع. ويشمل الاتفاق صندوقاً بقيمة 500 مليار يورو (544 مليار دولار) للبنية التحتية، إضافة إلى تغييرات جذرية في قواعد الاقتراض.
وصعد اليوان الصيني إلى أعلى مستوى له في أربعة أشهر في التعاملات الخارجية، إذ بلغ سعره 7.2400 يوان للدولار، وارتفع اليوان الأربعاء الماضي إلى 7.2158 يوان للدولار للمرة الأولى منذ الـ13 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
وكشف مجلس الدولة الصيني أمس الأحد عن "خطة عمل خاصة" لتعزيز الاستهلاك المحلي تتضمن تدابير تشمل زيادة دخل السكان وإطلاق برنامج لدعم رعاية الأطفال.
ولم يشهد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات رئيسة، تغيراً يذكر عند 103.71 في الجلسة الآسيوية، بفارق أقل من 0.5 في المئة عن أدنى مستوى له في خمسة أشهر عند 103.21 الذي سجله الثلاثاء الماضي.
وانخفض المؤشر ستة في المئة تقريباً عن أعلى مستوى له في أكثر من عامين عند 110.17 الذي لامسه في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، إذ تحول التفاؤل بأن رئاسة ترمب ستحفز النمو إلى مخاوف من أن سياساته التجارية قد تسبب ركوداً.
ولم يشهد الدولار تغيراً يذكر عند 148.70 ين، وارتفع الدولار 0.13 في المئة إلى 148.83 ين، واستقر الجنيه الاسترليني عند 1.2927 دولار، مع توقع إبقاء بنك إنجلترا على سياسته النقدية من دون تغيير الخميس.
صعود "نيكاي الياباني"
قفز مؤشر الأسهم اليابانية "نيكاي" نحو واحد في المئة اليوم مدعوماً بمكاسب واسعة النطاق وسط تحسن ثقة المستثمرين بفضل ارتفاع كبير في الأسهم الأميركية في نهاية الأسبوع الماضي.
وارتفع المؤشر 0.9 في المئة ليغلق عند 37396.52 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق له في أكثر من أسبوع، في حين أغلق المؤشر الأوسع نطاقاً "توبكس" مرتفعاً 1.2 في المئة عند 2748.12 نقطة.
وسجلت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسة الثلاثة مكاسب قوية الجمعة الماضي، مع سعي المستثمرين إلى اقتناص الصفقات في نهاية أسبوع مضطرب وعودة قوية لأسهم الشركات الكبرى المرتبطة بالتكنولوجيا التي تضررت في الآونة الأخيرة.
وقال كبير الاقتصاديين لدى "تي أند دي" لإدارة الأصول هيروشي ناميوكا إن مكاسب "وول ستريت" إلى جانب أنباء عن أن الكونغرس الأميركي أقر مشروع قانون إنفاق موقت لتجنب إغلاق جزئي للحكومة، عززت الثقة ودعمت صعود سوق الأسهم اليوم الإثنين.
ولوحظت المكاسب بصورة خاصة بين أسهم شركات أشباه الموصلات اليابانية ذات الثقل الكبير اليوم، وارتفع سهم "طوكيو إلكترون" 2.2 في المئة وسهم "أدفانسنت" 2.7 في المئة، مما أعطى أكبر دفعة للمؤشر الإجمال.
وتفوق قطاع شركات صناعة الآلات الثقيلة على أداء السوق، بقيادة ارتفاع بلغ 12.2 في المئة لسهم شركة "ميتسوبيشي" للصناعات الثقيلة المرتبطة بالدفاع مع مواصلة المستثمرين التكهن في شأن ما إذا كانت اليابان ربما تحتاج إلى تعزيز إنفاقها الدفاعي في المستقبل.
وصعد سهم شركة "كاواساكي" للصناعات الثقيلة ستة في المئة بينما قفز سهم شركة "آي أتش آي كوربوريشن" بنحو 10 في المئة.
ويتجه تركيز المستثمرين حالياً إلى تقرير مبيعات التجزئة الأميركية المقرر صدوره في وقت لاحق من اليوم وسط مخاوف في شأن توقعات النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.
ومن بين الأسهم الرئيسة الأخرى ارتفع سهم مجموعة "سوفت بنك" التي تركز على الاستثمار في شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة 1.8 في المئة، وربح سهم شركة "سوني" للألعاب الإلكترونية اثنين في المئة، وصعد سهم شركة "تي دي كيه كوربوريشن" المصنعة للمكونات الإلكترونية 2.8 في المئة، ومحا سهم "فاست ريتيلينغ"، الشركة الأم لـ"يونيكلو"، ليغلق منخفضاً 0.5 في المئة.
ومن بين 225 شركة مدرجة على مؤشر "نيكاي"، ارتفع 187 سهماً، وانخفض 36 سهماً، بينما لم تحدث تداولات على سهمين.